ما كان في السابق مرفوضاً لدى معظم الآباء وأولياء الأمور أصبح الآن أمراً طبيعياً واعتيادياً، ومن هذه المحرمات التي أصبحت مقبولة في الوقت الحالي امتلاك الأطفال هواتف متنقلة، بل هواتف ذكية أيضاً.
متى تحضر لطفلك هاتفاً؟
يعتبر الهاتف سلاحاً ذا حدين؛ فهو مفيد وجيد ومسلٍّ، لكنه في الوقت ذاته باهظ الثمن، ويلهي الأطفال عن دراستهم ويفتح لهم الباب للاطلاع على أمور غير أخلاقية على الإنترنت. إذاً، هل ينبغي أن تجلب لطفلك هاتفاً؟ وما هو؟
القاعدة الأساسية
هناك سبب وجيه يدفعك إلى إعطاء طلفك هاتفاً: إذا كان في أغلب الوقت بعيداً عن نظر الكبار الموثوقين الذين يمكن أن تأتمنهم عليه وقد يحتاج إلى الاتصال بك أو بشخص آخر من الذين يعتنون به.
إذا أراد طفلك أن يلعب بعض الألعاب أو يشاهد مقاطع الفيديو على جهاز شخصي، لكنه ليس بحاجة إلى اتصال خلوي، ربما من الأقل أن تشتري له آيبود أو حاسباً لوحياً، لأن ذلك أقل تكلفة ويتيح المجال لطفلك الحصول على وظائف الهاتف التي يحتاجها دون تحمل مصاريف اشتراك شهرية مرتبطة بخدمة الهاتف الخلوي.
التفكير بأول هاتف ذكي لطفلك
ننصحك بألا تشتري لطفلك هاتف باظ الثمن وعالي المواصفات. ولعل السن المناسب لتشتري لطفلك أول هاتف له عند وصوله إلى الصف الثامن، أي عندما يكون في سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة.
عندما تشتري لطفلك هاتفاً ذكياً، ينصح بعدم إنفاق الكثير من المال، فالأطفال لا يتصرفون بمسؤولية. فمن المشاكل التي قد تواجهها أن الأطفال ربما يضيعون هواتفهم أو يوقعونها أو يعرضونها للماء أو يكسرونها. هناك الكثير من الهواتف الجيدة للأطفال غير المكلفة في الوقت نفسه لأن الحوادث السابقة تقع مراراً وتكراراً حتى مع الكبار، فما بلك بالأطفال.
كيف تجعل هاتف طفلك آمناً؟
ربما تحتاج لعقد اتفاق مع طفلك بأن تضع شرطاً لحصوله على هاتف، وهو أن يجعلك تطلع عليه وتنظر على ما في داخله. من الجيد أن تتفقد هاتف أطفالك بصورة دورية. ليس بالضرورة أن تطلع على كل صغيرة وكبيرة أو أن تقرأ رسائلهم مع أصدقائهم، بل يكفي أن يكون هذا الخيار متاحاً لك تشعرهم بأن هذا الاحتمال وارد.
ومن الحلول الأخرى التي قد تكون مفيدة لك أن تبحث عن برامج الرقابة الأبوية المتاحة في تطبيقات اندرويد وآبل. يمكن أن تحظر خيار الشراء مثلاً لمنع الأطفال من شراء أي شيء، سواء عن قصد أو دون قصد. كما يمكنك أن تحظر بعض المواقع والتطبيقات غير المرغوبة.
الهاتف الأفضل لكل سن
سن الثامنة أو أقل
في حالات خاصة، قد يحتاج الأطفال في هذا السن المبكر إلى هاتف لأنهم بحاجة إلى ترتيبات رعاية معقدة بسبب تنقلهم ما بين الكبار وعدم استقرارهم مع الأب والأم. ومن المفيد أن يكون مع الطفل جهاز تعقب أو هاتف عادي، خصوصاً إذا كان الطفل من النوع الذي يحب الحركة والركض والاختباء.
سن 9 إلى 13
يبدأ الأطفال في مثل هذا السن بشق طريقهم نحو شيء من الاستقلالية، يحتاج معظمهم في هذه المرحلة إلى هاتف للتواصل مع أصدقائهم وجيرانهم من الأولاد في الحي. لكن تذكر أنهم ما زالوا أطفالاً وليس من الحكمة أن تعطيهم هواتف باهظة الثمن.
سن 14 إلى 17
إنها المراحل النهائية من الطفولة والمراهقة، ولن يتبقى إلا القليل لينتقل ابنك إلى مرحلة البلوغ والشباب. وتزداد أهمية الهاتف بالنسبة للطفل في هذه السن، حيث تصبح بنفس القدر من الأهمية التي لدينا رغم أنهم ما زالوا يفتقرون لحسن المسؤولية إلى حد ما.
تذكر دائماً من تشغيل تعقب الموقع لدى هواتف أطفالك حالما يحصلون على تلك الهواتف ويقومون بتشغيلها وإعدادها، سواء في حسابك على غوغل أو سامسونغ أو آكلاود. سيساعدك هذا كثيراً لتعرف مكان أطفالك، أو حتى عندما ينسى أحدهم هاتفه في المدرسة أو في أي مكان آخر.
ويرغب معظم الأطفال بهواتف ذات شاشة كبيرة لأنهم يقضون وقتاً لا بأس به وهم يشاهدون مقاطع الفيديو أو يلعبون ألعاب الفيديو. كما يلزمهم لذلك أيضاً هاتف ببطارية قوية وتدوم لفترة طويلة، لذلك ننصحك بأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار.