الأربعاء - 21 مايو 2025
الأربعاء - 21 مايو 2025

كيف تعمل كاميرات التصوير الخاصة بفيروس كورونا؟

كيف تعمل كاميرات التصوير الخاصة بفيروس كورونا؟

في ضوء تخفيف عمليات الإغلاق، تظهر كاميرات التصوير الحراري في جميع الأماكن العامة لتقييم الحالة الصحية للناس.



وجدت إن بي سي نيوز أنّ أكثر من 10 شركات أمنية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين تقوم بتسويق هذه التقنيات باعتبارها قادرة على كشف الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بفيروس كورونا عبر تحري الحمى بين الحشود.

ولا تعتبر هذه الشركات التي تسوق لكاميرات التصوير نفسها أنها شركات تبيع أجهزة طبية، وبالتالي فإنها لا تسعى للحصول على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير، على الرغم من أنها تدعي أن تقنية كاميراتها دقيقة في قراءة درجة حرارة الجسم بدقة تصل إلى نصف درجة مئوية.

ماذا تفعل كاميرات التصوير الحراري؟

تكتشف الكاميرات الحرارية الحرارة المشعة من الجسم - عادة من الجبهة - باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء، ثم تقدر درجة حرارة الجسم الأساسية، لذا تعد هذه الكاميرات أداة قوية للغاية، غالباً ما يستخدمها رجال الإطفاء لتتبع الجمر المشتعل وتستخدمها الشرطة للبحث عن المشتبه بهم خارج مجال رؤيتهم.

لكن لم تصمم لتكون أجهزة طبية. ما مدى فائدتها في الوباء الحالي؟

يمكن أن تعطي قياساً دقيقاً نوعاً ما لدرجة حرارة الجلد بدقة تصل لحدود نصف درجة - ولكن ليست نفس درجة حرارة الجسم.

يقول ديريك هيل، أستاذ علوم التصوير الطبي من يونيفرستي كوليدج لندن إنّ: «هذه الأجهزة بشكل عام أقل دقة من موازين الحرارة الطبية».

وتضيف إن بي سي نيوز أن القراءة الدقيقة لدرجة حرارة الجسم الأساسية ليست سهلة، على الرغم من أنه يمكن قياسها على الجبين وفي الفم والأذن وتحت الإبط، فإن الطريقة الأكثر دقة هي قراءتها عبر المستقيم.

ما درجة حرارة الجسم الطبيعية؟

حوالي 37 درجة مئوية (98.6 فهرنهايت)، عادة ما تعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا بلغت 38 درجة مئوية أو أكثر، لكن درجة الحرارة الطبيعية يمكن أن تختلف من شخص لآخر وتتغير خلال النهار، ويمكن أن تتقلب أيضاً خلال الدورة الشهرية للمرأة.

هل تكتشف الكاميرات الحرارية فيروس كورونا؟

لا، إنها تقيس درجة الحرارة فقط، ويعدّ ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى أحد الأعراض الشائعة للإصابة بالفيروس إلى جانب الأعراض الأخرى التي تشمل الغثيان والصداع والتعب وفقدان الذوق أو الرائحة.

ولكن لا يعاني كل شخص مصاب بالفيروس من ارتفاع في درجة حرارته وليس كل من لديه درجة حرارة عالية مصاباً بفيروس كورونا.

وبالتالي لن تكشف الكاميرات الحرارية الأشخاص المصابين بأعراض أخرى أو بدون أعراض على الإطلاق (الحالات السلبية الكاذبة)، كما أنها ستكشف الأشخاص الذين يعانون من الحمى لسبب آخر – (الحالات الإيجابية الكاذبة).

تلاحظ منظمة الصحة العالمية أن فحص درجة الحرارة وحده قد لا يكون فعالًا للغاية لأنه لا يكشف المسافرين الذين يحتضنون المرض أو قد يخفي المسافرون أعراض الحمى أثناء السفر، أو قد ينتج عن القياس نتائج إيجابية كاذبة (حمى لسبب مختلف).



إذاً، هل الكاميرات الحرارية مفيدة؟


تقول منظمة الصحة العالمية إن فحص درجات الحرارة «بحد ذاته» قد لا يكون فعالاً للغاية، ويجب إعداد الكاميرات بشكل صحيح ومراعاة درجة الحرارة المحيطة، ويكمن الخطر في أن الكاميرات يمكن أن تمنح العاملين إحساساً زائفاً بالأمان.

ويؤكد جيمس فيريمان، أستاذ الرؤية الحسابية من جامعة ريدينغ: «إنها... أداة واحدة فقط من بين أدوات عديدة».

