السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سلوك جديد.. روبوت يُبدي تعاطفاً مع الآلات الأخرى

سلوك جديد.. روبوت يُبدي تعاطفاً مع الآلات الأخرى

من السهل بالنسبة للبشر التنبؤ بما سيفعله أصدقاؤهم وأحباؤهم بمجرد رؤيتهم يفعلون الشيء مرات لا تحصى. أمَّا بالنسبة للروبوتات، فإن تفكيرهم يكون أكثر سواداً وبياضاً وليس قابلاً للتكيُّف مع التغيير. لكن الباحثين في جامعة كولومبيا تمكنوا من تصميم روبوت يُبدي بصيصاً من التعاطف مع زميله الآلي.

صرح مؤلفو الدراسة بأن هذا الروبوت كان قادراً على التعلم والتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية لروبوت آخر بعد مراقبته له وهو يكافح في تجاوز عقبة معينة عدة مرات. وأشارت الدراسة إلى أن هذه المهارة تجعل من السهل عادة على الأشخاص العيش والعمل معاً في العالم الحقيقي. لسوء الحظ، كانت الروبوتات غير قادرة على إعادة إنتاج هذا النوع من التواصل الاجتماعي.

شرع فريق من معمل الآلات الإبداعية التابع لشركة كولومبيا للتصميمات الهندسية، في منح أجهزتهم القدرة على فهم وتوقع خطط الروبوتات الأخرى فقط من خلال التعلم المرئي لا غير.

صمم الباحثون روبوتاً صغيراً ووضعوه في قفص طوله 3 أقدام وعرضه قدمان. تمت برمجة هذا الروبوت للبحث عن دائرة خضراء على أرضية الصندوق والانتقال إليها. لجعل الأمر أكثر صعوبة، وضع مؤلفو الدراسة أيضاً علبة حمراء في الصندوق أدت إلى حجب رؤية الروبوت للدائرة. عندما لا يتمكن الروبوت من رؤية الدائرة الخضراء خلف الصندوق، فإنه ينتقل إلى دائرة مختلفة أو لن يتحرك على الإطلاق. في أثناء ذلك، كان روبوت آخر يراقب تحركات شريكه لمدة ساعتين، وعندئذ بدأ روبوت المراقبة يتنبأ المكان الذي سينتقل إليه شريكه اعتماداً على موقع الدوائر الخضراء. في النهاية، وجد الباحثون أن الروبوت يمكن أن يتنبأ بمسار روبوت الصندوق 98 من أصل 100 مرة.



ذكر المؤلف الرئيسي بويان شين أن: «النتائج الأولية مثيرة للغاية، إذ إن قدرة المراقب على وضع نفسه مكان شريكه، إذا جاز التعبير، والفهم دون توجيه، ما إذا كان شريكه يستطيع أو لا يستطيع رؤية الدائرة الخضراء من وجهة نظره، ربما يكون شكلاً بدائياً من التعاطف».

أضاف باحثو جامعة كولومبيا أنه لم يكن مفاجئاً بالنسبة لهم أن روبوت المراقبة تعلم في النهاية ما كان يفعله روبوت اللعب. ما فاجأ الفريق هو مدى نجاح روبوت المراقبة على الرغم من مشاهدة حركات زميله لبضع ثوانٍ فقط.

وأقرت الدراسة أنه بينما يُظهر هذا السلوك تلميحات من التعاطف، فإن تصرفات الروبوت أبسط بكثير مما يظهره البشر. على الرغم من ذلك، يعتقد الفريق أن هذه قد تكون الخطوة الأولى نحو منح الروبوتات «نظرية العقل» (ToM).

يتطور السلوك عند الأطفال في سن الثالثة تقريباً. تصف نظرية العقل (ToM) عندما يبدأ الأطفال في إدراك أن الآخرين من حولهم لديهم أهداف ودوافع مختلفة عما لديهم. يؤدي هذا الدور في الألعاب المرحة مثل الغميضة أو السلوكيات المعقدة مثل تعلم الكذب. نظرية العقل أيضاً عامل مهم في السلوكيات الاجتماعية مثل التعاون والخداع والتعاطف.

وجدت الدراسة أيضاً أن الروبوتات التي خضعت للدراسة تشترك الآن في القدرة على عرض مشاكل أقرانها والاستجابة لها. ووضح أستاذ الهندسة الميكانيكية هود ليبسون أننا نحن البشر نفكر أيضاً بصرياً في بعض الأحيان، وأَضاف،:«كثيراً ما نتخيل المستقبل في أذهاننا، وليس بالكلمات».

وأشار ليبسون إلى أن هذا يطرح العديد من الأسئلة الأخلاقية بخصوص مقدار السلوك الذي يجب أن تتعلمه الروبوتات حقاً. في حين أنه يمكن أن يجعل الروبوتات أكثر قدرة على التكيُّف والفائدة، فإنه ربما يجعلها تتمتع بالقدرة على التلاعب بالبشر.

استنتج ليبسون: «نحن ندرك أن الروبوتات لن تظل آلات تتبع التعليمات السلبية لفترة طويلة». «مثل الأشكال الأخرى للذكاء الاصطناعي المتقدم، نأمل أن يتمكن صانعو السياسات من المساعدة في إبقاء هذا النوع من التكنولوجيا تحت السيطرة، حتى نتمكن جميعاً من الاستفادة».