السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تحقيق.. هل تهيأت البشرية لمفهوم «إنترنت الأجسام»؟

تحقيق.. هل تهيأت البشرية لمفهوم «إنترنت الأجسام»؟

قدم «إنترنت الأشياء» للبشرية في ثوبها المعاصر السيارات ذاتية القيادة، والمبردات الذكية، وأجراس الباب التي تعمل بالفيديو، واكتسبت سائر الأشياء التي نتعامل معها في حياتنا اليومية خواصاً جديدة بعد تزويدها بمجسات ووحدات استشعار، وتوصيلها بشبكة الإنترنت.

والآن بعد أن اعتادت البشرية على هذه النوعية الجديدة من الأشياء، خرج العلم الحديث بمفهوم آخر ألا وهو «إنترنت الأجسام»، والذي يضفي على التكنولوجيا صبغة شخصية.

وأوضح دوج إيفرينج محلل الاتصالات بمؤسسة الأبحاث والتنمية الأمريكية (راند) أن إنترنت الأجسام قد يتجسد في صورة حبوب ذكية يتناولها الإنسان، وتبث بيانات من داخل جسمه، أو أسرة ذكية تتابع نبضات القلب ومعدلات التنفس أثناء النوم.



ورغم المكتسبات التي يمكن أن تعود على البشرية من إنترنت الأجسام، يحذر خبراء مؤسسة راند من أن أي أداة إلكترونية تظل قابلة للقرصنة الإلكترونية، حتى لو كانت داخل الجسم البشري، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كثيرة تتعلق بحماية الخصوصية والمخاطر الأمنية لهذه الأجهزة.


وقالت ماري لي عالمة الرياضيات في مؤسسة راند، إن «العمل يجري على قدم وساق من أجل تنظيم قواعد إنترنت الأجسام، ونحن نريد تحديد أطر بعض الفوائد التي تعود علينا من وراء هذه التقنيات، فشعبيتها آخذة في التصاعد، ولا بد من حسم القضايا السياسية الخاصة بها أولاً، والتأكد من وضع الأمور في نصابها الصحيح».

ويرى الباحثون في راند أن تأثير هذه التقنيات على منظومة الرعاية الصحية سيكون، بلا شك، ثورياً، ولكن المكسب الحقيقي يتمثل في الكم الهائل من المعلومات والبيانات التي سوف تجمعها الأجهزة الذكية ويمكن توظيفها للتوصل إلى أفضل السبل للحفاظ على صحة الإنسان من خلال التوصل إلى وسائل علاجية أفضل وتحسين الخدمة الطبية في المستشفيات وخفض كلفة الرعاية الصحية.

وخلص الباحثون إلى ضرورة وضع قواعد لضمان حماية خصوصية مستخدمي هذه الأجهزة الإلكترونية، مع ضرورة ابتكار برامج لقياس درجة الحماية التي توفرها هذه الأجهزة من القرصنة الإلكترونية، وتأكيد أهمية أن تعمل الشركات المصنعة على سد الثغرات الأمنية لهذه الأجهزة التي ربما تكون داخل الجسم البشري بالفعل.