ووجدت دراسة حديثة أجريت في آيسلندا تبحث في الاختبارات التي أجراها جزء كبير من السكان أن 50 % من جميع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم لم تظهر لديهم أي أعراض.

وأكد الدكتور جوزيف فير، عالم الفيروسات وعلم الأوبئة، في إشارة إلى كوفيد-19: «أن المشكلة الكبرى هي أن الحمى لا تظهر لدى جميع المصابين، والغالبية العظمى من الحالات تكون حرارتهم خفيفة إلى معتدلة، ولدينا أناس لا تظهر عليهم أعراض أيضاً وهم مُعدون جداً».

ماذا لو كنت أرتدي قناع وجه أو غطاء؟

يجيب البروفيسور فيريمان: «من المحتمل أن تتأثر الحرارة التي تنبعث من الجلد بارتداء أقنعة الوجه»، لهذا السبب تعتمد معظم قياسات درجة الحرارة الجبين المكشوف عادة.

هل ستكون درجة حرارتي أعلى إذا كنت أمارس الرياضة؟

لَيسَ بالضرورة، تنخفض درجة حرارة الجلد أثناء ممارسة التمارين الرياضية بسبب تعرق الجلد، فالجسم ماهر جداً في تنظيم درجة حرارته حتى بعد التمرين، لذلك يجب أن تكون الحرارة مرتفعة جداً بالفعل حتى تظهر.

كيف يمكن قياس درجة حرارتي؟

بواسطة موازين حرارة محمولة موجهة إلى الجبين لا تحتاج إلى لمس الجلد، ولكن يجب أن تكون على بعد بضع سنتيمترات منه.

ويشير البروفيسور هيل إلى أنه على الرغم من دقتها في قياس درجة حرارة الجلد فإنها تكشف الحمى بشكل صحيح حوالي 90% من الوقت مقارنة بمقياس الحرارة المستقيمي.

أين أتوقع اختبار درجة الحرارة؟

الماسحات الحرارية موجودة الآن في بعض المطارات، حيث تنشر حالياً أنظمة الكاميرات الحرارية التي تقوم بمسح الحشود في المطارات حول العالم، بما في ذلك في المجر وتركيا والمكسيك وسنغافورة وجامايكا ودولة الإمارات العربية المتحدة.

كما ذكرت صحيفة فوربس أن المطارات في آسيا - مثل مطار هونغ كونغ الدولي - لطالما استخدمت الكاميرات الحرارية لفحص درجات حرارة المسافرين الوافدين، ولكن في عالم ما بعدCOVID-19، بدأ الغرب في استخدام التكنولوجيا أيضاً، كما تبنت مستشفى في دبلن مؤخراً نظام مسح درجة الحرارة بالكاميرات.

وستقوم المدارس بنشر موازين الحرارة المحمولة لفحص الأطفال كل صباح، ويتطلع بعض أصحاب العمل إلى إدخال فحص حرارة الموظفين في أماكن العمل.

هل عليّ الخضوع لاختبار درجة الحرارة في العمل؟

بموجب قانون العمل في المملكة المتحدة، يجب أن يوافق الأفراد قبل أن يتمكن صاحب العمل من فحص درجة حرارة الموظفين. وسوف تسمح بعض عقود العمل بالفعل بإجراء هذا النوع من الاختبارات، بما يسمى «الموافقة الضمنية».

إذا لم يوافق الموظفون - ولم تكن هناك سياسة متفق عليها مسبقاً تغطي الوضع - فإن قياس درجة حرارة شخص ما أمر غير قانوني، بحسب الهيئة المهنية للموارد البشرية وتنمية الموارد البشرية، ويجب على أصحاب العمل أيضاً التعامل مع المعلومات الطبية التي يجمعونها بشكل عادل وشفاف.

وذكر جاي ستانلي، كبير محللي السياسات في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية المتخصص في تقنيات المراقبة، إنه إذا كانت هذه التقنيات فعالة في منع انتشار فيروس كورونا، فيجب استخدامها..

وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الوباء دفع المسؤولين الفيدراليين إلى مراجعة القواعد المعمول بها حول مكان العمل وتوظيف الحماية، بما في ذلك من خلال السماح لأصحاب العمل بأخذ درجات حرارة العمال كلما رأوا ذلك ضرورياً وإقالة العمال الذين يعانون من إصابات مؤكدة.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الشهر، أن أحد العمال الذين ماتوا تناول دواء تايلينول لخفض درجة حرارته خوفاً من طرده من العمل، كما دفع بعض العمال إلى اتباع وسائل خطيرة لمنع درجة حرارتهم من حرمانهم من العمل.