الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

حلول تكنولوجية تقود مستقبل العالم

حلول تكنولوجية تقود مستقبل العالم

مع تصاعد أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، منذ بداية العام الجاري، بدأت الحكومات في اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه مواطنيها، وإلزامهم بالمكوث في المنزل لساعات طويلة، وصلت إلى 24 ساعة في بعض المدن الكبيرة، علاوة على العزل التام لكبار السن والأطفال، الأمر الذي دفع بنمو كبير في قطاع اقتصاد المنزل (الاقتصاد المنزلي) «Homebody Economy»، وعزز من دور شركات التكنولوجيا في البحث عن تقنيات وأدوات وحلول جديدة يمكن الاعتماد عليها في تسهيل حياة الإنسان داخل المنزل، وطوال فترة الحجر الصحي، وهو ما أضاف العديد من التقنيات التكنولوجية الجديدة لسوق اقتصاد المنزل عالمياً، والتي من المتوقع أن تشهد استثمارات كبيرة فيما بعد كورونا، وتساهم في ابتكار حلول وأدوات تكنولوجية جديدة لخدمة الإنسان.

وأكدت دراسة استطلاعية استشرافية بعنوان: «عالم ما بعد كورونا: تقنيات وحلول تكنولوجية تقود مستقبل العالم»، أصدرتها مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف في الشهر الماضي، أن عالم ما بعد كورونا سوف يعزز تكنولوجيا خدمة الإنسان بالدرجة الأولى، ويزيد من فاعلية الحلول التي تدعم حاجات الإنسان الصحية والاجتماعية بعيداً عن الرفاهية المفرطة التي بدأت قبل كورونا.

تقنيات التطبيب عن بُعد



في العام 2019، وصل حجم سوق التطبيب عن بُعد إلى ما يقارب من 45 مليار دولار، مع توقعات بنمو سنوي 19% ما بين عامي 2020 – 2026، حيث تعتمد دور الرعاية الصحية على استخدام الاتصالات الإلكترونية لتوفير خدمات الرعاية للمرضى في المناطق النائية.


وبسبب انتشار استراتيجية التباعد الاجتماعي للتقليل من انتشار عدوى،COVID-19 يمكن للأطباء الاستفادة من تكنولوجيا الطب عن بُعد لتوفير مرافق الرعاية الصحية للمرضى، وبالتالي تعزيز التباعد الاجتماعي وتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقاً لتقرير لـ «Global Market Insights»في الشهر الجاري.

وتضيف الدراسة: «أنه وفي ظل استمرار أزمة كورونا، فمن المتوقع فعلاً أن يصل حجم سوق التطبيب عن بُعد مع نهاية العام الجاري 2020، إلى أكثر من 150 مليار دولار، أي بزيادة أكثر من 200% عن العام السابق، خاصة في ظل ظهور أدوات جديدة وتطبيقات الهواتف الذكية المتنوعة، والتي سهلت على المريض التواصل المباشر مع دور الرعاية، ناهيك عن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتابع حالات المريض، وتحليل البيانات الخاصة به وهو داخل بيته أو في أماكن عمله».

ومن ضمن تلك التقنيات الجديدة في مجال الرعاية الصحية العامة والمنزلية مثلاً:

أجهزة التنفس الصناعي الذكية، حيث نجحت شركة «Isinnova» الإيطالية، في تصميم جهاز تنفس صناعي خلال ساعة واحدة عن طريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، بكلفة (يورو واحد).

تطوير أقنعة جديدة بتقنية مصيدة الجرثوم.«Germ Trap»

الخوذة الذكية، حيث نجحت شركة التكنولوجيا Kuang-Chi ومقرها شنتشن في تطوير «الخوذة الذكية» من قبل للحد من تفشي الوباء، فهي تساعد على قياس درجة حرارة أي شخص في محيطها البالغ نصف قطره 5 أمتار.

تقنيات مالية جديدة

وعلى مستوى القطاع المالي مثلاً، ساهمت الأزمة في ابتكار تطبيقات دفع إلكتروني عديدة عن طريق الهواتف الذكية «مجرد التلامس»، وكذلك أدت أزمة كورونا إلى التوسع في ابتكار تقنيات ومنصات جديدة في مجال الدفع الإلكتروني، سواء للشراء أونلاين، أو للدفع بالطرق العادية، في ظل خوف الكثيرين من أن النقود يمكن أن تكون سبباً لنقل فيروس كورونا المستجد، ما أدى لبعض الدول بالتوسع في عمليات الدفع الإلكتروني، واستخدام المحافظ الإلكترونية لهذا الغرض.

