الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

تكهنات باقتراب الحسم.. كلفة باهظة لإعادة توحيد الصين وتايوان

تكهنات باقتراب الحسم.. كلفة باهظة لإعادة توحيد الصين وتايوان

دبابة من طراز M60A3 ضمن مناورات نفذها جيش تايوان- صورة من (epa)

هل حقاً أصبحت المواجهة العسكرية بين الصين وتايوان وشكية؟ في حين يستبعد البعض إمكانية وقوعها، حذر خبراء صينيون من «نوايا خطيرة» لتايوان من أجل تطوير أسلحة نووية، مؤكدين ضرورة «الاستعداد للأسوأ».

وبحسب موقع صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، وصف الخبراء النوايا الخطيرة للمسؤولين في جزيرة تايوان لتطوير أسلحة نووية بأنها «وهم سخيف». وحذروا من أنه إذا أقدمت تايوان على الخطوة، فإن «البر الرئيسي الصيني»، بل والولايات المتحدة، سيتخذان إجراءات مضادة.

واعتبر الخبراء أن تطوير الجزيرة لأسلحة نووية يعد أحد الخطوط الحمراء، وأنه ما أن تمتلك الجزيرة هذا النوع من الأسلحة، ستكون كلفة إعادة التوحيد «لا حصر لها».

فما الذي يمكن أن يفعله أهالي تايوان عندئذ؟ أسئلة عديدة باتت مثار اهتمام وسائل الإعلام، في ظل التوتر المتزايد بين الصين وتايوان.

احتمال وارد

نشرت إذاعة «صوت أمريكا»، تقريراً تضمن آراء بعض أهالي تايوان، حول احتمالات المواجهة.

وقال أحدهم ويدعى شين- يي- جوانج (52 عاماً) إنه يشعر منذ الشهر الماضي بمدى جدية الأمر، ولذا لجأ وأفراد أسرته إلى تخزين المياه والطعام، مضيفاً أنهم قد يحاولون الفرار من الجزيرة، إلا أن ذلك الاحتمال قد لا يمكنهم تحقيقه، في حال وقف الرحلات الجوية، مضيفاً أن احتمال الغزو الصيني أمر وارد ولا يمكن تجاهله.

ولفت التقرير إلى أن محاولات الهروب، والبحث عن مساندة ومساعدة الحلفاء الغربيين، للوقوف مجدداً من جديد من الاحتمالات الواردة بالنسبة لأهالي تايوان، في حال وقوع غزو صيني مفاجئ.



بينما قالت لين ليانغ، عاملة في مطعم في تايوان إنها تستبعد فكرة الحرب، قائلة: «الناس في تايوان لا يريدون الحرب، كما أن الصين لا ترغب في الحرب.. هم فقط يريدون تخويف تايوان، وإظهار أنهم قد يذهبون إلى خيار الحرب فقط إذا ذهبت حكومة تايوان إلى خيار الاستقلال».

وأضافت: «نحن هنا لم نذهب إلى وضع حفر الخنادق تحسباً للهجمات النووية، أو تكديس وتخزين المواد الغذائية والمياه».

تكرار سيناريو هونغ كونغ

ويرى الكثيرون في تايوان أن ما حدث بالنسبة لأهالي هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، بعد عودتها إلى الصين، من تغييرات جذرية، في ظل تطبيق قانون الأمن القومي الصيني عليها في عام 2020، قد يتكرر بالنسبة لهم، في حال عودة تايوان للسيادة الصينية.

ونقل التقرير عن شان لي، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد من جامعة تشانغ غونغ كريستيان في تايوان، قوله: «لقد شاهد أهالي تايوان ما حدث في كونغ كونغ، ولذا يشعرون بالخوف الشديد من تكرار هذا السيناريو معهم».

ويقول الرئيس الصيني إن بلاده ستحكم تايوان من خلال سياسة «دولة واحدة ونظامين»، كما سبق لها أن فعلت بالنسبة لهونغ كونغ، والتي منحتها الصين درجة من الحكم الذاتي جعلت أهلها يعيشون كما كانت الحال قبل عودتها إلى البر الصيني، في عام 1997.

واعتبر التقرير أن أكثر من نصف أهالي تايوان إما يرغبون في الحفاظ على وضعهم الحالي، أو تأجيل تقرير مسألة العودة إلى السيادة الصينية إلى وقت لاحق، أو الاستقلال عنها، وذلك طبقاً لإحصائية أجراها مركز دراسة الانتخابات، بجامعة شينغتشي.

شبح الحرب

واعتبر التقرير أن شبح الحرب خيم على الأوضاع بين الصين وتايوان، منذ منتصف العام الماضي 2020، عندما بدأت المقاتلات الصينية في التحليق بشكل شبه يومي على البحر الغربي للجزيرة، وهي الخطوة التي اعتبرها خبراء تهدف إلى «تطبيع» العمليات العسكرية الصينية قرب تايوان.

ومن جانبه، قال مكتب شؤون تايوان في الحكومة الصينية، في شهر أكتوبر الماضي، إن هذه التحركات الصينية العسكرية تهدف إلى إبعاد القوى الخارجية، بعيداً عن النزاع بين الصين وتايوان، كما أنها ستتراجع إذا تراجع اعتماد تايوان على تلك القوى الخارجية.