الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاستعداد للطوارئ في الصين.. مخاوف عالمية واهتمام في مواقع التواصل

الاستعداد للطوارئ في الصين.. مخاوف عالمية واهتمام في مواقع التواصل

الصينيون اندفعوا على الأسواق. (إي بي أيه)

طلبت الحكومة المركزية الصينية، من الأسر، تخزين احتياجاتها الضرورية، تحسباً لحالة الطوارئ، بعد تفشٍّ جديد لفيروس «كوفيد-19»، بالتزامن مع موجة أمطار غزيرة، بشكل غير معتاد، أدت إلى ارتفاع أسعار الخضراوات، ما أثار المخاوف من نقص الإمدادات الغذائية، بحسب وكالة رويترز للأنباء، وهو ما نال اهتماماً عالمياً كبيراً، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

موجة شراء جنوني

وقالت رويترز إن المناشدة التي أطلقتها وزارة التجارة الصينية، في وقت متأخر من مساء الاثنين، أثارت قلقاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ومخاوف من أن يكون لذلك ارتباط، بالتوتر المتصاعد ما بين الصين وتايوان.

وسارع المواطنون في الصين إلى شراء كميات كبيرة من الأرز وزيت الطعام والملح، وكتب أحد الأشخاص على حساب على موقع «Weibo»، المماثل لموقع تويتر، قائلاً «بمجرد الإعلان عن ذلك، تدافع كل من كان بجواري إلى الشراء بشكل جنوني مندفعين إلى محال السوبر ماركت».

تهدئة وسائل الإعلام

كما أوصت وسائل الإعلام المحلية الصينية، مؤخراً، بقائمة تتضمن مجموعة من السلع لاقتنائها وتخزينها في المنازل، وتشمل البسكويت والمعكرونة سريعة التحضير، والفيتامينات، والمصابيح الكهربائية وأجهزة الراديو.

وحاولت وسائل الإعلام الصينية الثلاثاء تهدئة مخاوف المواطنين، وتوضيح بيان الوزارة، حيث قالت صحيفة «The Economic Daily» المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني، لمستخدمي شبكة الإنترنت، إن الهدف «ألا يشعر المواطنون بالمفاجأة إذا صدر قرار بإغلاق بعض المناطق».

ومن جانبها، قالت صحيفة الشعب الصينية اليومية، إن الوزارة تصدر مثل هذه المناشدة بشكل سنوي، ولكنها أصدرتها مبكراً خلال العام الجاري، بسبب الكوارث الطبيعية، وبسبب ارتفاع أسعار الخضراوات، وبسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.

الاحتياجات من الخضراوات

وقال التلفزيون الصيني في وقت متأخر من الاثنين، «إن البلاد تخطط للدفع بالمخزون من الخضراوات في اللحظات المناسبة»، ومن غير المعلوم أنواع المخزون من الخضراوات، ولا بالحجم المخزون منها.

وكان بيان الوزارة الصادر مساء الاثنين قد طالب السلطات المحلية، بالقيام بمهامهم في توفير الإمدادات والاحتياجات، والعمل على استقرار الأسعار، والتنبيه مبكراً في حال وقوع أي مشكلات ونقص في السلع.

ولفت تقرير رويترز إلى أن السلطات الصينية عادة ما تبذل جهداً مضاعفاً لتأمين توفير الخضراوات الطازجة واللحوم، قبل العطلة الأهم في حياة الصينيين، وهي رأس السنة الصينية الجديدة (السنة القمرية الجديدة)، والتي تأتي في عام 2022، في أوائل شهر فبراير المقبل، وفقاً للتقويم الصيني.

إلا أن تلك الجهود أصبح هناك احتياج للقيام بها بشكل مضاعف بسبب موجة الطقس المتطرف في أوائل أكتوبر المنصرم، والتي أدت إلى إلحاق أضرار فادحة بالمحاصيل في مقاطعة شاندونغ، والتي تعد أكبر منتج للخضراوات في الصين، بالإضافة إلى زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، من مناطق الشمال الغربي، إلى الشمال الشرقي في الصين، ما يهدد بتأخير وصول الإمدادات من المواد الغذائية.

وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار العديد من الخضراوات، مثل الخيار والسبانخ والبروكلي، لأكثر من الضعف، في أوائل أكتوبر الماضي، ورغم تراجع الأسعار في الأيام الأخيرة، إلا أن خبراء الاقتصاد يتوقعون زيادة كبيرة بشكل سنوي في تضخم الأسعار في أكتوبر، وهي الأولى منذ 5 أشهر.

وكانت جائحة كورونا قد ألقت الضوء على الأمن الغذائي، ومن جانبها قامت الحكومة بإعداد مسودة قانون حول الأمن الغذائي مع إعداد الجهود لمواجهة إهدار الطعام.

وقال التقرير إن هيئة التخطيط الحكومية في الصين، دعت إلى التوسع في زراعة الخضراوات، في الوقت المناسب، وحثت السلطات المحلية على دعم المحاصيل سريعة النمو، وأشار التقرير إلى أن الصين لديها نحو 6.7 مليون هكتار (نحو 16.55 مليون فدان)، يتم زراعتها بالخضراوات، طبقاً لبيانات وزارة الزراعة الصينية.

إصابات جديدة بكورونا

وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، في نبأ لها الثلاثاء، أنه تم تسجيل 4 إصابات محلية جديدة بمرض «كوفيد-19» في إقليم بكين، وجميعهم من عائلة واحدة، وصُنف مجتمعهم السكني على أنه منطقة متوسطة الخطورة للمرض بداية من يوم الثلاثاء.

ونقلت وكالة الأنباء الصينية، عن مركز مكافحة المرض في بكين قوله إن ذلك المجتمع السكني يقع في منطقة «تشانغبينغ» التابعة لإقليم بكين، والذي يوجد به منطقة واحدة عالية الخطورة للمرض، ومنطقتان متوسطتا الخطورة، وجميعها في منطقة «تشانغبينغ».

وأوضحت وكالة الأنباء الصينية، أن بكين كانت قد سجلت 35 إصابة محلية بالمرض، خلال موجة التفشي الأخيرة للمرض، من بينها 33 حالة إصابة مؤكدة، وحالتان حاملتان للفيروس بدون أعراض.

مخاوف في وسائل التواصل

وأثارت تلك الأنباء حالة من الغموض، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تزايد نشر وسم «#الصين»، عبر موقع تويتر، حيث تداول الكثيرون، الأنباء الواردة عن مطالبة الصين لمواطنيها بتخزين السلع، معتبرين أنها تأتي بشكل غير مفهوم، بينما اعتبر البعض أن السبب هو احتمالات الإغلاق مع حلول فصل الشتاء، وتفشي فيروس كورونا.