الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

الذكاء الاصطناعي يستكمل سمفونية بيتهوفن الـ10

الذكاء الاصطناعي يستكمل سمفونية بيتهوفن الـ10
بمساعدة الذكاء الاصطناعي، يعكف فريق من علماء الموسيقى وخبراء المعلوماتية على إنجاز السمفونية العاشرة التي اكتفى لودفيغ فان بيتهوفن بتدوين بعض نوتاتها الموسيقية على دفتر قبيل وفاته عام 1827.

وستُعرض النتيجة النهائية في 28 أبريل 2020 في بون، حيث ستشكل محطة رئيسة في الاحتفالات الكثيرة التي تنطلق اعتباراً من اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى الـ250 لولادة المؤلف الموسيقي الشهير.

وكان بيتهوفن قد بدأ العمل على هذه السمفونية بالتزامن مع السمفونية التاسعة الشهيرة ونشيد الفرح المعروف عالمياً، لكنه أهمل سريعاً السمفونية العاشرة التي كانت عند وفاته في سن الـ57 تقتصر على بعض النوتات والتصورات والعمل التحضيري.


ويحاول فريق من خبراء المعلوماتية وعلماء الموسيقى استكمال السمفونية مستعينين ببرمجية للتعلم الآلي، حيث أُدخلت كل أعمال المؤلف الموسيقي إلى البرمجية التي قامت بتحليلها، مستندة إلى خوارزميات لمعالجة الكلام وطرح محاولات استكمال هذه المقطوعة.


وأتى المشروع بمبادرة من مجموعة «دويتشه تيليكوم» ومقرها في بون، مسقط رأس بيتهوفن.

وأوضح ناطق باسم المجموعة «تماماً مثل الكلمات، تتألف الموسيقى من وحدات صغيرة ـ من أحرف أو نوتات وما إن تجمع يكون لها معنى».

وخلال اجتماعاتهم، كان أعضاء فريق العمل يعزفون النوتات التي ألفها بيتهوفن للسمفونية العاشرة، فيما يواصل الذكاء الاصطناعي بعد ذلك.

وقد اعتبرت النتائج الأولى قبل أشهر ميكانيكية ورتيبة، إلا أن المحاولات الأخيرة كانت ناجعة أكثر.

وقالت كريستين سيفرت مديرة المحفوظات ودائرة الأبحاث في دارة بيتهوفن في بون «لقد أسمعَنا المسؤولون التجارب الأولى للتطور الحاصل، مقارنة مع التجارب السابقة، التطور هائل مع أنه لا يزال يتعين على الحاسوب أن يتعلم الكثير من الأمور».

وأردفت أنها على قناعة بأن المؤلف ما كان ليعارض هذا النوع من المبادرات، فهو كان بنفسه «صاحب رؤية» في عصره.

في المقابل، أعرب المؤلف الموسيقي وعالم الموسيقى البريطاني باري كوبر الذي حاول أيضاً استكمال الحركة الأولى في السمفونية العاشرة، عن بعض التشكيك.

وقال «لقد استمعت إلى مقتطف قصير ولا أرى أنه يشبه إعادة تشكيل مقنعة لما كان بيتهوفن يريد القيام به، حتى مع الأخذ في الاعتبار الصوت الحاسوبي وغياب أي تباين بين الأصوات القوية والناعمة»، معتبراً رغم ذلك «أن ثمة مجالاً لتحسين النتيجة».

وانطلقت مبادرات أخرى مماثلة في السابق، شملت مالر وباخ وشوبرت مع نتائج متفاوتة أيضاً.

وفي مطلع عام 2019، شمل مشروع بمبادرة من شركة «هواواي» سمفونية فرانتز شوبرت غير المكتملة، وقد عزفت فرقة «لندن سيشن أوركسترا» المقطوعات التي ألفتها برمجية تعلم آلية، إلا أن الصحف الأوروبية رأت يومها أن المقاطع الجديدة أقرب إلى موسيقى تسجيلية لفيلم أمريكي منها لأسلوب المؤلف الموسيقي النمساوي.