الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

سيناريو فيتنام والعراق.. شبح الاغتيالات يطارد الأفغان المتعاونين مع أمريكا

سيناريو فيتنام والعراق.. شبح الاغتيالات يطارد الأفغان المتعاونين مع أمريكا

جنود الجيش الأفغاني في هيرات غربي البلاد. (إ ب أ)

يواجه عشرات الآلاف من الأفغان المتعاونين مع القوات الأمريكية في أفغانستان، مصيراً مجهولاً، مع اقتراب موعد إكمال الانسحاب الأمريكي، وسط مخاوف أن يتعرضوا للقتل كما حدث في فيتنام والعراق، بحسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن أن الحلفاء الأفغان والذين كانوا شركاء مع أمريكا، سواء سائقون أو غيرهم من الفئات، سيتم نقلهم من أجل الحفاظ على سلامتهم، وأضاف قائلاً «لن نترك من ساعدونا».

وذكرت الصحيفة أن ذلك يعني إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، خاصة في ظل تزايد مخاطر طالبان، مشيراً إلى أن ذلك يعيد للأذهان ما قامت به أمريكا بنقل حلفائها أثناء الصراعات التي خاضتها في الماضي في فيتنام، حينما أجلت الآلاف من الفيتناميين في جنوب فيتنام لكنها تركت البعض أو تأخرت في إجلائهم، وتكرر المشهد مؤخراً حينما قدمت أمريكا تأشيرات دخول لأراضيها لعدد قليل من المترجمين العراقيين وغيرهم، الذين ساعدوا القوات الأمريكية بالعراق.

وتعرضت خطط الانسحاب لانتقادات من المدافعين عمن ساعدوا أمريكا، لأنها تركتهم خلفها بعد الانسحاب، ففي مقال نشرته وكالة بلومبيرغ، أشار الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس إلى مقتل حلفاء الولايات المتحدة في فيتنام، وقال إنه لا يريد «هذا الاحتمال القاتم يعيد نفسه».

ولفتت الصحيفة إلى تقديرات نشرتها مجموعة متطوعة، أوضحت مقتل 1000 شخص من المتعاونين مع القوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق، بينما كان بعضهم ينتظر الحصول على تأشيرة للسفر.

وذكرت الصحيفة أن أمريكا قامت بإجلاء عدد من المتعاونين معها من العراق، بعد تهديدات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للأكراد عام 1996 حيث ساعدوا أمريكا في حرب تحرير الكويت، وقام الجيش الأمريكي بإجلاء موظفيه الأكراد وأبلغ موظفيه السابقين هناك وعائلاتهم والأحزاب التي تدعمها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وموظفي المنظمات غير الهادفة للربح، أنه سيكون بمقدورهم طلب إعادة توطينهم، وتم نقل 7 آلاف منهم لأمريكا في غضون عام.

وكان العديد من العراقيين الذين عملوا مع القوات الأمريكية قد تم قتلهم، ويخشى الكثير منهم أن يكونوا هدفاً لهجمات المليشيات.

وأوضح التقرير أن أمريكا استحدثت في عام 2008 تأشيرات هجرة خاصة للعراقيين الذين ساعدوا القوات الأمريكية، لتسهيل سرعة السفر، وبعدها بعام تم استحداث نفس الأمر للأفغان، إلا أن هناك طابوراً طويلاً ممن ينتظر الحصول على تلك التأشيرة، وتزيد الأعداد عن 70 ألف أفغاني، بنهاية عام 2020، أما في العراق فالأعداد أكبر وتصل إلى 100 ألف شخص، كما أن تقديم التأشيرات في الحالة العراقية متوقف حالياً بسبب تحقيقات في تزوير التأشيرات.