الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تقنيات تكنولوجية تحارب الشيخوخة

تقنيات تكنولوجية تحارب الشيخوخة

تعمل شركة سيرا كير Cera Care" مزود خدمات الرعاية التقنية" ومقرها في المملكة المتحدة، على المساعدة في ترتيب شؤون رعاية المسنين في المنازل باستخدام منصة رقمية تجد ما يطابق طلب العملاء من بين مجموعة من مقدمي الرعاية المتاحين. وتستخدم أوبر لنقل المرضى ذهاباً وإياباً إلى المستشفيات وتحديد المواعيد والتوصيل عند الطلب وشراء الوصفات الطبية للعملاء من الصيدليات.

وتتزايد حالياً أهمية الشركات الجديدة والذكية كهذه الشركة؛ إذ إن ما يقرب من 1 من بين كل 5 من مواطني الاتحاد الأوروبي يزيد عمره على 65 عاماً، ويتوقع أن يرتفع العدد بسرعة في العقود القادمة. ويتكرر هذا النمط نفسه على الصعيد العالمي، حيث يتضاعف سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً منذ عام 1980 إلى نحو مليار، وسوف يتضاعف مرة أخرى بحلول عام 2050، بحسب ما ذكر موقع بي بي سي للتكنولوجيا، ولمواجهة هذا التحدي تعمل الشركات على تصميم نماذج تسمح لكبار السن بحياة صحية ومستقلة.

يشير بن ماروثابو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ«سيرا كير» لـ«بي بي تكنولوجيا» إلى أن "1 من 3 أشخاص ولدوا اليوم سيعيش حتى 100 عام، ويتمثل التحدي بالنسبة لقطاع رعاية المسنين في عدم توفر دور رعاية كافية كما أن معظم الناس يفضلون الحصول على الرعاية في منازلهم".



ودخلت سيرا عام 2019، في شراكة مع شركة IBM لتجربة تركيب مستشعرات في المنازل، تقوم بجمع البيانات وتنبه مقدمي الرعاية على مدار الساعة إذا سقط المقيم أو تعرض لحادث ما.


ومع ذلك، أثيرت ملاحظات تحذيرية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي بسبب احتمال تراجع الشفافية في القرارات السريرية، وتزايد المخاوف بشأن خصوصية المريض، وزيادة احتمال الاستبعاد الاجتماعي.

أطلقت حكومة المملكة المتحدة في استراتيجيتها لعام 2019، على سبيل المثال، «تحدياً كبيراً» يتمثل في إضافة 5 سنوات من الحياة الصحية لكل من مواطنيها بحلول عام 2035، وفي الوقت نفسه، أمضت شركة كاليكو التابعة لشركة كاليفورنيا لايف السنوات السبع الماضية وأنفقت 2 مليار دولار في البحث عن علاجات تمكن الناس من عيش حياة أطول وأكثر صحة.

وذكرت جودي كامبيسي -أستاذة علم الأحياء في معهد باك لأبحاث الشيخوخة في كاليفورنيا- أن تحسين النظام الغذائي والتمارين الرياضية والتفاعلات الاجتماعية مهم جداً إلى جانب تحفيز التحديات الفكرية والمشاركة أو الأنشطة العقلية الأخرى. ولكن السؤال من سيوفر تلك المشاركة والتفاعل الاجتماعي، إذ مع تقلص إجمالي عدد العاملين مقارنة بالمتقاعدين، سينمو عدد المحتاجين للرعاية في الوقت الذي تتقلص فيه الموارد وميزانيات الرعاية الصحية. ولا عجب أن الناس يتطلعون إلى التكنولوجيا لتحمل المسؤولية.

على سبيل المثال، مُنحت جائزة الشيخوخة الذكية لعام 2018 من مركز أبحاث الابتكار البريطاني نيستا إلى Norwegian Komp، وهو جهاز لوحي من زر واحد يستهدف المستخدمين المسنين صمم على طراز أجهزة التلفزيون ويوفر طريقة مبسطة لمشاركة الصور وإجراء مكالمات فيديو مع العائلة والأصدقاء.

بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى تواصل مستمر، يوجد بيبر، الروبوت الضئيل الذي صنعته مجموعة سوفت بنك اليابانية. كما صُمم كيربوت الياباني اللطيف ليكون تجربة علاجية لمرضى الخرف، وكثير منهم لا يدركون أنهم يحملون روبوتاً وليس جرو فقمة حيث يبدو الروبوت كما لو كان حيواناً حقيقياً.

أنطونيو كونغ الرئيس التنفيذي لشركة Trialogue، وهي شركة ابتكارات تكنولوجية مقرها فرنسا. ترأس عام 2016 مشروعاً مدته 3 سنوات لتطوير الروبوتات الداعمة لكبار السن. كان النموذجان هما بودي، وهو «رفيق عاطفي» لطيف بحجم كلب، وآسترو، وهو مساعد مشي قوي وضخم. وفي حين أن ردود فعل كبار السن تجاه آسترو كانت عادية نظراً لكبر حجمه، فقد كان الوضع مع بودي مختلفاً. وذكر كونغ أن كبار السن يفضلون توافر ميزات إنسانية يمكن فهمها بشكل أفضل ويمكنها إجراء محادثة صوتية جيدة.

في النهاية، يمكن أن يخفف الروبوت الكثير من العزلة الاجتماعية.

تحتاج الولايات المتحدة إلى توظيف ما يقدر بنحو 2.3 مليون عامل رعاية بحلول عام 2025 لمواكبة الطلب، بينما تحتاج أستراليا إلى 100 ألف، وتعاني البلدان المتقدمة الأخرى من أوجه قصور أيضاً.

إن القوة العاملة المدعومة بالتكنولوجيا، والمدربة عبر الإنترنت والشراكة مع مساعدين افتراضيين، وأطباء حاضرين عن بعد، ومنازل مجهزة بأجهزة استشعار وروبوتات رفيقة يمكن الاعتماد عليها، هي مستقبل يتحول بسرعة إلى حقيقة واقعة وإن لم يكن بالسرعة الكافية.