الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«7 نقاط بركانية ساخنة» تُهدد سلاسل التوريد الغذائية والأسواق العالمية

«7 نقاط بركانية ساخنة» تُهدد سلاسل التوريد الغذائية والأسواق العالمية

«7 نقاط ساخنة» تُهدد سلاسل التوريد الغذائية والأسواق العالمية

حدد الباحثون بقيادة مركز دراسة المخاطر (CSER) التابع لجامعة كامبريدج سبع «نقاط ساخنة» حيث توجد مجموعات من البراكين الصغيرة نسبياً، ولكنها نشطة بشكل كبير، وقد يكون لثورانها عواقب عالمية كارثية.

وحسب الدراسة المنشورة في دورية نيتشر كومينكيشن، تشمل هذه المناطق مجموعات البراكين في تايوان وشمال أفريقيا وشمال المحيط الأطلسي وشمال غرب الولايات المتحدة.

وقال الباحثون إن ثوران بركاني طفيف في إحدى المناطق التي تم تحديدها يمكن أن ينشر ما يكفي من الرماد أو يولد هزات كبيرة بما يكفي لتعطيل الشبكات المركزية لسلاسل التوريد والأنظمة المالية العالمية.


في الوقت الحالي، تميل الحسابات بشكل كبير نحو الانفجارات العملاقة أو سيناريوهات الكوابيس، فالثورات البركانية الأصغر تحتل المرتبة السادسة في «مؤشر الانفجار البركاني» على الرغم من أنها يمكن أن تنتج بسهولة سحب الرماد وتدفقات الطين والانهيارات الأرضية التي تفسد الكابلات البحرية، ما يؤدي إلى إغلاق السوق المالية، أو تدمير غلات المحاصيل، مما يتسبب في نقص الغذاء الذي يؤدي إلى اضطرابات سياسية.


كمثال من التاريخ الحديث، أشار الفريق إلى أحداث عام 2010 في أيسلندا، حيث شهد ثوران بركان «ايافيالايوكل» بقوة 4 درجات، بالقرب من البر الرئيسي لأوروبا، أعمدة من الرماد محمولة على الرياح الشمالية الغربية قريبة من المجال الجوي الأوروبي. بسبب ثوران ذلك البركان تكبد الاقتصاد العالمي خسائر تم تقديرها بنحو 5 مليارات دولار.

ومع ذلك، عندما اندلع بركان جبل بيناتوبو في الفلبين في عام 1991 والذي بلغت قوته 6 درجات أكبر بنحو 100 مرة من الحدث الأيسلندي، فإن بعده عن البنية التحتية الحيوية يعني أن الضرر الاقتصادي الإجمالي كان أقل من سُدس الضرر الذي حدث بسبب البركان الايسلندي.

تشمل مناطق «نقطة الضغط» السبعة التي حددها الخبراء -والتي من خلالها يمكن أن تُحدث الانفجارات الصغيرة نسبياً أقصى قدر من الفوضى العالمية- المجموعة البركانية في الطرف الشمالي لتايوان. موطناً لواحد من أكبر منتجي الرقائق الإلكترونية، فإذا كانت هذه المنطقة -إلى جانب ميناء تايبيه- معطلة إلى أجل غير مسمى، يمكن أن تتوقف صناعة التكنولوجيا العالمية.

نقطة أخرى هي البحر الأبيض المتوسط، إذ يُمكن أن يتسبب ثوران بركان في تلك المنطقة إلى قطع كابلات الإنترنت المغمورة، وإغلاق قناة السويس. قال الباحثون: «لقد رأينا ما فعله إغلاق لمدة 6 أيام لقناة السويس في وقت سابق من هذا العام، إذ كانت كلفة غلق سفينة حاويات واحدة للمجرى الملاحي لأسبوع واحد فقط 10 مليارات دولار».

قد تؤدي الانفجارات في ولاية واشنطن الأمريكية في شمال غرب المحيط الهادئ إلى تدفقات طينية وسحب رماد تغطي سياتل، مما يؤدي إلى إغلاق المطارات والموانئ. تتنبأ نمذجة السيناريو لثوران بركاني بقوة 6 درجات من جبل رينييه بخسائر اقتصادية محتملة تزيد على 7 تريليون دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس التالية.

كما تصطف المراكز البركانية النشطة للغاية على طول الأرخبيل الإندونيسي -من سومطرة إلى جاوة الوسطى- أيضاً في مضيق ملقا أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، حيث يمر 40% من التجارة العالمية عبر الطريق الضيق كل عام.

ويعد مضيق لوزون في بحر الصين الجنوبي؛ وهو طريق شحن رئيسي آخر، جوهر جميع الكابلات الرئيسية المغمورة التي تربط الصين وهونج كونج وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية. تلك المنطقة يحيط بها قوس لوزون البركاني.

كما حدد الباحثون أيضاً المنطقة البركانية الممتدة على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية، والتي ستؤدي أعمدة الرماد منها إلى تعطيل الطرق الجوية الأكثر ازدحاماً في الشرق، وأشاروا إلى أن إيقاظ البراكين الأيسلندية من شأنه أن يفعل الشيء نفسه في الغرب.

وقال الباحثون إنه حان الوقت لتغيير نظرتنا إلى المخاطر البركانية الشديدة. فنحن بحاجة إلى الابتعاد عن التفكير في الانفجارات الهائلة التي تدمر العالم، كما صورتها أفلام هوليوود، إذ تتضمن السيناريوهات الأكثر احتمالية حدوث ثورات بركانية منخفضة الحجم تتفاعل مع نقاط ضعفنا المجتمعية وتدفعنا نحو الكارثة.