الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مَن الفائز؟ «الرؤية» تنشر أسماء أبرز المرشحين للفوز بجائزة نوبل

مع بداية شهر أكتوبر من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى السويد، حيث مقر المؤسسة المخولة بإعلان الفائزين بجوائز نوبل في التخصصات الستة: الفيزياء، الكيمياء، الطب، الآداب، الاقتصاد، والسلام.

وعلى مدى أسبوعين، تتوالى الجوائز على الفائزين المختارين من قبل اللجان العلمية المتخصصة التابعة لجائزة نوبل، حيث تبدأ اللجنة بإعلان الفائز بجائزة الطب، يوم الاثنين المقبل 7 أكتوبر، تليها جائزة الكيمياء يوم الثلاثاء، فالفيزياء يوم الأربعاء.

وعلى الرغم من أن اللجنة التي تعطي الجائزة لا تعلن مسبقاً قوائم المرشحين، إلا أن ثمة العديد من المواقع المتخصصة، من ضمنها موقع «تحليلات كلاريفيت» التابع لمؤسسة «طومسون رويترز» الشهيرة وموقعا المؤسسة الدولية للكيمياء والعلوم، تضع أسماء عشرات المرشحين للفوز بالجائزة هذا العام.


وفي هذا الملف، تعرض «الرؤية» أسماء بضعة مرشحين للجوائز العلمية الثلاث، بناء على معاملات تأثيرهم، ونسب الإشارة إلى أبحاثهم، وإنجازاتهم الكبرى في مجالات العلوم المختلفة.


جائزة الطب

1 - ماري كلير كينج: تحديد جينات سرطان الثدي.

تقع على رأس قائمة المرشحين الباحثة الشهيرة «ماري كلير كينج» التي تعمل الآن في جامعة واشنطن.

وُلدت «ماري» في فبراير من عام 1946، وهي أستاذة علوم الجينوم والوراثة الطبية في كلية الطب بجامعة واشنطن. درست علم الوراثة البشرية واهتمت بالسمات المعقدة للجينات، والكيفية التي تتفاعل بها مع البيئة. تمكنت ماري من إثبات أن البشر والشمبانزي متطابقان وراثياً بنسبة 99%، وهو الأمر الذي دفع الباحثين لاستخدام الشمبانزي لإجراء الاختبارات السريرية للأدوية المختلفة.

كما تمكنت في عام 1990 من تحقيق إنجازها الأكبر، بعد أن حددت منطقة جينية تمثل خطراً داهماً واحتمالاً شبه مؤكد بالإصابة بسرطان الثدي.

منذ عام 1974، أجرت «ماري» مئات من التجارب، وبحثت عن علامات وراثية محددة يمكن أن تؤدي للإصابة بسرطان الثدي، وبعدها اكتشفت «ماري» وفريقها وجود نمط وراثي محدد يمكن أن يرتبط بذلك النوع من السرطان بعد أن اكتشفت الجين BRCA1 الموجود في الكروموسوم رقم 17، الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

في ذلك الوقت، تجاهل معظم العلماء أفكارها، بل وهاجموها، إذ إن فكرة وجود نمط وراثي محدد يرتبط بالسرطان لم تكن مقبولة على الإطلاق، إلا أنه في بداية الألفية الحالية، ومع الكشف عن التسلسل الجيني البشري، كُرمت «ماري» بعد أن أثبت العلماء بما لا يدع مجالاً للشك أن نحو 5 إلى 10% من جميع حالات سرطان الثدي تحدث بسبب ذلك الجين.

مهدت الأبحاث التي نفذتها «ماري» وفريقها الطريق أمام تطوير مجموعة كبيرة من الأدوية التي تستهدف ذلك الجين، كما ساهم كشفها في تحديد السيدات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ما ساعد على الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وساهم في حفظ حياة ملايين السيدات حول العالم.

2 - تشارلز رايس ورالف بارتينشينجلر: علاج فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي.

يُصاب ملايين الأشخاص حول العالم بالتهاب الكبد الوبائي من النوع «سي»، وتسبب تلك الفيروسات سرطان الكبد وتليفه، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الموت الحتمي.

