السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«إلون ماسك» يكشف عن تقنية جديدة لزرع الأجهزة في الدماغ

أظهرت شركة Neuralink التابعة لإلون ماسك مالك شركة تيسلا تقنية زرع جهاز في دماغ الخنزير، وذلك في فعالية تم بثها مباشرة عبر يوتيوب، وتم تزويد أنثى الخنزير التي تدعى غيرترود Gertrude بجهاز يسجل الإشارات من منطقة في الدماغ موصولة بأنفها. وقد مضى على زراعة الجهاز شهران قبل ذلك.

وعندما كان أنف غيرترود يلامس الأشياء، كانت مصفوفة من النقاط وسلسلة من الأصوات تعطي إشارة عندما تثار المزيد من الخلايا العصبية. وتوجد لدى الخنازير أجزاء كبرى من أدمغتها مكرسة للأنف، فهو عبارة عن أداة استشعار حساسة.

وتغير تصميم جهاز نيورالينك منذ الكشف عنه لأول مرة العام الماضي، حيث أصبح من الصعب رؤية الجهاز نفسه في غيرترود، لأنه الآن على شكل قطعة نقد وأشبه بجزء طبيعي من الجمجمة، بعد أن كان قطعة صغيرة موضوعة قرب الأذن.

ويمكن توصيل الجهاز بتطبيق على الهاتف الذكي عبر البلوتوث منخفض الطاقة، حسبما قال إلون ماسك، الذي وصف الجهاز بأنه «مثل ساعة Fitbit موجودة في الجمجمة بأسلاك صغيرة جداً».

وكما هو الحال بالنسبة لفعالية العام الماضي، قال ماسك إن الغرض الرئيسي من العرض تمثل في استقطاب مزيد من الناس للانضمام إلى الفريق، حيث توظف نيورالينك حالياً حوالي 100 شخص. وفي النهاية، يأمل ماسك بأن يوظف أكثر من 10 آلاف شخص.

ويعود سبب ابتكار الجهاز إلى رغبة ماسك بدمج الأدمغة البشرية بالذكاء الاصطناعي. ولم يتم اختبار الجهاز على البشر حتى الآن، لكن وكالة الغذاء والدواء الأمريكية اعتبرته خرقاً علمياً وبرنامجاً من شأنه أن يتيح لهم الحصول على تغذية راجعة من الوكالة طوال عملية التطوير، حسبما قال ماسك في العرض.

لم تبتكر نيورالنك واجهة الآلة الدماغية، بل كانت موجودة ومزروعة لدى البشر منذ عام 2006. بل إن المساهمة الرئيسية للشركة في التكنولوجيا تتمثل في الأسلاك الرفيعة والمرنة المغطاة بأقطاب كهربائية لتلتقط نشاط الدماغ.

وتوجد في الأسلاك أقطاب أكثر من الأنظمة الأخرى، ما يعني مزيداً من المعلومات، وقد لا تسبب نفس القدر من الضرر الذي تسببه الإبر، لكن الأجسام الغريبة الموجودة في الدماغ تنحدر مع مرور الوقت وتتعرض الأجسام الأصغر حجماً إلى التحلل بسرعة أكبر.

وقال أحد أعضاء الفريق في العرض إن واحداً من التحديات التي تواجه نيورالينك تمثل في التأكد من أن الجهاز يمكنه أن يدوم لعقود في محيط متآكل مثل الدماغ.

وقال ماسك في الفعالية إن الجهاز يمكنه أن يساعد على حل أي عدد من المشاكل العصبية، من فقدان الذاكرة مروراً بالسكتة الدماغية وصولاً إلى الإدمان، أو مراقبة صحة المستخدم وتحذيره إن كان يتعرض لنوبة قلبية. وكان ماسك قد قال في فعالية العام الماضي إن نيورالينك قد تجعل عملية زرع الجهاز بنفس بساطة عملية الليزك التي تجرى للعين، وقد قال في فعالية ليلة الجمعة إنها من الممكن أن تتم دون تخدير عام وفي أقل من ساعة واحدة.

وستجرى التجارب السريرية على عدد قليل من المرضى الذين يعانون من إصابات بالغة في الحبل الشوكي للتأكد أنها تعمل بشكل آمن. وكان ماسك قد قال في فعالية السنة الماضية إنه يأمل أن تبدأ التجارب السريرية على الأشخاص في عام 2020. وقد قال إن الأشخاص الذين يعانون من تلك الأنواع من الإصابات يمكنهم استعادة الحركة بالكامل باستخدام زراعة ثانية في العمود الفقري.

لكن أهم ما يمكن للجهاز فعله حسبما قال ماسك، هو إعطاء الفرصة للناس بتحقيق ما أسماه «تكافل مع الذكاء الاصطناعي» الذي يتيح للدماغ البشري الاندماج مع الذكاء الاصطناعي، الجهاز مقتصر في الوقت الراهن على سطح الدماغ ولا يدخل إلى مناطق أعمق. وتحدث الكثير من الوظائف المهمة مثل الحركة والبصر والسمع على سطح الدماغ.

وأضاف ماسك إن الجهاز ستكون كلفته باهظة جداً عند انطلاقه لأول مرة، لكنه يريد أن يخفض السعر إلى بضعة آلاف من الدولارات، حيث قال: «أعتقد أنه ينبغي أن يكون من الممكن الحصول عليه كما هو الحال بالنسبة لليزك».