الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

يتامى كورونا.. جيل جديد من أطفال الهند يواجهون مستقبلاً غامضاً

يتامى كورونا.. جيل جديد من أطفال الهند يواجهون مستقبلاً غامضاً

مخاوف من استغلال الأطفال من قبل تجار البشر.(إ ب أ)

فقد آلاف الأطفال والديهم خلال موجة عدوى كارثية بفيروس كورونا تضرب الهند بلا هوادة، وبينما تتعهد الحكومة بمساعدتهم، يواجه الكثير من هؤلاء الأطفال خطر الإهمال ومخاوف من وقوعهم فريسة لتجار البشر أو الزواج في سن الطفولة عندما يتلاشى الانتباه وهو ما سينتج عنه تداعيات اجتماعية كبيرة.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن هناك نحو 3 آلاف طفل قد تيتموا بسبب الجائحة، مشيرة إلى أنه على المدى البعيد، فإن العديد من الأطفال الأيتام من العائلات الفقيرة في المناطق النائية، يواجهون خطر الوقوع فريسة لعمليات الاتجار بالبشر، أو زواج القاصرات، حيث تتفشى ظاهرة الاتجار بالأطفال في الهند لاستغلالهم جنسياً.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فإن الهند لديها أكبر معدلات زواج القاصرات في العالم في.

مأساة ريدي وأخويها

وضربت الصحيفة مثلاً بمأساة الطفلة سونالي ريدي (14 عاماً)، والتي وجدت نفسها مسؤولة عن أخويها الصغيرين، جاجاباليا (8 سنوات)، وبابانا (5 سنوات) فوالدهم انتحر قبل عدة سنوات، وبقيت والدتها هي المعيلة للأسرة، حتى أصيبت بفيروس كورونا في شهر مايو الماضي، خلال الموجة التي اجتاحت الهند، وبعد ساعات من وصولها للمستشفى لتلقى العلاج، فاضت روحها، لتصبح ريدي هي المسؤولة عن أخويها، تطهو لهما الطعام، وتساعدهما على تناوله، وتساعدهما على النوم، وتقلل من مخاوفهما، كما كانت تفعل والدتهما الراحلة.

وكان على ريدي أن تتعامل مع أمور ربما كانت أكبر بكثير من قدراتها، وتحاول جدتها مساعدتهم، ففي صباح أحد الأيام، بعد وفاة والدتهم، وصل مسؤولون إلى منزلها، في قرية باتابور في ولاية أوديشا الهندية، لتقديم معاش الأيتام، وهو مبلغ من المال يساعدهم على الإنفاق على احتياجاتهم المعيشية خلال فترة الصيف، كما قدم المسؤولون لهم أكياساً كبيرة من الأرز، وألقوا عليها مجموعة من التعليمات حول كيفية استخدامها وأخويها للحسابات البنكية التي تم فتحها لها ولأخويها الصغيرين.

إجراءات حكومية.. ومشكلات

واتخذت حكومات الولايات الهندية بعض الخطوات لرعاية هؤلاء الأطفال اليتامى، حيث خصصت لهم تعويضاً يراوح بين 7و68 دولاراً شهرياً لكل طفل يتيم، وقدمت وعوداً بتوفير الطعام والتعليم المجاني، كما تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تغريدة له «بتوفير الحياة الكريمة وفرص للأطفال اليتامى».

إلا أن المدافعين عن حقوق اليتامى، قالوا إن الاهتمام بتلك القضية قد يتلاشى مع مرور الوقت، وسيتركون ضحية للإهمال والاستغلال.

وقال التقرير إن بعض هؤلاء الأطفال اليتامى، والذين واجهوا صدمة فقدان عائلاتهم بأكملها، وجدوا صعوبة في استخراج أوراق وشهادات الوفاة، للحصول على التعويضات الحكومية، كما سيجد بعضهم صعوبة في العودة إلى المدرسة.

ولفت التقرير إلى أن خيار التبني ليس وارداً بشكل كبير لحل مشكلة الأطفال الأيتام، بسبب الثقافة المجتمعية في الهند، التي تحرم التبني، أما الأطفال الأكبر سناً فقد لا يستطيعون التأقلم مع العائلات التي تتبناهم.