الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

إدمان الهواتف الذكية يقلق الرياضة الأمريكية

ربما بدا منظر دخول الكثير من النجوم إلى الملاعب والقاعات والحلبات بسماعات رأس ضخمة من المشاهد المألوفة في عالم الرياضية اليوم، لدرجة بات يعتقد معها البعض أن الأمر أحد متطلبات فنون «البروتوكول»، التي يجب أن يلتزم بها كل نجم يلتف حوله الآلاف من المشجعين والمعجبين.

وفي الوجه الآخر للظاهرة التي انتشرت كثيراً في الوقت الحالي، تتكشف الكثير من السلبيات، التي باتت تقلق الرياضة في بلاد اليانكي، بسبب تفاقهما بشكل غير مسبوق، بحسب ما أشارت إليه الصحافة الأمريكية.

ويتركز الحديث بشكل أكبر على إدمان النجوم على الهواتف بشكل عام ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ما ترتب عليه عُزلة خانقة بين النجوم وإدارتهم وجهازهم التدريبي من جهة، وبينهم وبين جماهيرهم من جهة أخرى.


بدوره، دقّ مفوض دوري كرة السلة الأمريكية للمحترفين (إن بي أيه) آدم سيلفر، ناقوس الخطر حول تفاقم الإدمان، وذلك خلال مشاركته مارس الماضي في مؤتمر بخصوص أبرز الظواهر في الرياضية الأمريكية.


ورأى سيلفر أن وسائل التواصل الاجتماعي تضر بالرياضيين بشكل كبير، محذراً في الوقت ذاته من مغبة حدوث عزلة اجتماعية لهم، على الرغم من الآراء الكثيرة التي تقول باستفادة كبار النجوم من تلك المنصات مادياً وتسويقياً.

وقال سيلفر «أعتقد أننا نعيش حالياً في عصر التوتر والاكتئاب الرياضي».

وأضاف: «في تقديري أن وسائل التواصل الاجتماعي تتحمل المسؤولية الأكبر من هذا الواقع، تحدثت مع عدد من اللاعبين أخيراً، لقد هاجموني بشدة، اتضح لي أنهم الأقرب إلى الانفعال والتوتر، لقد كانوا غير سعيديين بالمرة، وسبب ذلك في تقديري هو إدمانهم للهواتف المحمولة، والعيش مع عالمهم الخاص وما يتلقونه عبر تلك السماعات».

* هجوم

بدورها، هاجمت استشارية اللياقة الذهنية، الدكتور تيفاني جونز، والتي تعمل مع عدد من الفرق المشاركة في منافسات هوكي الجليد، البيسبول، السلة وكرة القدم في أمريكا، تمترس اللاعبين الحاليين خلف هواتفهم المحمولة دون إعطاء أي أولوية للتواصل في ما بينهم داخل غرف الملاعب أو خارجها.

وأوضحت جونز في تصريحات لمواقع أمريكية أخيراً «الأجيال السابقة في (إن بي أيه) وبيسبول وكرة القدم الأمريكية كانت الأكثر تواصلاً وتفاعلاً في ما بينهم، لكن الآن يحدث العكس، النجوم الحاليون يفتقدون ذلك، يمكن وصفهم بأنهم الأكثر عزلة، إنهم يخلطون بين التواصل والحوار، الحوار الذي يجب أن يسود بينهم، ويخلق علاقة من الترابط والانسجام بينهم».

* رضوخ

في ظل إدمان النجوم الكبير للهواتف الذكية وما توفره من محتوى، لم يجد مدرب فريق أريزونا كاردينالز لكرة القدم الأمريكية كليف كينغسبوري حلاً أفضل من السماح لنجوم فريقه بتصفح هواتفهم أثناء اجتماعه بهم قبل المباريات.

وقال كينغسبوري: «السماح لهم بتصفح هواتفهم كان سببه مساعدتهم على التركيز في المحاضرة قبل المباراة، عندما حرمناهم منها، رأيت مدى ضيقهم وتعجلهم لانتهاء الاجتماع من أجل العودة سريعاً وتصفح هواتفهم».

بدورها، رأت الدكتورة تيفاني جونز أن خطوة المدرب الأمريكي كينغسبوري لا تساعد في الحل بقدر ما تشعب من الأزمة «فكونهم مرتبطين بهواتفهم هذا أمر مفهوم، لكن يجب ألا يكون ذلك خلال الاجتماع أو بعده بـ 20 دقيقة، هذا الوقت مخصص لعمل ما لا يمكن فعله خارج الملعب».

وتابعت: «هذا يصنف في خانة الإدمان، والحل الرائج للتعامل مع حالة الإدمان هو (الفطام) من الأشياء المدمن عليها».

وفي هذا السياق، كانت للدكتورة جونز تجربة سابقة عام 2008 عندما كانت تضطلع بأحد الأدوار في منتخب سيدات الولايات المتحدة الأمريكية لكرة القدم تحت سن 20 عاماً، وهو المنتخب الذي أنجب في ما بعد لاعبات من قبيل أليكس مورغان.

وحثت جونز مدرب المنتخب الأمريكي توني ديسيكو، على وضع حدٍّ لاستعمال لاعبات فريقه للهواتف، قبل أن يتوج المنتخب بلقب كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً، لاحقاً.

وعن ذلك، قالت جونز «بمجرد حلول الساعة السابعة مساء، نأخذ جميع الهواتف من المعسكر، هذا الأمر أتاح ترابطاً غير مسبوق بين البعثة، لكن كان قراراً ناجحاً، لأننا رأينا كيف أثر إيجاباً في الروح الجماعية في المنتخب»