الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

أبرزها الفقر.. عوامل تزيد وفيات الأطفال بكورونا في إندونيسيا

يقتل فيروس كورونا عدداً أكبر بكثير من الأطفال في البلدان النامية مقارنة بالدول الغنية، وبعض العوامل تجعلهم معرضين للخطر بشكل خاص في إندونيسيا، منها الفقر والعادات والأمراض المستوطنة في الدولة الآسيوية.

وذكر تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأطفال في إندونيسيا يقعون ضحية كورونا بأرقام مقلقة، وكانت الزيادة في شهر يونيو الماضي هي الأكبر، مع انتشار السلالة دلتا، حيث بلغت أعداد الوفيات 1245 حالة وفاة بين الأطفال، أكثرهم تحت عمر عام واحد، طبقاً لرئيس جمعية طب الأطفال في إندونيسيا، الدكتور أمان باكتي بولونغان.

وأشار الباحثون إلى أن هناك مجموعة من الأسباب وراء وفيات الأطفال في الدول النامية، لكن كل تلك الأسباب تدور في فلك واحد، هو الفقر.

الفقر والمرض

وضربت الصحيفة مثلاً بوضع ردبييانتاورو، عامل في أحد الفنادق، والذي لاحظ فقدانه لحاسة التذوق، وخاف أن يكون السبب هو إصابته بفيروس كورونا، وتخلص من تلك الفكرة بعدما تذكر أن مرضه قد يمنعه من كسب قوت يومه، ولكنه اليوم يلوم نفسه على عدم إجراء اختبار للتأكد من حالته، بعدما توفيت طفلته إليشا البالغة من العمر 22 شهراً، واكتشف أن أسرته بالكامل، عددهم 10 أفراد، كانت لديهم أعراض كورونا، لكنهم أيضاً لم يجروا الاختبارات، حتى ذهبوا بالرضيعة إلى المستشفى وتوفيت في اليوم التالي.

وتشير التحليلات إلى أن هناك مجموعة أسباب وراء ارتفاع حالات الوفاة بين الأطفال، مثل المشكلات الصحية التي يمكن أن تتفاقم وتزداد خطورتها بسبب الإصابة بكورونا، وكذلك تلوث الهواء الشديد، واكتظاظ الأسر داخل مساكن ضيقة، وسوء التغذية، بالإضافة إلى العوامل الثقافية، وعدم الوصول إلى المعلومات، وكذلك التشخيص والعلاج.

قال التقرير إن الأطفال الذين يعيشون في فقر، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب، وسوء التغذية، ما يضاعف من مخاطر الوفاة في حالة الإصابة بكورونا، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي مثل السل، وكذلك التداعيات السلبية للحياة في أماكن تعاني بسبب تلوث الهواء، كل ذلك يجعل من الصعب على الطفل المريض بكورونا تجاوز المرض.

وهناك حوالي 6% من حالات الوفاة بين الأطفال في إندونيسيا، كانت لأطفال يعانون من مرض السل، والذي ينتشر بشكل كبير في دول جنوب شرق آسيا، منها إندونيسيا، كما أن المنطقة من المناطق التي تزيد بها الإصابة بمرض الثلاسيميا (المعروف أيضاً بأنيميا البحر المتوسط، وهو مرض يؤثر في حمل الأوكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم)، وهو ما كان سبب وفاة بعض الأطفال.

وإذا كانت أعراض مرض كوفيد واضحة على الأطفال، فقد يخطئ الآباء أو حتى الأطباء في تشخيص المرض، بسبب الاعتقاد أن الأطفال لا يصابون بكورونا، وعند إدراك الحقيقة وتشخيص المرض بشكل صحيح، قد يكون قد فات الأوان.

العادات الاجتماعية

وتعد العادات الثقافية، سبباً آخر لارتفاع معدلات وفاة الأطفال في إندونيسيا، حيث اعتاد الأهالي على زيارة المولود فور ولادته، وحمله وتقبيله، دون مراعاة التباعد الاجتماعي أو الإجراءات الاحترازية، وهو ما كان السبب في وفاة الطفلة بيفرلي إليزها مارلين، المولودة في أوائل يونيو الماضي، بعدما زارها أفراد العائلة، عددهم 16 فرداً.

وقالت والدتها تريزا مانيتيك: «بعض الأقارب كانوا يرتدون أقنعة الوجه ويحافظون على التباعد الاجتماعي.. والبعض الآخر لم يفعل ذلك»، وأصيب والد الطفلة وعمتها بفيروس كورونا، وسرعان ما انتشر المرض بين العائلة، التي تضم 11 طفلاً، وتوفيت بيفرلي في الأول من يوليو.