الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

سامسونغ من الخضار إلى التكنولوجيا: الوحش الذي غزا العالم

سامسونغ من الخضار إلى التكنولوجيا: الوحش الذي غزا العالم

(نيويورك تايمز)

سلطت صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على عملاق التكنولوجيا «سامسونغ» وعلى القصة وراء صعوده التي سردها جيفري كاين مؤلف كتاب بزوغ إمبراطورية سامسونغ، وكيف تحدت أبل وغزت العالم.

وتضيف أنه وقت طويل من فوز فيلم (الطفيلي (Parasite بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأداء عروض فرق البوب الكورية الجنوبية في برنامج «ذا تونايت شو»، كانت شركة سامسونغ السباقة إلى الشهرة خارج حدود كوريا الجنوبية، وقد كانت في بداياتها شركة مغمورة لصناعة أجهزة الميكروويف الرخيصة، اعتاد الأجانب تسميتها "سام-سوك Sam-suck".

أما اليوم، فأصبحت سامسونغ اسماً معروفاً عالمياً وصانعاً للهواتف الذكية أكبر من أبل، لكن طريقها إلى القمة كان مليئاً بالصفقات السرية، وتحديد الأسعار، والرشوة، والتهرب الضريبي، وغير ذلك، وكل ذلك تحت إشراف أسرة فاحشة الثراء وشديدة الغموض، ومستعدة تماماً لاستخدام كل الوسائل المتاحة لها للبقاء في القيادة.

يقول كاين: إن الشركة تأسست عام 1938 كمتجر لبيع الخضار والأسماك المجففة، وعندما قام مؤسس شركة سامسونغ، لي بيونج تشول، بتوسيع أعمال الشركة لتشمل تجارة السكر، والكيماويات، والإلكترونيات، وغير ذلك، شعر أنه لا يؤسس مشروعاً تجارياً وحسب، بل دولة بأكملها داخل كوريا الجنوبية، إذ اتسمت الشركة بطابع عسكري شديد الانضباط والتنظيم.

ويضيف أن قادة كوريا الجنوبية كانوا سعداء في الغالب باتساع طموحات شركة سامسونغ، وبحلول الستينات، نما الودّ بين سامسونغ والحكومة مع نمو الشركة نفسها، ما ساعد رئيسها لي كون هي، مرتين في الحصول على عفو رئاسي عن جرائم ذوي الياقات البيضاء.

واليوم، يمتد نفوذ جمهورية سامسونغ ليشمل كل شيء، بدءاً من الأدوات والأجهزة، إلى المستشفيات وحتى الفنون، فقد كانت وريثة سامسونغ، ميكي لي، المنتج التنفيذي لفيلم (الطفيلي .(Parasite

ولكن، من جانب آخر، تبدو سامسونغ أكثر اهتماماً بالدرجة الأولى بإخفاء جوانبها عن أعين الجمهور، فهي تحافظ على غطاء محكم يحجب كل شيء تقريباً يتعلق بسلالة «لي» الحاكمة، فالبطريرك المريض، كون هي، مثلاً، من الأسرة المالكة يعيش وحيداً ويمتلك مزرعة للكلاب ويقضي وقت فراغه في قيادة السيارات الرياضية على مضمار السباق الخاص بسامسونغ.

وينظر إلى ابنه ووريثه، جاي يونغ، على أنه «نال اللقب استحقاقاً وليس كفاءة».

لقد تسببت العداوات والمآسي والمؤامرات في عائلة لي في مشاكل جمة لشركة سامسونغ في السنوات الأخيرة، ففي عام 2017، قضت المحاكم الكورية الجنوبية بأن الشركة قامت برشوة رئيس البلاد، لكسب الدعم لاستحواذ الشركات التي عززت سيطرة الأسرة على الإمبراطورية، وقضى لي جاي يونغ، بالكاد سنة في السجن قبل تخفيف عقوبته البالغة 5 سنوات، ورغم ذلك حققت سامسونغ أداءً مالياً جيداً خلال تلك الفترة، ما يشير إلى أن غياب الملك لم يؤثر على أداء الرعية.