الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

عمدة كابول.. حارب السوفييت ونافس غني ويواصل إدارة العاصمة

عمدة كابول.. حارب السوفييت ونافس غني ويواصل إدارة العاصمة

سلطان زوي.(أ ب)

وسط الفوضى والعشوائية التي أصابت كابول ترك العديد من الموظفين الحكوميين مكاتبهم وهجروا وظائفهم خشية تعرضهم لبطش من حركة طالبان التي استولت على السلطة دون مقاومة منذ عشرة أيام، إلا أن عمدة العاصمة، محمد داوود سلطان زوي ظل يؤدي وظيفته رافضاً ترك المدينة التي ولد وترعرع فيها.

استمر سلطان زوي في منصبه بعد سيطرة الحركة ليس هذا فحسب بل طالبها بالاستجابة لتطلعات الناس قائلاً «إذا لم تلتفت طالبان لتطلعات الناس، فإنهم أيضاً، سيتم النظر إليهم باعتبارهم أحد الجماعات التي تروج للشعارات الدينية والعرقية والإقليمية، وستتأثر سمعتهم كثيراً»، بحسب مقابلة مع موقع «إذاعة صوت أمريكا».

ولا يرتبط سلطان زوي بعلاقات مع طالبان، ويعد أحد كبار المسؤولين بالحكومة الأفغانية السابقة، الذين سمحت لهم طالبان بالاستمرار في مناصبهم، بعد سيطرتها في 15 أغسطس الحالي على كابول، بينما غادر الكثير من المسؤولين الآخرين البلاد أو استقالوا من مناصبهم.

وأوضح سلطان زوي أن طالبان اتصلت به، في اليوم التالي لسيطرتها على كابول، التي يعيش فيها حوالي 5 ملايين نسمة، وطلبت منه الاستمرار في منصبه، قائلاً «لذلك ذهبت إلى العمل، حتى يتم إبلاغي بغير ذلك، وسأستمر في العمل.. فهذه هي بلادي، ولا أعمل لأجل أي شخص أو جماعة، ولكن أخدم سكان المدينة، فأنا من كابول.. وسأستمر في الحياة بها».

مناصب وخبرات

ولد سلطان زوي عام 1952، وهو من عرقية البشتون، أكبر العرقيات الأفغانية، وتخرج عام 1973 من جامعة كابول حيث درس الإدارة الهندسية، وتلقى تدريباً للعمل كطيار في مراكز تدريب الخطوط الجوية الأمريكية العالمية، وحصل على رخصة للعمل كطيار نقل على 8 أنواع مختلفة من الطائرات التجارية، بحسب سيرته على موقع الانتخابات الأفغانية.

وكان عمدة كابول من الناشطين في مقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان خلال الثمانينات، وسافر إلى أمريكا بعد إصابته، وعمل طياراً في شركة يونايتد إيرلاينز، لكنه ظل منخرطاً في العمل السياسي الأفغاني، خلال الثمانينات والتسعينات، وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001 والإطاحة بحكم طالبان، عاد لبلاده وانتخب عضواً في مجلس «لويا جيرغا» في كابول 2002.

وحصل سلطان زوي على عضوية البرلمان الأفغاني في الفترة ما بين 2005- 2010، ولم ينجح في انتخابات الرئاسة عام 2014 التي فاز بها الرئيس أشرف غني، والذي عينه لاحقاً في منصب مستشار كبير له، قبل أن يعينه كعمدة للعاصمة في مارس 2020.

استمرار الخدمات

ولفت سلطان زوي إلى أنه بينما تسابق العديد من الدول في عملية إجلاء رعاياها، وكذلك بعض الأفغان، من خلال مطار كابول، وبرغم أن أفغانستان ما زالت بلا حكومة جديدة، فإن مسؤولي كابول يستمرون في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وقال سلطان زوي «بدأنا في إزالة الحواجز من الشوارع ومن على الأرصفة، ويجب إزالتها جميعاً فور عودة الاستقرار الأمني»، ولفت إلى وجود بعض المشكلات، حيث استغل بعض سكان العاصمة، حالة الفراغ الأمني، وبدؤوا في بناء منازل بشكل غير قانوني.

واستطرد قائلاً «كابول لديها حكومة للمدينة، وتلك الحكومة يجب أن يسمح لها بالعمل، ولهذا لم أستقل من عملي، لأنني لو فعلت ذلك، فسيكون ذلك تصرفاً غير مسؤول، وسيكون بمثابة خيانة».

وذكر عمدة كابول أنه بينما لم تشكل طالبان حكومة جديدة بعد، فإن كابول بدأت في توظيف ضباط مرور جدد، بدلاً من الآلاف الذين استقالوا بعد سيطرتها على المدينة، بينما قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن الرئيس السابق لشرطة مرور كابول، تم تعيينه مجدداً في منصبه.

كما قال مجاهد خلال مؤتمر صحفي في كابول أمس الثلاثاء، إن عمال البلدية استأنفوا أعمالهم في جمع القمامة.