الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

عمالقة التكنولوجيا الصينيون ضحية التصعيد بين أمريكا والصين

عمالقة التكنولوجيا الصينيون ضحية التصعيد بين أمريكا والصين

ترى صحيفة ذا هيل الأمريكية أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين وسط أزمة كوفيد-19 تسبب صداعاً شديداً لشركات التكنولوجيا المملوكة للصينيين مثل عملاق الاتصالات هواوي وتطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك.

وقالت الصحيفة على لسان ماغي ميلر إن المشرعين قلقون أساساً من مجموعات التكنولوجيا الصينية قبل انتشار وباء كورونا بسبب قانون عام 2017 الذي يطلب من جميع الشركات والمواطنين الصينيين مشاركة المعلومات الحساسة مع الحكومة الصينية إذا طُلب منهم ذلك.

وتبين ميلر أن المزاج السائد في العاصمة واشنطن وفي إدارة ترامب يتحول سريعاً ضد هذه المجموعات الصينية وسط تصاعد التوترات مع بكين حول أسباب أزمة كوفيد-19، والحملة القمعية الأخيرة على هونغ كونغ، والحرب التجارية المستمرة.



وتضيف أن السيناتور أنجوس كينغ، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أقرّ بأن العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة والصين «صعبة».


وكانت ذا هيل نقلت تصريح كينغ للصحفيين يوم الجمعة الذي قال فيه: «أشعر بتزايد التهديدات من جانب الصين». وأضاف «أعتقد أنه من غير الواقعي عدم الاعتراف بأن العلاقة مع الصين ليست جيدة في الوقت الحالي، وما نتحدث عنه الآن بشأن هواوي هو مجرد جزء منها».

وقّع أنجوس كينغ الأسبوع الماضي بصفته راعياً مشاركاً على قانون الاستفادة من اتصالات الحلفاء الاستراتيجيين (الولايات المتحدة الأمريكية)، وهو مشروع قانون يهدف إلى الاستثمار في إنشاء بدائل لمعدات الاتصالات من مجموعتي الاتصالات الصينية هواوي وZTE.

وذكر للصحفيين أنه يأمل أن يمضي مشروع القانون الذي يحظى بدعم من الحزبين من قادة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، قدماً في الأشهر القليلة المقبلة.

وأضافت ميلر أن شركة هواوي، وهي أكبر منتج لمعدات 5G حول العالم، موضع شكوك كبيرة قبل وأثناء وباء كوفيد-19.

وبينت ميلر كيف اتخذت إدارة ترامب والمشرعون من الحزبين العديد من الخطوات للحد من قدرة الشركة على القيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة، بما في ذلك وضع هواوي على القائمة السوداء وتصنيفها على أنها مصدر تهديد للأمن القومي.

وأكملت ميلر أنه وفي أحدث ضربة لهواوي، أصدرت وزارة التجارة قانوناً يقيد قدرة هواوي على استخدام التكنولوجيا والبرمجيات الأمريكية لتصنيع أشباه الموصلات، مما يمنع الشركة من الوصول إلى حصة كبيرة من إنتاج الشرائح.

وأخبر دون موريسي، مدير شؤون هواوي في الكونغرس صحيفة ذا هيل أنه قلق من الوضع الجيوسياسي الذي يفاقم سوء علاقة هواوي مع المشرعين في الكونغرس.

وأضاف موريسي: «إنها تؤثر على شعور الناس عنا بشكل خاص»، مشيراً إلى الحرب التجارية المستمرة وزيادة الصراع حول معالجة الصين لوباء كوفيد-19.

وأوضح: «إنه ليس مكاناً مريحاً، لكننا واقعيون، ونأمل أنه بينما نتغلب على ذلك يمكن أن يتحسن الجو العام»، مضيفاً: "يمكن لأي مراقب أن يخبرك أن الاحتكاكات قد زادت بين الولايات المتحدة والصين."

وترى ميلر أن هواوي وZTE لم تكونا شركتي التكنولوجيا الصينية الرئيسيتين الوحيدتين اللتين تخضعان للتدقيق، إذ خضع تطبيق الفيديو المشهور تيك توك، الذي شهد ارتفاعاً كبيراً في شعبيته خلال الحجر الصحي، وشركة بايت دانس، الشركة الصينية التي تمتلك تيك توك، إلى التدقيق من قبل المشرعين في الأسابيع الأخيرة.

وتستشهد ميلر بالتحالف بين نواب من الحزبين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ مؤخراً للتحذير من تيك توك بسبب مخاوف من أنه انتهك تسوية مع لجنة التجارة الفيدرالية حول حماية خصوصية الأطفال.

وتشرح ميلر أن مجموعة من النواب الديمقراطيين بقيادة النواب جان شاكوسكي وآن كوستر كانوا قد وجهوا رسالة لرئيس لجنة التجارة الفيدرالية جوزيف سيمونز الشهر الماضي ورد فيها: «بالنظر إلى المخاوف المعقولة من احتمال أن يكون لدى الحكومة الصينية إمكانية وصول إلى البيانات التي تجمعها تيك توك عن الأمريكيين، فمن المقلق للغاية أن الشركة تنتهك عن عمد قوانين خصوصية البيانات الأمريكية».

ذهب النائب جيم بانكس إلى أبعد من ذلك واقترح تشريعاً في أبريل لإضافة تحذير للأمن القومي من تطبيق تيك توك والتطبيقات الأخرى التي تعتبر خطراً على الأمن القومي.

ورد تيك توك مؤخراً بتعيين مدير تنفيذي سابق لشركة ديزني الأمريكية للعمل كمدير تنفيذي، لكن «ذا هيل» ترى أن المخاوف بشأن الشركات الصينية انتشرت إلى أبعد من مجرد شركات التكنولوجيا لتصل إلى عالم النقل.

وذكرت الصحيفة أن النائبين رون رايت ومارك فيسي قدما قانوناً الشهر الماضي لحظر استخدام الأموال الفيدرالية لشراء معدات المطارات المصنوعة في الدول التي قد تشكل تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة، مثل الصين، وأشارا إلى الحاجة إلى دعم الوظائف الأمريكية في الوقت الذي تتعامل فيه البلاد مع وباء كوفيد-19، وأشارا على وجه التحديد إلى مخاوف بشأن شركة CIMC-Tianda المملوكة للصين، والتي تصنع جسور صعود الركاب على متن الطائرات.

وختمت الصحيفة بالقول: في حين أن التوترات المتزايدة تشكل تهديداً للعديد من الشركات المملوكة للصينيين، لا يزال كينغ ينظر إلى هواوي وZTE على أنهما من بين أكبر التهديدات بسبب استخدام مجموعات الاتصالات الأمريكية معداتها، نحن بحاجة إلى الحذر من تيك توك، ولكن أعتقد أن ثمة مستوى مختلف من المخاطر عن هواوي ومحور 5G .