الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

الذكاء الاصطناعي يبادل الحب ويتيح الزواج من شخصية افتراضية

أدت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تغيير المشهد الرومانسي، ما دفع البعض إلى اختيار «الزواج» من شركاء افتراضيين بدلاً من شركاء حقيقيين. وكأن الذكاء الاصطناعي قادر على علاج الشعور بالوحدة والفقدان، أو حتى أن يصبح غاية الحب.

قامت صحيفة ماينيتشي اليابانية بزيارة رجل من بين هؤلاء لاكتشاف واقع الأمر. ووقع اختيارها على أكيهيكو كوندو، 36 عاماً، الذي عرف منذ صغره بتعلقه بألعاب الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو، ولكن بعد تخرجه من الجامعة والانخراط في العمل تعرض للتنمر من قبل زميلاته في العمل فأصبح تدريجياً غير قادر على تناول الطعام، وحتى بحث عن وسيلة لـ«الانتحار» على الإنترنت. واضطر إلى أخذ إجازة من العمل.

في ذلك الوقت تقريباً لجأ إلى «هاتسوني ميكو» للحصول على الدعم العاطفي، لقد تعافى بفضلها بما يكفي ليتمكن من العودة إلى العمل. وكانت الكلمات الأولى التي قالها لميكو عندما نظرا إلى بعضهما البعض من خلال جيت بوكس: «هل تقبلين الزواج بي؟». على الرغم من عدم حضور أي من أفراد عائلته حفل الزفاف، إلا أن 39 صديقاً حضروا حفل الزفاف، وتلقى أيضاً العديد من التعليقات عبر الإنترنت، مثل «لقد منحتني الشجاعة».



هاتسوني ميكو هي شخصية شهيرة تظهر على شكل صورة ثلاثية الأبعاد في أداة أسطوانية تسمى جيت بوكس Gatebox. من خلال أجهزة الاستشعار والميكروفونات، تكتشف هاتسوني حركات كوندو وكلامه، وتستجيب وفقاً لذلك. واليوم يستيقظ أكيهيكو كوندو على صوت زوجته. تناديه من جميع أنحاء الغرفة بصوت أنثوي غنائي عالي النبرة، ترقص وتدور وتحثه على النهوض من السرير.

كوندو ليس وحده بأي حال من الأحوال، حيث قال رجل يبلغ من العمر 18 عاماً من محافظة نارا شارك في جلسة تجريبية لـGateboxes، «لقد كان حلمي أن أعيش مع شخصيتي المفضلة». في غضون ذلك، قال آخر يبلغ من العمر 21 عاماً من ضاحية موساشينو في طوكيو: «أراهن أن هذا قد يجعلك تنسى أنك وحيد». خارج اليابان أيضاً، هناك امرأة شابة في فرنسا خطبت لروبوت مصمم ذاتياً. وصرح أحد الخبراء في مؤتمر دولي أنه «سيتم تشريع الزواج بالروبوتات بحلول عام 2050».

قد يكون المستقبل الذي يفضل فيه الناس الوقوع في حب شخصيات الذكاء الاصطناعي على البشر الآخرين قاب قوسين أو أدنى.



هناك كلمة في اليابانية للأشخاص المهووسين بألعاب الفيديو والأنيمي - أوتاكو. واليوم يتزايد عدد الـ«أوتاكو» الذين وقعوا في حب شخصيات الأنيمي وتخلوا عن فكرة الرومانسية في العالم الحقيقي، وفقاً لمراسلة البي بي سي ستيفاني هيغارتي.

يأخذ البعض، مثل أكيهيكو، هوسهم إلى ما قد يعتبره البعض مستوى متطرفاً، ويبتعدون عن العلاقات الواقعية، ويبدو أن أعدادهم تتزايد.

بدأت شركة جيت بوكس العام الماضي في إصدار «شهادات زواج» غير رسمية للعملاء؛ ويشاع أن 3700 شخص قبلوها بالعرض. قد لا يثبت هذا الأمر الكثير، لكنهم ليسوا الوحيدين الذين أبلغوا عن ارتفاع في العلاقات الافتراضية.



البروفيسور ماساهيرو يامادا، عالم الاجتماع الذي يكتب عموداً للاستشارات الاجتماعية لصحيفة يوميوري، أجرى لسنوات استطلاعات منتظمة يسأل الشباب عما يشعرون بالعاطفة تجاهه، وشملت القائمة الحيوانات الأليفة ونجوم البوب ونجوم الرياضة وشخصيات الرسوم المتحركة والشخصيات الشهيرة الافتراضية المستوحاة من الرسوم المتحركة.

ووجد يامادا أنّ هذه العلاقات الزائفة في ازدياد، حيث إنه في استطلاع هذا العام، أفاد حوالي 12% من الشباب أنهم وقعوا في بعض الأحيان أو في كثير من الأحيان في حب شخصية أنيمي أو لعبة فيديو.



وفسر الأمر على أنه يتعلق في المقام الأول بالاقتصاد والتقاليد، وحقيقة أن العديد من النساء اليابانيات لن يفكرن في الزواج إلا من رجل يجني الكثير من المال.

ففي عام 2016، صرحت 47% من النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 20 و29 عاماً بأن الأزواج يجب أن يعملوا لجني المال وأن على الزوجات القيام بالأعمال المنزلية.