السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«نهضة راجستان».. صرخة فتيات الهند ضد زواج القاصرات والاستغلال

دفعت جائحة كورونا ملايين الفتيات للوقوع في براثن زواج القاصرات والابتعاد تماماً عن التعليم، وكانت الهند مثالاً صارخاً لهذه القضية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقالت مؤسسة «تشايلد لاين» الهندية، منظمة غير حكومية، إن هناك زيادة بنسبة 17% في زواج الأطفال خلال شهري يونيو ويوليو من العام الماضي، وهي فترة تخفيف الإغلاق في الهند، كما أن في ولاية راجستان وحدها هناك فتاة من بين كل 3 في عمر 22- 24 سنة حالياً، تزوجت وهي في 18 من عمرها، بحسب الإحصاءات الحكومية.

حركة بايروا

وتطرق التقرير إلى قصة الفتاة الهندية بريانكا بايروا (17 عاماً) التي رفضت الزواج في سن صغيرة عندما حاولت أسرتها إجبارها، وأقدمت على خطوة أوسع، بتدشين حركة من أجل مساعدة آلاف الفتيات الهنديات والدعوة إلى حصولهن على التعليم المجاني.

وكانت بايروا قد رفضت الزواج وهي في عمر 15 عاماً، بعدما بدأت أسرتها البحث عن عريس لها، وعجلت جائحة كورونا من إجراءات الزواج، بعدما أغلقت المدارس وضاعت فرص العمل، واستقر والديها على شاب من أبناء قريتهم في ولاية راجستان كعريس لها.

وتقول بايروا «دفعت الجائحة كل أسرة في القرية إلى التعجيل بزواج فتياتهم، حيث كانت تتم دعوة عدد أقل من المدعوين لحضور الزفاف، وبالتالي تكون كلفته أقل، ولكني رفضت الزواج، وبالطبع كان هناك رد فعل قوي ومشاجرات مستمرة، وفي نهاية المطاف هددت بالفرار بعيداً، فخافت عائلتي وألغت الزواج، وأقنعتهم والدتي بالسماح لي بالدراسة والالتحاق بالجامعة».

اتساع المشاركة

وبدأت بايروا بعدها خطوة أوسع بتدشين حركة «نهضة راجستان» من أجل الفتيات والسيدات صغار السن، في قرى مقاطعة كاراولي، للدفاع عن حقوقهن في التعليم المجاني، والحصول على منح دراسية، والتخلص من شبح زواج القاصرات، وعمالة الأطفال، والتمييز الجنسي.

وأوضحت أنها بدأت الحملة مع 10 من صديقاتها، بزيارة القرى، وساعدهن بعض قادة المجتمعات المحلية، حيث قمن بعقد اجتماعات، والتفت حولهن المزيد من الفتيات، وقمن بتوعيتهن بحقوقهن الدستورية، وزادت أعدادهن إلى 100 فتاة.

واستطردت قائلة إنه في غضون بضعة أشهر وصل العدد إلى 1200 فتاة في مارس الماضي، وأصبحت الحركة تحالفاً رسمياً، وانتشرت أكثر بين الولايات الهندية، وتعلمت الفتيات استخدام أجهزة الكمبيوتر والوصول إلى الإنترنت والتواصل مع المسؤولين التعليميين والقادة السياسيين، والوزراء في الحكومات المحلية، لتقديم مطالبهن، وفي مقدمتها الحصول على منح مجانية للفتيات للدراسة حتى عمر 17- 18 عاماً، بقيمة حوالي 49 جنيهاً استرلينياً، في مستهل كل سنة دراسية.