السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

جونسون في الهند.. هل ينجح في تغيير المواقف تجاه روسيا؟

جونسون في الهند.. هل ينجح في تغيير المواقف تجاه روسيا؟

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون- صورة من (epa)

يبدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، زيارة إلى الهند، يومي الخميس والجمعة، يجري خلالها محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في نيودلهي، لبحث سبل تعزيز الشراكة بين بريطانيا والهند، بالإضافة إلى دعم التعاون الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.وذكرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية، في تقرير لها، الثلاثاء، أن زيارة جونسون إلى الهند، تهدف إلى إقناعها بالانضمام إلى المعسكر الغربي وفرض عقوبات على روسيا. ولفتت الصحيفة إلى أن المباحثات بين جونسون ومودي، ستتطرق إلى موقف السلطات الهندية من التطورات في أوكرانيا، حيث سيسعى البريطانيون إلى إقناع الهند بخفض تعاونها مع روسيا بقدر الإمكان.

تغيير جدول رحلات جونسون

وأضافت أن الحرب في أوكرانيا، دفعت رئيس الوزراء البريطاني إلى تغيير جدول أعماله وزياراته الخارجية، حيث يشعر الغرب بالقلق تجاه موقف الهند برفض فرض عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى استمرار التعاون الهندي مع روسيا، وخطط زيادة الصادرات الهندية لروسيا.ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم السياسة في جامعة موسكو الحكومية، أندريه سيدوروف، قوله «تحتل الهند اليوم موقعاً شديد الأهمية لعدة اعتبارات؛ أولها وجودها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي المنطقة التي تنشط فيها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير خلال الفترة الحالية، كما أن بريطانيا تعد من الدول الأوروبية الحليفة مع واشنطن».وأضاف قائلاً «العلاقات الأمريكية- الهندية مهمة حالياً، بنفس الدرجة التي كانت عليها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أن الهند لم تدعم فرض العقوبات على روسيا، كما أنها ليست لديها رغبة في تغيير أولوياتها». وتابع قائلاً «هناك العديد من المحاولات التي تتم بهدف تغيير موقف الهند.. إلا أنه من المرجح أن تفشل لندن في تحقيق ذلك الهدف».

العلاقات الهندية– الروسية

وحول العلاقات الهندية– الروسية، قال سيدوروف «تتبنى الهند سياساتها الدولية انطلاقاً من مواقف مستقلة، كما أن سياساتها يمكن أن توصف بأنها ليست موالية ولا معادية لروسيا.. فعلى سبيل المثال، قامت الهند بإلغاء صفقة أسلحة مع روسيا كان من المخطط أن تتضمن مروحيات روسية، وأوضحت الهند أن ذلك يأتي انطلاقاً من رغبتها في تصنيع تلك المروحيات محلياً، دون الاتجاه إلى استيرادها من الخارج».وأردف«بغض النظر عن الدوافع والظروف الاقتصادية، فإننا نجد أن النزاع بين الهند وكل من باكستان والصين، يمكن أن يكون بمثابة ورقة ضغط قد يستخدمها الغرب للضغط على الهند.. كما أن رئيس الوزراء البريطاني بإمكانه أن يقدم العديد من الوعود للهند خلال زيارته لها، إلا أن الأخيرة تدرك طريقة التعامل مع تلك الوعود، وتتعامل معها بنسبة قبول منخفضة».وستكون هذه هي الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها جونسون للهند بصفته رئيساً للوزراء بعد أن تأجلت زيارات سابقة بسبب جائحة كورونا، وتحاول بريطانيا إقناع الهند بالتقليل من اعتمادها على موسكو، بعد الحرب الروسية الأوكرانية.وكانت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، قد زارت الهند الشهر الماضي، في محاولة لدفعها إلى فرض عقوبات على روسيا وتعزيز التعاون الدفاعي والتجاري، علاوة على التعاون في قطاعي الطاقة والأمن الغذائي. ولم توجه الهند أي انتقادات مباشرة لروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، كما لم تصوت في الأمم المتحدة مع قرار إدانة لروسيا بسبب تلك الحرب.

إقرأ أيضاً..الرئيس الصيني: عندما تكون آسيا بخير فالعالم بخير

جدول زيارة جونسون

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في بيان أصدرته الأحد، أن رئيس الوزراء البريطاني سيستهل زيارته إلى الهند يوم الخميس بعقد سلسلة من الاجتماعات في مدينة أحمد آباد، يلتقي خلالها كبار رجال الأعمال لمناقشة سبل تعزيز الروابط الشعبية والعلاقات التجارية مع الهند، كما سيعلن جونسون خلال زيارته إلى ولاية جوجارات عن مشروعات جديدة في مجالات العلوم والصحة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى استثمارات في صناعات رئيسية في بريطانيا والهند. وذكرت الحكومة البريطانية أن جونسون سيتوجه إلى نيودلهي للاجتماع مع نظيره الهندي ناريندرا مودي، يوم الجمعة 22 أبريل، حيث سيجريان محادثات تتعلق بالشراكة الدفاعية والدبلوماسية والاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين بهدف دعم الشراكة الوثيقة وتعزيز التعاون الأمني. وأشارت الحكومة البريطانية في بيانها إلى أن جونسون سيستغل زيارته للهند للسعي لإحراز تقدم في المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، التي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة قيمة حجم التجارة بين البلدين إلى 28 مليار جنيه استرليني سنوياً بحلول عام 2035.