الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

لعبة إلكترونية تعيد الحياة للمدينة التي شهدت أسوأ كارثة نووية في التاريخ

أعادت لعبة كمبيوتر أوكرانية الحياة إلى بلدة هجرها سكانها بعد كارثة تشرنوبيل، التي تعد أسوأ حادثة نووية في التاريخ.

وقد لا تبدو لعبة كهذه أمراً ممتعاً للكثيرين، لكنها جذبت 60 ألف شخص على مستوى العالم منذ إصدارها في أكتوبر الماضي.

ففي لعبة (أيزوتوبيوم: تشرنوبيل) يقود اللاعبون دبابات في بلدة بريبيات التي تقع قرب تشرنوبيل، والتي أصبحت مدينة أشباح بعد الكارثة، ليقضوا على منافسيهم أثناء البحث عن مصادر للطاقة تدعى أيزوتوبيوم ويجمعون النقاط كلما وجدوا بعض هذه المصادر.



وفكرة اللعبة مأخوذة من الكارثة النووية التي وقعت في مدينة تشرنوبيل شمال أوكرانيا، وحلت ذكراها الـ 33 أمس الجمعة، كما أنها مستوحاة من فيلم الخيال العلمي (أفاتار) الذي صدر عام 2009.

ويظن اللاعبون الجدد أنهم دخلوا عالماً افتراضياً، لكنهم في حقيقة الأمر يتحكمون بإنسان آلي حقيقي مزود بكاميرا وكمبيوتر ويتحرك في أنحاء نموذج مصغر للبلدة يضم أهم وأدق تفاصيلها.

وقال سيرغي بسكريستنوف الذي شارك في تصميم اللعبة «خلال الدقائق الخمس أو العشر الأولى، لا يدرك كثيرون ممن يلعبون لعبتنا أنها ليست خيالاً.. يرسلون رسائل إلينا تقول لديكم بنية رائعة ورسوم جيدة وتصميمكم جيد، أحسنتم. لديكم نظام تشغيل رائع».



وأضاف بسكريستنوف، الذي كان يتحدث من ميدان مدينة بريبيات وسط النموذج المصغر للمدينة، ويقف وسط مبانٍ من خمسة طوابق أقصر منه بكثير، «يرد الناس عندها: (هذا ليس نظام تشغيل، إنه حقيقة)،ويجد اللاعب صعوبة في تصديق الأمر».



ولد بسكريستنوف في كييف، وكان عمره 12 عاماً عند وقوع الكارثة يوم 26 أبريل 1986 بسبب إجراء تجربة فاشلة في مفاعل نووي بأوكرانيا، عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي، ما أدى لانبعاث سحب من مواد نووية انتشرت عبر مساحات واسعة في أوروبا، ودفعت أكثر من 50 ألف شخص للفرار. كما أصيب عدد غير محدد من العمال بالتسمم في عمليات التنظيف.



واستخدم بسكريستنوف وشريكه أليكسي فاتييف خرائط غوغل ومئات الصور من منطقة تشرنوبيل لإعادة المعالم الرئيسة في بريبيات للحياة، بما في ذلك مبانٍ سكنية وفندق وقاعة حفلات ومتنزه واستاد.



ويحتل نموذج اللعبة قبو مبنى سكني مساحته 180 متراً مربعاً بمدينة بروفاري، على بعد 150 كيلومتراً فقط من منطقة تشرنوبيل المحظورة و30 كيلومتراً شرقي كييف.



وتبلغ تكلفة دخول هذه الأجواء الكارثية تسعة دولارات في الساعة، لكن لا يمكن سوى لـ 20 شخصاً اللعب بشكل متزامن.