الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

كيف تعد ابتكارات التكنولوجيا تهديداً حقيقياً للبيئة؟

صحيح أن ابتكارات التكنولوجيا تساهم في تقدّم العلوم وتنوير العقول، غير أن استهلاك الوسائل التقنية للطاقة ومخلفات الأجهزة الإلكترونية التي غالباً ما تصدّر إلى بلدان قيد النموّ، هما من الرهانات الكبيرة في مجال الحفاظ على البيئة.

وقالت إنيس ليوناردوتسي، على هامش معرض «فيفاتك» للمشاريع الناشئة في باريس، إن «التكنولوجيا الرقمية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو لمسها أو سماعها.. هي تقنية افتراضية ولكن تأثيراتها فعلية».

إنيس ليوناردوتسي هي بين كوكبة من المشاركين في معرض «فيفاتك» الذين تطرقوا إلى تداعيات القطاع الرقمي على البيئة، من إنتاج المعدات وإنشاء البنى التحتية الشبكية والخوادم.


وقد جاء في دراسة صادرة عن «شيفت بروجيكت» في أكتوبر 2018 أنه «من المتوقع أن ترتفع حصة انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عن القطاع الرقمي من 2.5 في المئة عام 2013 إلى أربعة في المئة عام 2020».


وأوضح تقرير هذه المجموعة البحثية المعنية بالتحوّل في مجال الطاقة أن «هذه النسبة توازي تلك التي تسجلها قطاعات معروفة باستهلاكها الشديد لمصادر الطاقة الأحفورية».

مصادر متجددة بنسبة 100 %

وقال غاري كوك من منظمة «غرينبيس» إن «تداعيات استخدام البيانات وأشرطة الفيديو بالبث التدفقي وتقنيات الحوسبة السحابية غير واضحة لكنها أنها كبيرة، وقد تؤدي إلى ازدياد استهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة بشكل كبير».

وأوضح كوك الذي يطمح إلى أن تعتمد شبكة الإنترنت على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، أن «القرارات المرتبطة بالتغذية الكهربائية هي في غاية الأهمية نظراً إلى النمو السريع لهذه الخدمات من حيث عددها وحجمها».

اعتدال

وتستهلك البنى التحتية للقطاع طاقة كبيرة أيضاً خلال إنشائها ولا تقتصر تداعيات القطاع البيئية على «استهلاكه للطاقة»، بحسب ماريشال.

ومن المسائل الأخرى المطروحة على بساط البحث، إدارة الموارد المائية ومخلفات القطاع. وبحسب منظمة «بازل أكشن نتوورك» غير الحكومية، يصدّر الاتحاد الأوروبي نحو 350 ألف طن من مخلفات المعدات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية إلى بلدان قيد النمو. وجزء كبير من هذه المهملات «يذهب بطريقة مخالفة للقوانين»، بحسب ما أفاد مدير الهيئة جيم بوكيت في فبراير.

وتندد مجموعة «شيفت بروجيكت» بـ «الوتيرة المتسارعة لاستخراج المعادن، خصوصاً النادرة منها، علماً أن الكثير منها غير قابل لإعادة التدوير بكثرة»، داعية القطاع الرقمي إلى «التحلّي بالاعتدال».