الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«حرب الدرونز».. عقبات تواجه خطة بايدن لمواجهة «الإرهاب» في أفغانستان

«حرب الدرونز».. عقبات تواجه خطة بايدن لمواجهة «الإرهاب» في أفغانستان

سقوط كابول أربك خطط بايدن لتنفيذ ضربات بالدرونز. (إ ب أ)

كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على وشك الانتهاء من وضع تفاصيل سياسة استخدام الطائرات المسيرة، وغارات القوات الخاصة، لتنفيذ هجمات في إطار مكافحة الإرهاب، خارج المناطق التي لا توجد بها قوات أمريكية، إلا أن انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة طالبان على كابول، أثارت مشاكل عديدة لهذه الخطة، وفقاً لتصريحات مسؤولين حاليين وسابقين، نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وتأمل الإدارة في إتمام وضع تلك السياسات قبل 11 سبتمبر المقبل، والذي يوافق مرور 20 عاماً على هجمات سبتمبر 2001، ضمن رغبة بايدن في إنهاء الحرب الأبدية على الإرهاب، وإعادة تحديد أسس الأمن القومي الأمريكي بعد تغير العالم منذ عام 2001.

إلا أن فريق الإدارة المعني بهذا الملف، ربما لا يتمكن من الانتهاء من وضع تلك السياسات، في الموعد المحدد، لانشغال العديد منهم، بعمليات الإجلاء التي تتم من مطار كابول.

نهج أوباما وترامب

ويركز ذلك الفريق، منذ بدأ العمل في يناير الماضي، على وضع سياسات استخدام الطائرات المسيرة أو قواعد حرب «الدرونز»، لشن هجمات ضد أهداف، في الحرب على الإرهاب، في مناطق لا توجد بها قوات أمريكية على الأرض، ومراجعة سياسات إدارتي الرئيسين السابقين، باراك أوباما التي نفذها في 2013، ودونالد ترامب التي وضعها في 2017.

وذكر التقرير أنه من الواضح أن فريق بايدن يميل إلى المزج ما بين سياستي أوباما وترامب، حيث يتم اعتماد النهج المركزي في الضربات المقترحة وهي سمة مميزة لنهج أوباما - في الدول التي تندر فيها مثل هذه العمليات.

ولكن بالنسبة للأماكن التي من المرجح أن تكون الضربات فيها روتينية أكثر، مثل الصومال وأفغانستان، فإن إدارة بايدن ستحتفظ بجزء من نهج ترامب الذي يعتمد على إصدار «خطط الدولة» التي تحدد أهداف السياسة ومعايير الاستهداف، ثم تمنح القادة الميدانيين حرية أكبر في اتخاذ القرارات الخاصة بهم لتنفيذ ضربات معينة.

قواعد شن الهجمات

ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم إن القواعد الجديدة التي سيرسيها بايدن، تتطلب من قادة الجيش، الحصول على موافقة رؤساء البعثات الدبلوماسية للخارجية الأمريكية، قبل شن الغارات.

إلا أن التقرير أوضح أنه بعد التطورات التي وقعت في أفغانستان، فإن فريق إدارة بايدن، يحتاج إلى إعادة تطوير تلك السياسيات، حيث تكتسب إمكانية تنفيذ الغارات على أهداف في أفغانستان أهمية كبيرة لإدارة بايدن، بعدما وعد بالحفاظ على قدرات ضرب أي تهديدات إرهابية هناك تمثل خطراً، في تبريره لقرار الانسحاب السريع من هناك.

وقال البروفيسور في جامعة هارفارد، جاك جولدسميث «التهديدات الحقيقية ما زالت موجودة، ومن الأفضل أن يكون وضع نظام للتعامل معها، بدلاً من ترك وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تفعل ما تريد».

سقوط وارتباك

وشكل السقوط غير المتوقع لأفغانستان ارتباكاً لإدارة بايدن حيث كانت الخطط تتحدث عن التدخل عبر هجمات الطائرات المسيرة للدفاع عن أو مساعدة قوات شريكة، وهو الوضع الذي لم يعد قائماً بعد انهيار القوات الأفغانية ولم يعد لها وجود حالياً ومغادرة الرئيس أشرف غني. وبالتالي فلا توجد قوات شريكة على الأرض. ونتيجة لذلك، يجب إعادة تطوير دليل أي عمليات مستقبلية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان الآن في حال عادت طالبان إلى استضافة معسكرات إرهابية كما فعلت في التسعينيات.

وبالنسبة للحالة الصومالية، فقد جاءت الهجمات التي شنتها 3 طائرات أمريكية مسيرة، ضد حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، في أواخر يوليو الماضي، وبداية أغسطس الجاري، بعد توقف استمر 6 أشهر، تحت بند الدفاع عن القوات الصومالية التي كانت تقاتل حركة الشباب الصومالية، ولذا لم يحتج الجيش للحصول على موافقة مسبقة من البيت الأبيض، بحجة أن تلك الهجمات جاءت دفاعاً عن القوات الصومالية الشريكة.