اكتُشف الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي الوبائي عام 1989، وعلى الرغم من المحاولات المضنية لإيجاد علاج نهائي للفيروس، إلا أن العالم «تشارلز رايس» والعالم «رالف بارتينشينجلر» هما الوحيدان اللذان استطاعا إيجاد الدواء الشافي لذلك الداء.

وُلد «رايس» عام 1952 في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل حالياً في جامعة روكفلر، أما «رالف» فقد وُلد عام 1958 في ألمانيا، ويعمل حالياً في جامعة «هايدلبرغ» الألمانية.

طور كلاهما طريقة خلاقة للكشف عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، كما قاما بالكشف عن الوسيلة التي يستغل بها الفيروس مسارات الكبد الدهنية لتعزيز النمو والانتشار.

حدد كل من رايس ورالف البروتينات التي تساعد الفيروسات الكبدية على الانتشار، كما حددا بدقة خريطة التفاعلات بين المضيف والممرض، وقاما بدراسة الاستجابة المناعية لمسببات الأمراض والعدوى، وطورا طريقة لتحديد الجينات المحفزة للفيروسات.

ونتيجة جهودهما، تمكنت شركات أدوية عديدة من تصميم مجموعة من العقاقير التي نجحت في القضاء على فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي)، وعالجت ملايين الأشخاص حول العالم من ذلك المرض المميت.

3 - هانز كليفرز: خلايا جذعية بالأمعاء.

يُعد «هانز كليفرز» أحد أشهر علماء الوراثة الجزيئية في هولندا، ويعمل «كليفرز» في جامعة «أوترخت»، علاوة على كونه الباحث الأهم في معهد «هوبريخت» لعلم الأحياء التطوري وأبحاث الخلايا الجذعية.

وُلد عام 1957 في هولندا، وبدأ حياته العملية بدراسة البيولوجيا والطب في جامعة هولندية، ثم انتقل إلى كينيا لمدة 7 سنوات وبعدها عاد إلى جامعة «أوترخت» مرة أخرى لدراسة القناة المعوية.

في عام 2000، طور «كليفرز» تقنية لرصد الطريقة التي تتجدد بها خلايا الأمعاء، وقادته تلك الطريقة للكشف عن وجود خلايا جذعية في الأمعاء البشرية، تستطيع استبدال الأنسجة التالفة جراء عمليات الهضم المختلفة، أو إصابات الأمعاء، وصناعة أنسجة جديدة.

مهد اكتشاف «هانز» لصناعة أنسجة من أجسام المرضى أنفسهم يمكن استخدامها لاختبار الأدوية، أو حتى لاستنبات أعضاء حيوية في أطباق معملية، كما يمكن استخدام أبحاثه لدراسة الطريقة التي تتطور بها سرطانات الأمعاء، تمهيداً للقضاء عليها في المستقبل.

جائزة الفيزياء:

1 - ميشيل ماير وديدييه كيلوز: الكواكب الشبيهة.

ولد ميشيل ماير عام 1942 في سويسرا، وهو عالم فيزياء فلكية وأستاذ فخري في قسم علم الفلك بجامعة جينيف، أما «ديدييه كيلوز» فقد وُلد في عام 1966 ويعمل أيضاً في الجامعة نفسها.

قبل عام 1992، لم يعرف البشر سوى 8 كواكب، أو 9 إذا ما أحصينا بلوتو، ومنذ ذلك الحين اكتشف علماء الفلك أكثر من 4000 كوكب خارج المجموعة الشمسية، بفضل الطريقة الفريدة التى ابتكرها كل من «ميشيل» و«كيلوز» عام 1995.

شهد ذلك العام اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم يشبه الشمس، ويقع على بعد 50 سنة ضوئية من الأرض، واكتُشف ذلك الكوكب باستخدام مطياف خاص بالسرعة النجمية، وطور ذلك المقياس «ميشيل» كما أضفى «كيلوز» مزيداً من الدقة على حساباته.

2 - أرثر إيكرت: تطوير التشفير الكمومي.

يُعد «أرثر إيكرت» المولود عام 1961 بمدينة وارسو البولندية أحد أبرز المرشحين لجائزة نوبل في الفيزياء، وهو أستاذ الفيزياء الكمومية في معهد الرياضيات بجامعة أوكسفورد.

يتخصص «إيكرت» في معالجة المعلومات، ويركز على فرعي التواصل الكمومي والحساب الكمومي، ويشتهر بكونه أحد مخترعي التشفير الكمومي.

