الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

طالبان تسيطر على أول عاصمة ولاية أفغانية.. وتغتال متحدثاً حكومياً

طالبان تسيطر على أول عاصمة ولاية أفغانية.. وتغتال متحدثاً حكومياً

آثار عملية الاغتيال. (أ ب)

استولى مقاتلو حركة طالبان على عاصمة أحد أقاليم أفغانستان، وقتلوا أكبر مسؤول إعلامي في الحكومة الأفغانية في كابول، أمس الجمعة، في ظل تدهور الوضع الأمني مع انسحاب القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى من البلاد.

وقال متحدث باسم الشرطة في إقليم نمروز في جنوب أفغانستان إن العاصمة زرنج سقطت في أيدي المقاتلين بسبب نقص التعزيزات من الحكومة المدعومة من الغرب.

وقال متحدث باسم طالبان عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن المقاتلين استولوا بالكامل على الإقليم وسيطروا على منزل الحاكم ومقر الشرطة والمباني الرسمية الأخرى.

وفي وقت لاحق، قال جنرال أفغاني كبير يقود الهجوم المضاد في جنوب البلاد إن الهجمات الجوية للقوات الجوية الأفغانية قتلت أكبر مسؤولي طالبان في نمروز مع 14 من رجاله. ولم تتمكن «رويترز» على الفور من التحقق من صحة معلومات الجنرال سامي سادات، قائد فيلق الجيش الأفغاني 215 مايواند، على تويتر.

وتقاتل طالبان لإعادة بسط نفوذها، بعد 20 عاماً من الإطاحة بها على أيدي قوات تقودها الولايات المتحدة، وتُصعد الحركة حملتها لهزيمة الحكومة.

واستولى المقاتلون على عشرات المناطق ونقاط العبور على الحدود في الشهور الماضية، وفرضوا ضغوطاً على عدد من عواصم الأقاليم، من بينها هرات في الغرب وقندهار في الجنوب، بينما تنسحب القوات الأجنبية من البلاد.

وشككت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان ديبورا ليونز في التزام طالبان بالتوصل لتسوية سياسية، وقالت لمجلس الأمن الدولي إن الحرب دخلت مرحلة أكثر دموية وتدميراً «تذكرنا بسوريا في الآونة الأخيرة أو سراييفو في الماضي غير البعيد».

ومن جانبه، قال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن بوادر انحدار أفغانستان إلى حرب أهلية شاملة وطويلة «حقيقة صارخة».

وحث الدبلوماسي الأمريكي الكبير جيفري ديلورينتيس حركة طالبان على وقف هجومها والسعي إلى تسوية سياسية وحماية البنية التحتية لأفغانستان وشعبها.

تعد زرنج العاصمة الإقليمية الأولى التي تسقط في أيدي مقاتلي طالبان، منذ توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق معها في فبراير 2020 حول انسحاب القوات الأمريكية.

وقال مصدر محلي إن طالبان سيطرت على مكتب حاكم الإقليم في المدينة ومقر الشرطة ومعسكر بالقرب من الحدود مع إيران.

وقالت مصادر طالبان إن سقوط زرنج سيرفع معنويات مقاتلي الحركة. وقال قائد في طالبان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن زرنج لها أهمية استراتيجية لوقوعها على الحدود مع إيران.

وفي كابول، قتل مسلحون من طالبان داوا خان مينابال رئيس مكتب الدعاية والإعلام، ضمن أعمال قتل تهدف إلى إضعاف حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني المنتخبة.

وفي تغريدة على «تويتر»، كتب القائم بالأعمال الأمريكي روس ويلسون إنه يشعر بالحزن والاستياء لوفاة مينابال، وقال إنه كان يقدم معلومات صحيحة لجميع الأفغان. وأضاف «هذه الجرائم وصمة عار على جبين حقوق الإنسان وحرية التعبير في أفغانستان».

وقال البيت الأبيض إن التصرفات الأخيرة للحركة لن تساعدها على كسب شرعية دولية. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إفادة صحفية: «في رأينا أنه إذا كانت طالبان تزعم أنها تريد شرعية دولية، فإن هذه التصرفات لن تجعلها تحصل على تلك الشرعية التي تسعى إليها».

وأضافت: «لا يتعين عليهم أن يبقوا على هذا المسار. يمكنهم أن يختاروا تفريغ هذه الطاقة في عملية السلام كما يفعلون بالنسبة لحملتهم العسكرية».

واغتال مقاتلو طالبان عشرات النشطاء الاجتماعيين والصحفيين والمسؤولين الحكوميين والقضاة والشخصيات العامة الذين يكافحون للحفاظ على إدارة ليبرالية، في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة.