بدأت تايوان تصنيع أُولى طائراتها المسيّرة قصيرة المدى، للاستخدام في مَهام الاستطلاع، ومواجهة عمليات الإنزال البرمائية الصينية، ضمن احتمال أي تحرك للجيش الصيني نحو الجزيرة.
جدول التصنيع والتكلفة
وأوضح تقرير نشرته صحيفة «تشاينا ساوث مورننج بوست» الصينية، أن وزارة الدفاع في تايوان، قالت أنه يجري العمل على تصنيع أول 14 طائرة، من أصل 50 طائرة بدون طيار قصيرة المدى، ومن المقرر أن يتم تسليم المجموعة الأولى من الطائرات في غضون الأشهر المقبلة من العام الجاري، بينما من المقرر أن يتم تسليم باقي الطائرات العام المقبل.
ويقوم معهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا، وهو أكبر جهة لتصنيع الأسلحة في تايوان، بتصنيع الطائرات المسيرة.
وتبلغ ميزانية تصنيع الطائرات 779.9 مليون دولار تايواني، أي نحو 26.5 مليون دولار أمريكي، لكتيبة الأسلحة المشتركة البالغ عددها 23 كتيبة، والتي تمّ تشكيلها في سبتمبر 2019 للتصدي للهجمات البرمائية المحتملة وهجمات الطائرات الحربية الصينية.
الطائرات المسيرة
وخلال شهر مايو الماضي، اختبر معهد تشونغ شان قدرات الطيران المتوسطة والطويلة المدى للطائرة بدون طيار من طراز (Teng Yun 2 -Cloudrider)، والتي يمكن استخدامها في عمليات المراقبة والهجوم.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على بيع 4 طائرات مسيرة مسلحة من طراز (MQ-9B) ومعدات وأسلحة متصلة بها، بقيمة 600 مليون دولار أمريكي إلى تايوان في نوفمبر 2020.
وتشبه الطائرة من طراز (Teng Yun) الطائرة الأمريكية بدون طيار (MQ-1 Predator)، ويمكنها استخدام نفس صواريخ (AGM-114 Hellfire)، النموذج الأوّلي الذي يختبره المعهد هو نسخة مطوّرة من طائرة بدون طيار من الجيل الأول، كانت قد تحطمت خلال رحلة تجريبية في شرق تايوان العام الماضي.
صد احتمال التحرك الصيني
ووفقاً لتقرير مراجعة ميزانية وزارة الدفاع، الذي تم إرساله مؤخراً إلى السلطة التشريعية في تايوان، فإن الطائرات الجديدة توفّر فرصة لتعزيز قدرات الاستطلاع، والاستجابة القتالية ضد احتمال تحرُّك الجيش الصيني.
ويرى الخبراء في كلٍّ من تايوان والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُعدُّ أكبر مصدر للأسلحة لتايوان، أن الطائرات المسيرة المسلحة، يمكن أن تثبت فعاليتها في صد التحركات الصينية.
وأشار تقرير وزارة الدفاع إلى أن «الطائرات الجديدة مزودة بأنظمة ضرورية لتعزيز قدرات المراقبة والاستطلاع، بشكل فعّال، لكتائب الأسلحة المشتركة، كما توفر الإنذار المبكر المناسب لمواجهة العدو».
وفي إشارة إلى فعالية أسطول الطائرات بدون طيار الأوكراني ضد القوات الروسية، دعت رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، إلى تطوير أسرع للطائرات بدون طيار المدنية والعسكرية.
وكانت المخاوف قد تزايدت حول إقدام الصين على الهجوم العسكري على تايوان، مثلما فعلت روسيا بهجومها على أوكرانيا، خاصة وأن بكين ترى أن تايوان جزء منها، وفقاً لمبدأ «الصين الواحدة»، ولم تستبعد بكين أبداً استخدام القوة لإعادة ضم الجزيرة.
هذا، وتصاعد التوتر مؤخراً في المنطقة، في ظل تكثيف الجيش الصيني لمناوراته العسكرية، في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، كما أن المقاتلات الصينية دأبت على التحليق فوق منطقة الدفاع الجوي التايوانية.