والتشفير الكمومي مجال لتحسين نُظم الأمن والسلامة أثناء انتقال المعلومات عبر الوسائط المختلفة، ويمنع ذلك النوع من التشفير سرقة البيانات، أو استغلالها بطريقة خاطئة، أو وقوعها في أيادٍ تسيء استخدامها.

3 - هيديو هينوسو وميخائيل إريمتيس: فئتان جديدتان من الموصلات الفائقة.

وُلد هيديو هينوسو في اليابان عام 1953، وحقق الياباني إنجازه الرئيس عام 2008 عندما اكتشف فئة جديدة من المواد التي تحتوي على الحديد، وتظهر موصلية فائقة في درجات الحرارة العالية.

أما ميخائيل إريمتيس، فقد وُلد في روسيا البيضاء، وأظهر في عام 2014 وجود مادة جديدة تحتوي على الهيدروجين ذات خصائص عالية التوصيل.

والموصلية الفائقة هي ظاهرة فيزيائية يمر فيها التيار الكهربي عبر المادة دون أدنى مقاومة، وتم اكتشافها عام 1911.

المواد الجديدة التي اكتشفها كل من هيديو وميخائيل تفتح أبواباً جديدة أمام العلماء لفهم تلك الظاهرة الغامضة والتعامل معها، كما يمكن استخدامها لتطوير العديد من الاختراعات الحديثة، مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي أو حتى شبكات نقل الطاقة دون خسارة في التيار الكهربي.

4 - توني هاينز: الخصائص الضوئية للمواد النانوية.

ولد «هاينز» في عام 1956، ويعمل أستاذاً للفيزياء التطبيقية وعلوم الفوتون في جامعة ستانفورد.

نشر «هاينز» عشرات الأبحاث الخاصة بالمواد ثنائية الأبعاد، وهي مواد نانوية ستستخدم في كثير من التطبيقات العلمية في المستقبل، وينحصر اهتمام «توني هاينز» في دراسة الخصائص الضوئية لتلك المواد، باستخدام التقنيات الطيفية الضوئية والليزرية، وسمحت أبحاث «هاينز» للعلماء بمراقبة العمليات الديناميكية فائقة السرعة للمواد ثنائية الأبعاد، وفهم الخواص الفيزيائية الأساسية لها.

جائزة الكيمياء:

1 - رالف هوجين ومورتين مليدال: تخليق مركبات جديدة.

وُلد «رالف» في عام 1920 بألمانيا، أما مورتين فقد وُلد عام 1954 بالدنمارك.

تشير الترشيحات إلى أن كلاً من «رالف» و«مورتين» ساعدا على فتح عالم جديد في الكيمياء عن طريق ابتكار طرق جديدة لتخليق مركبات لم تكن معروفة سلفاً باستخدام الكيمياء التخليقية.

ابتكر «هوجين» تفاعلاً جديداً يمكن من خلاله تكوين مركبات ذات 5 حلقات، ما ساعد على إنتاج أدوية جديدة يمكن أن تساهم في الشفاء من العديد من الأمراض، أما «مليدال» فقد ابتكر نوعاً جديداً من التفاعلات الكيميائية التي يمكن من خلالها تصنيع مركبات تحارب كلاً من السرطان وهشاشة العظام.

2 - أدوين ساوذرن: طريقة فحص الحمض النووي.

وُلد «ساوذرن» عام 1938، وهو أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة أوكسفورد.

صمم «ساوذرن» طريقة جديدة يمكن أن تُستخدم لتحليل مناطق معينة بالحمض النووي، وتُعرف تلك الطريقة باسم «لطخة ساوذرن».

تحول تلك الطريقة مجموعة من الإنزيمات الداخلية، الحمض النووي ذا الوزن الجزيئي الكبير إلى جزيئات صغيرة، ومن ثم تعرضها إلى تيار كهربائي لفصلها حسب الحجم، ثم تجرى معالجة تلك الأجزاء بحمض الهيدروكلورايد المخفف، وتوضع بعد ذلك على غشاء من النايلون، لملاحظة التفاعلات التبادلية التي تؤدي إلى ربط الحمض النووي ببعضه البعض، ومن ثم تُحلل تلك الأجزاء المختلفة بدقة وسهولة.