الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«طاقة المكان» تدفع الرئيس الكوري للهروب من القصر

تدفق آلاف الكوريين الجنوبيين الأربعاء إلى مجمع القصر الرئاسي الذي وعد رئيس البلاد الجديد يون سوك يول بإعادته إلى الشعب.

ويحتضن هذا المبنى المسمى «البيت الأزرق» بفعل وجود ما يقرب من 150 ألف قطعة بلاط زرقاء مصنوعة يدوياً على سطحه، مقر الرئاسة منذ عام 1948.



لكن يون سوك يول، وهو مدعٍ عام سابق أدى اليمين الدستورية كرئيس الثلاثاء، رفض الانتقال إلى الموقع.

ويعتبر يون أن هذا القصر الواقع على قمة هضبة شمال العاصمة سيول، يشجع على أداء مهام رئاسية شبيهة بالحكم «الإمبراطوري» بعيداً من السكان، ما يضر بالحوار مع هؤلاء.

وقد بدأ يون ممارسة مهامه في مبنى مؤلف من عشر طبقات في وسط سيول يضم أساساً مقر وزارة الدفاع وأُلحق على عجالة بالرئاسة.

ويعتبر منتقدو هذا القرار أنه مكلف للغاية ويعرّض أمن البلاد للخطر، في وقت تشهد كوريا الجنوبية توترات متجددة مع جارتها الشمالية التي تملك أسلحة نووية.

وقالت السلطات إن أكثر من 25 ألف شخص زاروا الأربعاء المجمع الرئاسي الذي تبلغ مساحته 250 ألف متر مربع.

ولم يُفتح مبنى «البيت الأزرق» نفسه للزوار لأسباب أمنية ترتبط على سبيل المثال بوجود معدات اتصالات يتعين إزالتها.

ويرى البعض أن رغبة يون في نقل موقع الرئاسة ترتبط بإيمانه بمبادئ «فنغ شوي» الرامية إلى مواءمة طاقات مكان ما لتحقيق أقصى قدر من الرفاهية والصحة والحظ لشاغليه.

ويُتهم المدعي العام السابق أيضاً بإقامة علاقة وثيقة مع شامان (كاهن روحي تُنسب إليه قدرات في التواصل مع الأرواح)، وهو ما ينفيه.

ويرى كثر أن «البيت الأزرق» جلب الحظ السيئ لشاغليه. فقد انتهى المطاف بكثير من رؤساء كوريا الجنوبية في السجن بعد محاكمات في قضايا فساد.

وأثار رفض وهرب الرئيس الجديد من تمضية أي ليلة في القصر الرئاسي استياء سلفه مون جاي إن الذي وصف القرار بأنه «خطير» من وجهة نظر أمنية.

وأدى نقل يون مقر الرئاسة إلى انخفاض قياسي في نسبة التأييد له التي بلغت 41% فقط، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة غالوب أخيراً.