مثال منصة الدفع عبر الإنترنت،«Boku» أكدت في مارس الماضي، أنها استفادت من ارتفاع حالات الحظر المنزلي وسط تفشي جائحة كورونا، ما أدى إلى زيادة بنسبة 30% في حجم المدفوعات إلى 966 مليون دولار في يناير وفبراير، وزاد متوسط أحجام المدفوعات بنسبة 2.5% في فبراير مقارنة بشهر يناير مع انتشار الفيروس عبر المزيد من الدول.

والمنصة تُمكن المستخدمين من الدفع مقابل خدمات الألعاب والموسيقى والفيديو على الإنترنت.

وهو ما أكده بيتر جوردون، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس المدفوعات الناشئة في :«U.S. Bank»: أعتقد أن هذه فرصة للانتقال إلى الرقمية المالية، حيث ستشهد منصات مثل Zelle و PayPalوالخدمات المصرفية عبر الإنترنت نمواً كبيراً، أعتقد أن هذه الأزمة ستسرع وتحرك الناس لاستخدام جميع أشكال الخدمات المالية الرقمية.

وزادت تلك الأدوات والتقنيات الجديدة في مجال الدفع أونلاين من نسبة المخاطر التي يتعرض لها المستهلكون أيضاً، حيث زادت عمليات الاحتيال الإلكتروني، وابتكار أدوات وتطبيقات جديدة تسهل في سرقة بيانات بطاقات الدفع المختلفة.

تقنيات الواقع المعزز

تعد أدوات الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط، الأدوات الأفضل لبيئة العمل من المنزل أو الدراسة عن بُعد، الأمر الذي أصبح أداة فعَّالة والتي من المتوقع أن تشهد انتشاراً واسعاً في عالم ما بعد جائحة كورونا (كوفيد-19).

الروبوت وتحليل البيانات

حيث أصبح الروبوت أداة أساسية في تحليل البيانات الضخمة الخاصة بوباء كورونا في العديد من الدول، واعتمدت بعض وسائل الإعلام على صحافة الذكاء الاصطناعي، من طباعة ثلاثية الأبعاد، أو تحليل البيانات الضخمة في تتبع الأخبار الصحيحة من مصادرها فيما يتعلق بعدد الإصابات والوفيات نتيجة لكورونا، إضافة إلى التعرف على الأخبار الزائفة، ونشر المحتوى الصحيح.

الطائرات المُسيَّرة

وفي عالم اليوم، وبعد تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في أرجاء المعمورة، تستخدم العديد من الدول الطائرات المسيرة لقياس نبضات القلب ومعدلات التنفس، والتعرف على درجات الحرارة لمن يجوبون الشوارع والطرقات، كما تستخدم الطائرات المسيرة كذلك في الوصول إلى المناطق النائية لنقل الطعام والسلع الغذائية والأدوية وغير ذلك من الأغراض، ما يمهد الطريق لمستقبل هذا النوع من الطائرات كأداة يُمكن بفضلها أن تخدم الإنسانية وتساعد في ذلك.

المحتوى الرقمي

بلغت قيمة قطاع الفيديو حسب الطلب عالمياً 56.55 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 120.91 مليار دولار بحلول عام 2025، بمعدل سنوي مركب نسبته 13.5%، خلال الفترة المتوقعة 2020-2025، وفقاً لتقرير .«Mordor Intelligence report»

وبعد أزمة كورونا، سيشهد العالم اعتماداً كبيراً على تقنيات وأدوات جديدة تنقل المحتوى الرقمي للجمهور في أي مكان، وسيصاحب ذلك نمو كبير في اعتماد الجمهور على الهواتف الذكية أكثر في مشاهد المحتوى المفضل لديهم، دون التقييد بمكان أو زمان.

وهناك العديد والعديد من الأدوات التكنولوجية الجديدة التي ابتكرها العالم وقت أزمة كورونا، وستشهد نمواً في عالم ما بعد كورونا في عدة مجالات، وخاصة في اقتصاد المنزل.