الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الذكاء الاصطناعي يخوض التحدي ضد «كوفيد- 19»

الذكاء الاصطناعي يخوض التحدي ضد «كوفيد- 19»

حقق الذكاء الاصطناعي، الذي يعتقد البعض أنه مبالغ في تقديره، سجلاً حافلاً بالنجاحات فيما يتعلق بالطب والعلاجات الدوائية، وهو الآن يخوض التحدي المتمثل في إيجاد علاج لفيروس «كوفيد-19» عبر عدد كبير من الشركات التي تحاول حل المعضلة، حيث يبدو أننا بحاجة إلى جهد خارق للحد من انتشار الوباء العالمي الذي يقتل الكثيرين.

وهناك خياران عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا، يتمثل الأول بالعثور على دواء جديد تماماً، والانتظار لسنوات كي ينال الموافقة باعتباره آمناً للاستخدام البشري، أما الثاني فهو إعادة استخدام الأدوية الموجودة.

تعد شركة إكسشينشا Exscientia ومقرها أكسفورد، أول من أدخل دواء اكتشفه الذكاء الاصطناعي في تجربة بشرية، وتبحث حالياً في تقييم 15000 دواء يحتفظ بها معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا.



وتعمل شركة هيلكس Healxفي كامبردج التي أنشأها دكتور ديفيد براون، المخترع المشارك لعقار الفياجرا، على إعادة استخدام نظام الذكاء الاصطناعي الذي أعدّ خصيصاً للعثور على أدوية للأمراض النادرة والذي يعمل وفق 3 مراحل:


استجرار جميع الأدبيات الحالية المتعلقة بالمرض

دراسة الحمض النووي وبنية الفيروس

النظر في مدى ملاءمة الأدوية المختلفة

تأمل شركة هيلكس في تحويل هذه المعلومات إلى قائمة بالأدوية المرشحة للتجربة بحلول شهر مايو، وتجري محادثات مع المختبرات لتحويل هذه التوقعات إلى تجارب سريرية.

وذكر البروفيسور آرا دارزي، مدير معهد الابتكار الصحي العالمي في إمبريال كوليدج، لبي بي سي نيوز: «يظل الذكاء الاصطناعي أحد أقوى السبل لإيجاد حل ملموس، ولكن نحتاج بشدة لمجموعات بيانات نقية عالية الجودة، ولكن شركات الأدوية الكبرى تحجب الكثير من هذه المعلومات رغم الحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى للسماح بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة لإيجاد علاجات جديدة لـ«كوفيد-19» في أقرب وقت ممكن».

ذكر الرئيس التنفيذي لشركة شيفر Scipher Medicine الناشئة للتكنولوجيا الحيوية، أليف صالح، أن جمع كل الجهات للعمل معاً يستغرق عادة عاماً من العمل الورقي، ولكن سلسلة من الاتصالات عبر تطبيق زووم مع مجموعة مميزة من الأشخاص المعنيين، سرعت الأمور.

وقد أسفرت أبحاثهم بالفعل عن نتائج مدهشة أهمها اقتراح أن الفيروس قد يغزو أنسجة الدماغ، مما يفسر لماذا يفقد بعض الناس حاسة التذوق أو الشم، والتنبؤ بأنه قد يهاجم أيضاً الجهاز التناسلي لكل من الرجال والنساء.

تجمع شركة شيفر بين الذكاء الاصطناعي وما تطلق عليه اسم الطب الشبكي - وهي طريقة تعرض المرض من خلال التفاعلات المعقدة بين المكونات الجزيئية.

وأدى دمج الذكاء الاصطناعي مع الطب الشبكي إلى تشكيل ائتلاف لتحديد 81 دواءً محتملاً يمكن أن يساعد.

وتدعي بعض شركات الذكاء الاصطناعي أن لديها بالفعل أدوية قادرة على العلاج، مثل شركة بيني فولينت BenevolentAI التي اقترحت عقار باريسيتينيب Baricitinib، (وهو دواء لعلاج التهاب المفاصل الرثوي)، ليكون علاجاً محتملاً لمنع الفيروس من إصابة خلايا الرئة، ودخل الآن مرحلة تجربة خاضعة للرقابة من المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية.

وفي الوقت نفسه، اقترح علماء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أن "أتازانفير atazanavir" المستخدم في علاج الإيدز، قد يكون مرشحاً جيداً.

تستخدم شركات أخرى الذكاء الاصطناعي لأغراض أخرى، مثل تحليل المسحات لتخفيف العبء على أطباء الأشعة والمساعدة في التنبؤ بالمرضى الذين هم على الأرجح بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي.

وأعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة علي بابا عن خوارزمية تقول إن بإمكانها تشخيص الحالات في غضون 20 ثانية بدقة 96%.

لكن بعض الخبراء يحذرون من احتمال تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على البيانات المتعلقة بالعدوى المتقدمة، مما يجعلها أقل فعالية في الكشف عن العلامات المبكرة للفيروس.