الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الكوريتان في الأزمة الأوكرانية.. سول ضد روسيا وبيونغ يانغ تلوم أمريكا

الكوريتان في الأزمة الأوكرانية.. سول ضد روسيا وبيونغ يانغ تلوم أمريكا

صورة أرشيفية للرئيسين الكوري الجنوبي والشمالي

الخلافات بين كوريا الشمالية والجنوبية، يمتد إلى كثير من القضايا، ووصل إلى الأزمة الكورية، فقد أعلنت كوريا الجنوبية، الاثنين، انضمامها للدول التي فرضت عقوبات على روسيا بسبب هجومها العسكرية، نجد أن كوريا الشمالية ألقت باللوم على سياسة الهيمنة الأمريكية باعتبارها سبب الأزمة الأوكرانية.

سول تنضم لمعاقبة روسيا

قررت كوريا الجنوبية، حظر تصدير المواد الاستراتيجية إلى روسيا، والانضمام إلى التحرك الدولي لاستبعاد موسكو من النظام البنكي العالمي «سويفت»، وقالت وزارة الخارجية الكورية، إن سول أبلغت واشنطن بقرارها بشأن العقوبات من خلال قناة دبلوماسية بعد مراعاة اعتبارات مختلفة، بما في ذلك العلاقات مع موسكو، التي لا تزال شريكا للسلام في شبه الجزيرة الكورية، والتبادلات التجارية وغيرها، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».

ووفقا للوكالة فإنه من المتوقع أن يتم حظر صادرات المواد الاستراتيجية إلى روسيا، التي حددتها أربعة أنظمة دولية متعددة الأطراف، وهي مجموعة موردي المواد النووية (NSG)، واتفاقية «فاسينار» (Wassenaar Arrangement)، ومجموعة أستراليا (AG)، ونظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، وتهدف تلك الأنظمة إلى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها والتقنيات والمعدات ذات الصلة.

مساعدات إنسانية لأوكرانيا

ومن جانبه أمر الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، المسؤولين في بلاده، الاثنين، بوضع خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، على وجه السرعة، للمساعدة في دعم الوضع الإنساني المتدهور في أعقاب ما وصفه بـ«الغزو الروسي» للبلاد.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الكورية بارك كيونغ-مي، إن الرئيس مون قال للمسؤولين إنه يتعين على الحكومة اتخاذ تدابير طارئة لتقليل تأثير العقوبات المفروضة على روسيا، حيث أكد في وقت سابق أن إن كوريا الجنوبية ستنضم إلى العقوبات الدولية ضد موسكو.

وأضافت إن الرئيس حث الحكومة على إنشاء خط ساخن مع الشركات لمراقبة قضايا سلسلة التوريد، وتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة والمواد الرئيسية الأخرى.

تحذيرات روسية

وبعد قرار سول بالانضمام للعقوبات ضد موسكز، حذر السفير الروسي لدى كوريا الجنوبية، أندريه كوليك، من أن العلاقات التعاونية بين البلدين قد يتغير مسارها.

وقال كوليك في مؤتمر صحفي «هذا القرار مؤسف للغاية.. لقد تطورت العلاقات بين روسيا وكوريا الجنوبية على نحو إيجابي خلال السنوات الثلاث الماضية، وأعتقد أن هذا المسار سوف يتغير الآن»، السفير الروسي، الولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام أوكرانيا «كأداة لقمع التنمية الروسية»، محذرا من العواقب التي ستواجه الدول التي تنضم إلى العقوبات ضد بلاده.

وتابع «الدول التي تشارك في عقوبات ضد روسيا، لن تواجه فقط أضراراً كبيرة في العلاقات الثنائية، ولكنها ستشارك أيضا في أعمال غير قانونية بقيادة الدول الغربية»، مشيرا إلى أن العقوبات لن تساعد في المشاريع التعاونية الثلاثية التي طال انتظارها، والتي تشمل الكوريتين وروسيا.

وتخطط كوريا الجنوبية لاتخاذ خطوات بشأن قيود التصدير المستقلة الأمريكية ضد روسيا على عشرات العناصر، مثل أشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية ومعدات أمن المعلومات وأجهزة الليزر والاستشعار.

وأعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى كوريا الجنوبية، ماريا كاستيلو فرنانديز، عن تقديرها لدعم كوريا الجنوبية لأوكرانيا، فيما أدانت ما وصفته «الغزو الروسي»، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي يقدر التزام الحكومة الكورية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية لأوكرانيا.

كوريا الشمالية تلوم أمريكا

وفى المقابل، ألقت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية، الاثنين، باللوم على سياسة الهيمنة الأمريكية باعتبارها سبب الأزمة الأوكرانية.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، عن المتحدث باسم الخارجية الكورية، قوله إن السبب الجذري للأزمة الأوكرانية، يكمن بالكامل في سياسة «الهيمنة»التي تنتهجها الولايات المتحدة ودول الغرب، التي تتورط في التكبر والتعسف تجاه الدول الأخرى، بحسب وصفه.

وقال المتحدث باسم الوزارة «دأبت الولايات المتحدة والغرب على تقويض البيئة الأمنية في أوروبا، من خلال مزيد من الجرأة على نشر أنظمة الأسلحة الهجومية، بينما يسعون بتحدٍ إلى توسع حلف شمال الأطلنطي»الناتو«باتجاه الشرق».

وقالت كوريا الشمالية، إن الولايات المتحدة هي «السبب العميق للأزمة الأوكرانية»، وفقا لما أعلنتها على الموقع الإلكتروني الخاص بوزارة خارجية بيونغ يانغ.

وجاء التعليق، الأحد، من الباحث في جمعية دراسات السياسة الدولية ري جي سونغ، بأن السبب يرجع إلى تعسف واشنطن، حيث اتهمها بالانحياز إلى معايير مزدوجة تجاه دول العالم، فضلا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت مسمى السلام والاستقرار، وتابع قائلا «الأيام التي كانت فيها الولايات المتحدة تهيمن العالم قد ولت».