الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

عودة القمع.. طالبان تفرض قيوداً على النساء والرجال

عودة القمع.. طالبان تفرض قيوداً على النساء والرجال

جنود الجيش الأفغاني في هيرات. (إ ب أ)

قال بعض الأهالي من سكان محافظة بلخ، إن حركة طالبان وزعت منشورات تطالب الأهالي باتباع قواعد صارمة، تشبه ما كانت تفرضه الحركة خلال فترة حكمها لأفغانستان (1996- 2001).

وتتعلق التعليمات الجديدة بضرورة إطلاق الرجال للحى، وارتداء النساء للحجاب وعدم مغادرة منازلهن بدون مصاحبة أزواجهن أو أحد أقاربهن الرجال.

عودة القيود

وقالت سيدة أفغانية (34 عاماً) رفضت الكشف عن اسمها من سكان بلخ، «يريدون فرض القيود التي أجبروا عليها النساء خلال فترة حكمهم، ومنها عدم مغادرة المرأة للمنزل بدون مصاحبة رجل لها، وضرورة ارتداء الحجاب، وسيكون من الصعب على النساء تنفيذ ذلك، لأن العديد من السيدات معيلات لأسرهن، ومضطرات للخروج من المنزل للعمل»، حسبما ذكر تقرير نشره موقع «إذاعة صوت أمريكا».

وطبقاً للحكومة الأفغانية، فإن النساء يشكلن حوالي 30% من قوة العمل في الخدمة المدنية، واللائي لم تكن تسمح طالبان لهن بالعمل خارج منازلهن خلال حكمها.

وقال رجل أفغاني من سكان بلخ رفض ذكر اسمه «تلقت صالونات الحلاقة أوامر من طالبان منذ سيطرت على المقاطعة الشهر الماضي، بعدم حلق أو تهذيب اللحى»، وقال آخر «من الممكن أن يفرضوا المزيد من القيود، فخلال خطبة الجمعة قال الأئمة إنه يجب تطبيق الشريعة الإسلامية».

ونقل التقرير أيضاً عن بعض سكان مقاطعات تخار وبدخشان وقندوز، والتي خضعت مؤخراً لسيطرة طالبان، أن الحركة فرضت قيوداً مماثلة على النساء وفرضت على الرجال إطلاق اللحى.

انتقادات قوية

وأصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بياناً يوم الأربعاء الماضي، اتهمت فيه طالبان بتهجير الأفغان قسراً من خلال حرق منازلهم، انتقاماً منهم لتعاونهم مع القوات الأفغانية.

وقالت كبيرة الباحثين في المنظمة بمنطقة آسيا، هيثر بار إن التقارير حول تصرفات طالبان القمعية الأخيرة للنساء ولوسائل الإعلام لم تكن مفاجئة، لأن تحقيقات المنظمة أوضحت أن سياسات طالبان لم تختلف عما كانت عليه فترة حكمهم، وأضافت «الأمر شديد القلق تجاه حقوق الإنسان».

ومن جهته، قال مدير مركز الدراسات الأفغانية في جامعة نبراسكا، عن شير جان أحمدزاي إن التقارير المحلية من المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان تشير إلى أن مسلحيهم أجبروا السكان بتلك المناطق على توفير الطعام لهم، كما أجبروا النساء أيضاً على عدم مغادرة منازلهن بدون مصاحبة أزواجهن أو أحد أقاربهن.

قمع الإعلام

وأشار التقرير نقلاً عن مصادر محلية إلى بعض مظاهر قمع طالبان لوسائل الإعلام، حيث أجبرت الحركة الإذاعة الوحيدة في منطقة بلخ على إذاعة شعارات الحركة، والهجوم على الحكومة الأفغانية، وتوقفت عن إذاعة الموسيقى، وذلك بعدما سيطرت طالبان عليها الشهر الماضي.

وذكرت هيئة «ناي» لمراقبة الإعلام في أفغانستان، أن 20 محطة إذاعة قد توقفت عن البث في المقاطعات الأفغانية الشمالية بسبب القيود التي تفرضها طالبان، وبسبب القتال.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن العنف ضد الصحفيين ووسائل الإعلام قد تزايد بشكل ملحوظ رغم محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية.