الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ربط المخ بالحوسبة السحابية قريباً لإنشاء أدمغة فائقة

ربط المخ بالحوسبة السحابية قريباً لإنشاء أدمغة فائقة
يقترب باحثون من إنشاء واجهة تربط مباشرة الدماغ بالحوسبة السحابية، وهي قاعدة معطيات في الكمبيوتر.

ويعتقدون أن ما كان يعتبر حلماً في الخيال العلمي قد يصبح حقيقة واقعية قريباً، ولا سيما بعد أن ظهرت النانوتكنولوجي، أي تقنية البحث عن المبادئ والخصائص الموجودة في المقياس النانوي على مستوى الذرات والجزيئات.

وأكد علماء أن ازدهار النانوتكنولوجي يجعلنا نتصور أنه أصبح من الممكن وضع أجهزة تواصل صغيرة جداً مباشرة داخل شبكاتنا المكونة من الأعصاب الدقيقة.


وذكروا أن بعض الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة اصبحت حالياً مدمجة في راحة اليد، مشيرين إلى إمكانية إدماج الأجهزة في الدماغ مباشرة مستقبلاً، في ظل وجود الحوسبة السحابية التي تعد تقنية لا غنى عنها لذلك.


وقدم العلماء تقنية مبتكرة العام الماضي تسمى برين نت (شبكة دماغية)، تسمح لثلاثة أشخاص بمشاركة أفكارهم، واللعب عبر الإنترنت بقوة العقل، وكل ذلك بالطبع، عبر الحوسبة السحابية.

وشرح اختصاصي النانوتكنولوجي نونو مارتن، من مختبر لورنس بيركلي الوطني في الولايات المتحدة، أن تقنية البرين نت تستخدم الإشارات الكهربائية المسجلة في جمجمة الأشخاص المرسلين، والتحفيز المغناطيسي في جمجمة الأشخاص المتلقين، ما يسمح بأداء مهمات بتعاون الطرفين.

وهذه المهارة أصبحت ممكنة بفضل عملية زرع عناصر صغيرة جداً، تدعى النانوروبوت، في الدماغ مباشرة.

وهذه الأجهزة النانوية، كما يصورها الباحث في تقنية النانو روبرت فريتاس جونيور، من معهد تصنيع الجزيئات في الولايات المتحدة، أصغر من قطر الشعرة، ولها القدرة على التنقل والدوران بحرّية في جسم الإنسان، ما يسمح لها بالوصول إلى أعماق دماغنا لدرجة لا يمكن قياسها.

ويمكن لهذه الأجهزة أن تعبر نظام الأوعية الدموية للإنسان، وكذلك حاجز الدم في الدماغ، وأن تتركز بدقة في المواقع بين خلايا الدماغ أو حتى داخلها، ما يزيد من قدرة الكائن البشري وما من شأنه أن يخلق واجهة عصبية مباشرة حقيقية، واجهة بين الدماغ والكمبيوتر.

ويتصور العلماء أنه مع تقدم الروبوتات النانوية العصبية، يمكن في المستقبل إنشاء أدمغة فائقة يمكنها تسخير الأفكار وقوة التفكير لأي عدد من البشر والآلات في الوقت الحقيقي.

ومتى سيتم ذلك وفي أي تاريخ؟ بعد بضعة عقود على الأكثر وفقاً للعلماء.

ولا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها قبل الوصول إلى هذه النقطة، أولها التأكد من أن النانوتكنولوجي لا تضر بصحة الإنسان، والمسألة الأخرى هي إيجاد طريقة لضمان حسن سير العمل في التكنولوجيا.