السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

التوتر في باكستان..تحذيرات من تداعيات سلبية على آسيا الوسطى

التوتر في باكستان..تحذيرات من تداعيات سلبية على آسيا الوسطى

بوتين خلال استقباله عمران خان في موسكو.

تمر باكستان بأزمة سياسية مرشحة لمزيد من التوتر، بعدما أقال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان الحكومة، ودعا إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وذلك بعد منع نائب رئيس مجلس النواب، التصويت على حجب الثقة عن رئيس الوزراء، مما ينذر بتفاقم الأوضاع السياسية في البلاد، وفقا لما ذكره تقرير نشرته صحيفة كوميرسانت الروسية، الاثنين.

أزمة سياسية

وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد حمل قوى خارجية، المسؤولية عن الوقوف وراء الأزمة السياسية الحالية في بلده، مؤكدا أن هناك أدلة تثبت وجود "مؤامرة وقحة" ضد حكومته، وأدلى خان بتصريحات اتهم فيها الولايات المتحدة بالعمل على دعم المعارضة الباكستانية للإطاحة به، لأنه يرفض الاصطفاف مع الغرب ضد روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وأعلن خان أيضا تلقيه رسالة تهديد من واشنطن، قائلاً "هددت أمريكا بإسقاط حكومتي لأنني رفضت إقامة قواعد عسكرية لها في أرضنا".

وكان الرئيس الباكستاني، عارف علوي، قد وافق على حل البرلمان، بعد إلغاء التصويت على سحب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، والذي سيشكل حكومة تصريف أعمال، حتى إجراء الانتخابات في غضون 90 يوما.

وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار الائتلاف الحاكم، بدأ بعد 24 فبراير، عندما زار رئيس الوزراء الباكستاني موسكو، في أول زيارة لرئيس وزراء باكستاني لموسكو منذ نحو ربع قرن، ووقع العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي، وأعطى دفعة لمشروع "باكستان ستريم" (خط أنابيب لتوصيل الغاز الروسي إلى باكستان).


إقرأ أيضاً..خاص | الحرب الأوكرانية.. سوريا ساحة مواجهة بين روسيا وأمريكا

باكستان بين روسيا وأمريكا

ونقلت الصحيفة الروسية عن الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، فلاديمير سوتنيكوف، قوله "تشير الأزمة الحالية إلى أن باكستان على أعتاب تغيير في السلطة، قد يوقف العديد من الاتفاقات الموقعة مع موسكو، والنظام الجديد في باكستان الذي سيتشكل في غضون الأشهر القليلة المقبلة، سيكون أكثر موالاة للولايات المتحدة الأمريكية".

مواقف الجيش

كما نقلت الصحيفة عن مدير المركز التحليلي، في الجمعية الروسية للعلماء السياسيين، أندريه سيرينكو، قوله "هناك قلق خاص ناتج عن حقيقة أن رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، قد عبرت تصريحاته عن دعم مواقف الدول الغربية ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية".


فقد وصف الجنرال باجوا، العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنها "مأساة كبرى"، داعياً إلى "وقفها بشكل فوري"، وقال في مؤتمر الحوار الأمني في إسلام آباد، "إنه من الصعوبة التغاضي عن عدوان روسيا على دولة أصغر، على الرغم من مخاوفها الأمنية المشروعة".

عواقب سلبية كبيرة

وأضاف سيرينكو "قد يكون لانجراف القادة العسكريين والسياسيين الكبار في باكستان، تجاه الولايات المتحدة، عواقب سلبية كبيرة على منطقة آسيا الوسطى المتاخمة لروسيا، وخاصة بالنسبة لأفغانستان، حيث توجد العناصر المتطرفة، وحكومة طالبان (المحظورة في روسيا)، التي تربطها علاقة قوية مع الدولة الباكستانية، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية التابعة لداعش وجماعة أنصار الله وكلاهما من المجموعات المحظورة في روسيا، ولديهما اهتمام بنشر عمليات ما يسمونه بـ"الجهاد" خارج الحدود الأفغانية".

إقرأ أيضاً..بوتشا.. مدينة جديدة تتصدر مشهد الصراع الروسي الأوكراني

ومن جانبه، قال الباحث في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، فاديم كوزيولين "ممارسة واشنطن ضغوطا على الحكومة الباكستانية، تؤدي حتما إلى تعقيد الوضع الأمني ​​في منطقة آسيا الوسطى، وظهور مخاطر جديدة لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي". ومن المعروف أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، هي حلف سياسي عسكري، انبثق في أكتوبر 2002 عن معاهدة الأمن الجماعي المبرمة في مايو 1992، ويضم روسيا الاتحادية، وبيلاروسيا وكازاخستان وطاجكستان وقرغيزستان وأرمينيا، وأسس التكتل قوة رد سريع قوامها 20 ألف فرد في 2009، وتعتبر المنظمة نوعا من الثقل الروسي وحلفائها في مواجهة حلف شمال الأطلنطي (الناتو).