الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«حرب التصريحات».. هل تشعل تايوان نار الفتنة بين واشنطن وبكين؟

«حرب التصريحات».. هل تشعل تايوان نار الفتنة بين واشنطن وبكين؟

قمة زعماء الرباعية في قصر كانتاي ، الثلاثاء 24 مايو 2022

تعالت اليوم الثلاثاء، التهديدات والتهديدات المضادة بين واشنطن وبكين حول جزيرة تايوان، وحذرت الصين من خطورة وتداعيات تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، في طوكيو حول استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية للدفاع عن تايوان.

وفي تصريحات صحفية نقلتها وكالة شينخوا الصينية، علق للمرة الثانية المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، على تصريحات الرئيس الأمريكي، وقال «تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها في التلاعب بالكلمات بشأن مبدأ «الصين الواحدة»، لكني أريد أن أذكر الجانب الأمريكي بأنه لا توجد قوة في أي من أنحاء العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها، يمكنها تجنيب الداعين إلى استقلال تايوان الهزيمة، وأن الولايات المتحدة ستدفع «ثمناً لا يطاق» إذا واصلت السير في «الطريق الخطأ» بشأن قضية تايوان.

وأضاف أن الولايات المتحدة أخلت بالوعود التي قطعتها بشأن قضية تايوان، وقوضت ودمرت مبدأ «الصين الواحدة» وحرضت سراً وعلناً ودعمت الأنشطة الانفصالية التي تهدف إلى «استقلال تايوان»، وواصل بقوله «إذا استمرت الولايات المتحدة في المسار الخطأ، فلن يؤدي ذلك إلى عواقب لا رجعة فيها للعلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل وسيجعل الولايات المتحدة في النهاية تدفع ثمناً لا يطاق... وأن الصين لديها الثقة الكاملة والقدرة والاستعداد لاحتواء الأنشطة الانفصالية الهادفة إلى استقلال تايوان بحزم ومنع التدخل الخارجي بحزم والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي».

الولايات المتحدة ستدفع «ثمناً لا يطاق» إذا واصلت السير في «الطريق الخطأ» بشأن قضية تايوان - المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين

وبالأمس حذر أيضاً، وانغ ون بين، الولايات المتحدة بقوله «على الولايات المتحدة الأمريكية توخي الحذر فيما يخص تعليقاتها بشأن تايوان، والصين تعرب عن استيائها واحتجاجها الشديدين على بيان الجانب الأمريكي، تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية».

وفي محاولة منه للتخفيف من رد الفعل الصيني على تصريحاته بالأمس أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، أن سياسة واشنطن حيال تايوان والقائمة على الغموض الاستراتيجي «لم تتغير» بعد أن قال بالأمس إن بلاده على استعداد للدفاع عن الجزيرة بالقوة العسكرية في مواجهة أي غزو صيني، والتي اعتبرها البعض مؤشراً على وجود تغيير في السياسة الأمريكية حيال تايوان.

ورداً على سؤال وجه له خلال مشاركته في قمة الحوار الأمني الرباعي «تحالف كواد» في طوكيو، عما إذا كانت هذه السياسة «الغموض الاستراتيجي حول تايوان، انتهت، قال بايدن لا.. لم تتغير السياسة أبداً، أعلنت ذلك عندما أدليت بتصريحاتي أمس»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

الصين تتهم الولايات المتحدة بتدمير سياسة «الصين واحدة»

وتقوم السياسة الأمريكية منذ عقود على مسارين متوازيين فيما يتعلق بتايوان؛ المسار الأول: هو تسليح الجزيرة حتى تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها، والدفاع عن حكمها الذاتي الديمقراطي، بحسب التعبير الأمريكي، ووفق المتحدث باسم الخارجية الصينية أمس الاثنين فإن الولايات المتحدة زودت تايوان بالسلاح خلال العقود الماضية بنحو 70 مليار دولار، والمسار الثاني الذي تتعامل به واشنطن مع قضية تايوان هو الاعتراف بسياسة «الصين واحدة» التي أقرتها الولايات المتحدة منذ عام 1979 في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

وتزامناً مع عقد قمة الكواد اليوم التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، أعلنت اليابان اقتراب طائرات حربية روسية وصينية من مجالها الجوي، وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي، إن اليابان وجهت طائرات نفاثة بعد اقتراب الطائرات الحربية الروسية والصينية من مجالها الجوي، وشرح كيشي، في مؤتمر صحفي بقوله «الخطوة التي اتخذتها روسيا والصين كانت على الأرجح استفزازاً من قبل البلدين، خلال المؤتمر الرباعي»، وفي السياق نفسه أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أن طائرات عسكرية روسية وصينية دخلت منطقة تحديد الهوية الدفاعية الجوية لكوريا دون إنذار مسبق، وأن الطائرات الروسية والصينية دخلت وغادرت منطقة تحديد الهوية الدفاعية الجوية الكورية الجنوبية، «وعلى أثر ذلك نشر الجيش الكوري الجنوبي مقاتلات من سلاح الجو لتنفيذ إجراءات تكتيكية للاستعداد لحالة طوارئ محتملة» وفق وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

بايدن يجدد التزامه بسياسة «الغموض الاستراتيجي» حول تايوان

على الجانب الآخر كشفت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات الاستراتيجية الروسية والصينية من طراز «تو-95 أم أس» و«خون-6 كا» قامت بدورية جوية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقالت في بيان نقلته وكالة تاس الروسية «في 24 مايو عام 2022، نفذت القوات الجوية الروسية والقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني دورية جوية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. قامت مجموعة جوية مكونة من حاملات الصواريخ الاستراتيجية من طراز «تو-95 أم أس» التابعة للقوات الجوية الروسية والقاذفات الاستراتيجية من طراز «خون-6 كا» التابعة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني بدورية جوية فوق مياه بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وأن التحليق استغرق نحو 13 ساعة وتمت مرافقتها بطائرات من طراز «سو-30 أس».

وأضافت وزارة الدفاع الروسية «في مراحل معينة من المسار تمت مرافقة رافقت طائرات «اف 15» الكورية الجنوبية للقاذفات الروسية والصينية، لكنها شددت على أنه أثناء أداء المهام تصرفت طائرات كلا البلدين «الصين وروسيا» بدقة وفقاً لأحكام القانون الدولي.

طالع أيضا: احتكار الفضاء.. استعدادات أمريكية لـحروب المستقبل