الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«كورونا» يفرض طريقة جديدة فى استخدام النقود

«كورونا» يفرض طريقة جديدة فى استخدام النقود

مثلما غير فيروس كورونا شكل الحياة، وفرض واقعه وشروطه على طبيعة الحياة بعد انتشاره، فقد غير أيضاً طبيعة استخدام البشر للنقود الملموسة، حيث تشير نتائج دراسة استغرقت عامين، أجرتها شركة «Link» التابع لها شبكة ماكينات الصراف الآلي الرئيسية في المملكة المتحدة البريطانية، إلى أن استخدام العملات المعدنية والأوراق النقدية تراجع بشكل كبير منذ ظهور وباء كورونا، ولن يتعافى أبداً إلى المستويات التي كان عليها قبل ظهوره. ففي عام 2019 الذي سبق ظهور الوباء، كانت هناك معاملات نقدية من خلال أجهزة الصراف الآلي بقيمة 2.61 مليار جنيه استرليني، بينما شهد عام 2020 انخفاض إجمالي هذه المعاملات إلى 1.64 مليار جنيه استرليني، وفى عام 2021 استمرت هذه المعاملات فى التراجع لتصل إلى 1.52 مليار جنيه استرليني.

وتقول شركة «Link» فى دراستها التي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن 25% من البريطانيين حاولوا استخدام النقود الملموسة في بعض المتاجر لكنهم لم يتمكنوا ذلك، وأن 50% منهم حاليا يستخدمونها بنسبة أقل 70% من حجم استخدامهم لها قبل انتشار الوباء.

تراجع الصراف الآلي وفيما يخص العام الجاري 2022، فقد سجلت ماكينات Link منذ مطلع العام الجاري 235 مليون معاملة نقدية فقط، وهذا معدل منخفض جداً، مقارنة بالعامين الماضيين وقبل انتشار الوباء، ويؤشر ذلك الانخفاض إلى أن العامين الماضيين غيرا أيضاً المواقف تجاه استخدام ماكينات الصراف الآلي، والعملات المعدنية والأوراق النقدية بشكل عام.

ويقول جراهام موت، مدير الاستراتيجية في شركة Link: نحن نراقب استخدام أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء المملكة المتحدة البريطانية على أساس يومي، وهذه الدراسة تضيف إلينا الكثير لفهم كيفية استخدام البشر للنقد بعد انتشار وباء «كوفيد-19»، ومستقبل استخدام أجهزة الصراف الآلي أيضاً.

الهواتف أكثر أماناً ومع تخفيف الإجراءات الاحترازية في إنجلترا مع مطلع عام 2022، كشفت دراسة شركة Link، أن الأشخاص الذين كانوا يستخدمون نقوداً أقل بشكل عام، أصبحوا الآن أكثر ارتياحاً لعدم التلامس، واستخدموا هواتفهم أكثر فى إجراء معاملاتهم المالية، كما تقلص عدد الأماكن التي يستطيع البريطانيون استخدام النقود فيها.

وتقول ناتالي سيني، رئيسة مجموعة العمل النقدي بالشركة: «قبل 3 سنوات، لم يكن يشكل قبول التعامل بالنقود الملوسة مشكلة، لكننا الآن في وضع مختلف، حيث دفعنا الوباء وبقوة باتجاه التحول الرقمي، وشجع العديد من المتاجر على التوقف عن قبول التعامل بالنقد، ودفع الكثير من الناس بالابتعاد عن استخدام النقد تماماً». وتضيف ناتالي إن الخدمات الرقمية أسهل وأكثر ملاءمة للكثيرين، لكنها غير مجدية مع فئات مثل كبار السن أو المعوقين والفقراء الذين لا يمكنهم التعامل المصرفي عبر الإنترنت، ولا يوجد بديل لديهم عن استخدام النقود، وهذا يمثل مشكلة كبيرة ويؤدي إلى تفاقم عدم المساواة في المجتمع.