السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

اختبارٌ دبلوماسي لطالبان.. «التعاون الإسلامي» تحفز الأفغان لبناء مرحلة جديدة

اختبارٌ دبلوماسي لطالبان.. «التعاون الإسلامي» تحفز الأفغان لبناء مرحلة جديدة

الاجتماع اختبارٌ دبلوماسي لطالبان. (أ ب)

  • محاربة الإرهاب وتشكيل حكومة جامعة ومراعاة حقوق الإنسان.. مستلزمات الاعتراف الدولي

رغم أن الجوانب الإنسانية والمساعدات الاقتصادية هي العنوان الكبير للاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية في مقر البرلمان الباكستاني، الأحد، إلا أن قضية الاعتراف بحكم طالبان في نسختها الجديدة سيكون السؤال المطروح في المداولات غير الرسمية للاجتماع الذي حرصت وفود وممثلو نحو 70 دولة ومنظمة إقليمية ودولية على حضوره في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، بحسب ما قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي.

ورغم الإشارات الإيجابية من جانب روسيا ودول الجوار الأفغاني وعدد من الدول العربية والشرق أوسطية تجاه الحكم الجديد في أفغانستان إلا أنه حتى الآن لم تعترف أي دولة في العالم بحكومة طالبان انتظاراً لخطوات جديدة من الحكومة التي أكدت أكثر من مرة أن تعاطيها السياسي في الداخل والخارج سيختلف عن سلوكها السابق عندما وصلت للحكم 26 سبتمبر في عام 1996.

ويحسب لمنظمة التعاون الإسلامي أنها نجحت في جمع أكبر عدد من الدول من أجل دعم الشعب الأفغاني في الاجتماع.

التعاون لا يعنى الاعتراف

منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في 15 أغسطس الماضي حرصت جميع الدول على فتح صفحة جديدة مع الحركة بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين، وبداية من 11 أكتوبر الماضي تجري الولايات المتحدة مباحثات مباشرة مع طالبان في الدوحة، كما أرسلت الصين لأفغانستان مساعدات اقتصادية وإنسانية كثيرة، وقالت على لسان سفيرها في كابول وانج يو إنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الأفغاني طوال فترة الشتاء الحالي، وهو نفس النهج الذي اعتمدته روسيا بإرسال شحنات من المساعدات، بحسب ما أعلنه ضمير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان ومدير الدائرة الآسيوية الثانية بالخارجية الروسية.

بيئة للاعتراف

برغم الانفتاح الكبير من مختلف القوى الدولية والإقليمية على طالبان إلا أن الجميع متفق على ضرورة وجود بيئة سياسية جديدة في أفغانستان تشكل الأرضية الجديدة للاعتراف الدولي بالحركة، ولهذا رسمت جميع المؤتمرات الدولية والإقليمية التي جاء عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إطاراً للاعتراف للحركة منها مؤتمر «صيغة موسكو» الذي طلب مجموعة من الخطوات من طالبان من أجل الاعتراف بها، وهو الأمر الذي تكرر في مؤتمر دول الجوار الأفغاني وروسيا في 30 أكتوبر العام الجاري، فما هي شروط الاعتراف بحكومة طالبان؟

حكومة تشمل الجميع

أبرز شروط الاعتراف بحكومة طالبان أن تكون الحكومة الانتقالية تقف على مسافة واحدة من الجميع وتضم كافة أطياف الشعب الأفغاني حتى توفر مساحة من الاستقرار والسلام الاجتماعي لجميع المكونات، ففي المؤتمر الذي استضافته روسيا «صيغة موسكو» أصر البيان الختامي للمؤتمر على تمثيل جميع المكونات الأفغانية في الحكومة الأفغانية.

وتطالب دول في مقدمتها إيران والصين وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان بضرورة تمثيل الجميع في الحكومة، وأن يتم حل الخلافات الداخلية عن طريق الحوار وليس لغة الرصاص. وكررت الولايات المتحدة، وكذلك فرنسا التي أعلن وزير خارجيتها جان إيف لودريان 5 شروط للاعتراف بطالبان في مقدمتها تشكيل حكومة تمثل الجميع، ومحاربة الإرهاب، ومراعاة حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، والسماح لوصول المساعدات الإنسانية، وعدم عرقلة إجلاء رعايا الدول الأخرى والسماح للمترجمين وغيرهم ممن يريدون الرحيل عن أفغانستان بالخروج دون عرقلة أو انتقام، وهو ما حاولت الحكومة التي أعلنتها طالبان في 22 سبتمبر الماضي الاستجابة لها من خلال تعيين 4 شخصيات من الطاجيك، و2 من الأوزبيك وتركماني واحد، وواحد من الهزارة، وواحد من عرقية نورستان، وواحد من الأصول العربية.

محاربة الإرهاب

وأكثر الشروط التي يمكن أن تساهم في إقناع المجتمع الدولي للاعتراف بحكم طالبان هو عدم التسامح مع المجموعات والخلايا الإرهابية وخاصة تنظيم داعش «ولاية خرسان» الذي تقول تقارير دولية متطابقة إنه يتوسع في أفغانستان بطريقة غير مسبوقة، ففي الفترة من 18 سبتمبر وحتى 28 أكتوبر أي خلال 40 يوماً فقط، قام داعش بـ54 عملاً إرهابياً في أفغانستان، وفق منظمة «أكستراك».

الثابت أن اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي يأتي كحلقة من حلقات دعم الشعب الأفغاني على مواجهة التحديات الناجمة على الانسحاب الأمريكي، لكن أيضاً تحاول دول منظمة «التعاون الإسلامي»، والتي يرتبط غالبية أعضائها بعلاقات خاصة ونوعية مع أفغانستان، أن تساعد الأفغان على «تلمس طريقهم» نحو مستقبل مختلف عن الأوضاع التي سادت طوال الـ50 عاماً السابقة