الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الهند.. ليلة اختفى فيها الأكسجين تكشف عمق المأساة

الهند.. ليلة اختفى فيها الأكسجين تكشف عمق المأساة

مستشفيات دلهي تكتظ بالمرضى.(إ ب أ)

عانت الهند خلال الموجة الثانية من جائحة كورونا، زيادة كبيرة في أعداد الإصابات والوفيات، وواجهت مشاكل عديدة في نقص الأسرة والخدمات الطبية، كما عانت أيضاً نفاد الأكسجين الطبي، في مستشفياتها، الأمر الذي تسبب في وفاة 600 شخص على الأقل خلال الشهرين الماضيين، لكن ليلة مأساوية في دلهي كشفت عمق الأزمة.

في وحدات الرعاية المركزية بمستشفى جايبور جودلن، ذات السمعة الجيدة بمدينة دلهي، تعرض العشرات من مرضى الحالات الحرجة لمشاكل صحية خطيرة بعدما توقفت أجهزة التنفس الصناعي، فانطلقت أطقم التمريض تحاول استخدام مضخات الهواء اليدوية لمساعدة المرضى على التنفس، بينما توجه عمال المستشفى سريعاً إلى غرف الصيانة للوقوف على سبب المشكلة، فاكتشفوا أن السبب هو نفاد الأكسجين الطبي.

نفاد الأكسجين

هرعت الأطقم الطبية تبحث عن أسطوانات الأكسجين الاحتياطي لكنها كذلك نفدت.

على مدى 7 ساعات حاولت إدارة المستشفى التي بها 250 سريراً، وتعاني ضغطاً كبيراً حتى إن منطقة الاستقبال تكتظ بالمرضى، دون جدوى، حتى وصلت ناقلة أكسجين، لكن بالنسبة لـ 21 مريضاً فقد فات الأوان.

شايستا نيجار، مشرفة التمريض في المستشفى قالت مستذكرة ليلة الـ 23 من أبريل الماضي بالقول:«لا أحد يستطيع أن ينسى تلك الليلة لقد كان انهياراً تاماً».

وكان ما حدث في مستشفى جايبور مثالاً لحوادث تكررت خلال الموجة الثانية من جائحة كورونا في الهند، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة أن الحكومة الهندية، وقادة الولايات، كانوا يعرفون أن البلاد معرضة لخطر الجائحة، لكنهم لم يستعدوا لذلك بشكل جيد، فرغم أن الهند من الدول الرئيسية في تصدير الأكسجين الطبي، إلا أن الحكومة الفيدرالية تحركت بشكل متأخر لتوفيره.

ورغم انخفاض أعداد الإصابات مؤخراً في الهند، إلا أن نقص اللقاحات قد يجعل الهند فريسة لموجة ثالثة من الجائحة، وبدون الاستعدادات الكافية للتعامل مع تلك الموجة، فقد تتكرر الكوارث التي شهدتها الهند خلال الموجة الثانية ومن بينها نقص الأكسجين.

أزمة دلهي

وكان هناك نقص كبير في الأكسجين في شمال الهند، مع زيادة حالات الإصابة بكورونا، وفي شهر واحد، ارتفعت حالات الإصابة اليومية في دلهي من 419 إلى 13 ألفاً و468 حالة، واكتظت مستشفياتها ودور رعاية المسنين بالمرضى، لدرجة أنها أغلقت أبوابها أمام الحالات الجديدة، ولم يتمكن المرضى الجدد من الدخول إليها، فماتوا أمامها.

ولفتت الصحيفة إلى أن إنتاج الهند من الأكسجين يصل إلى 7100 طن متري من الأكسجين السائل يومياً، أغلبه للاستخدام الصناعي، وارتفع الإنتاج خلال الجائحة إلى 9500 طن متري يومياً، إلا أن إنتاج الأكسجين كان أغلبه قرب مصانع الحديد في شرق الهند، على بعد مئات الأميال عن المناطق التي تشهد زيادة حالات الإصابة.

وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة برلمانية هندية طالبت في شهر نوفمبر الماضي، بالاستعداد من خلال بناء 160 مصنعاً لإنتاج الأكسجين، لكن مع وصول الموجة الثانية للهند، لم يكن قد تم بناء إلا 20% فقط من تلك المصانع، ومما زاد الطين بله، أن نقص الأكسجين دفع بعض الولايات إلى السيطرة على الأكسجين الذي كان يتم نقله عبرها إلى دلهي، ففي 21 أبريل أوقف المسؤولون في ولاية هاريانا حافلة لنقل الأكسجين إلى دلهي، وهو ما فعله أيضاً مسؤولو ولاية براديش، كما فعله المسؤولون أيضاً في ولاية راجاستان لبعض الوقت، لأن تلك الولايات كانت تعاني أيضاً نفاد الأكسجين، ما يؤدي لوفاة المرضى بها.