كان من المفترض أن يسمح نظام iOS 14.5 من أبل للمستخدمين باستعادة السيطرة على بياناتهم عن طريق منع التطبيقات من تتبع كل تحركاتهم، حيث اختار 95% من المستخدمين عدم السماح لفيسبوك بتتبع بياناتهم منذ إطلاق تغييرات خصوصية iOS 14.5 قبل بضعة أسابيع. ولكن اتضح أنه لا يوجد ما يمنع فيسبوك من الاستمرار في التعقب بمجرد وصول البيانات على خوادمه.
توجد بعض الثغرات المجنونة التي يستخدمها تطبيق فيسبوك لمعرفة مكانك بحسب ما أوضح موقع cnet المتخصص، حيث يشارك المستخدمون موقعهم دون علمهم مع جميع أنواع الخدمات عن طريق الصدفة كل يوم. على سبيل المثال، تُعلن الصور التي تحتوي على تاغ مكان التقاط الصورة للجميع وحتى في وقت التقطت. تمنح مشاركة الوصول إلى الصور بشكل فعَّال فيسبوك أو أي خدمة أخرى السيطرة الكاملة على الموقع في أي وقت تكون فيه الكاميرا قيد التشغيل. ولحسن الحظ، في كل من iOS والأندرويد، يعدّ تحديد الموقع ميزة اختيارية يمكن إيقاف تشغيلها بسهولة .يسمح iOS 14.5 للمستخدمين أيضاً تحديد صور معينة يمكن للتطبيقات رؤيتها، أي فقط رؤية الصور التي تختارها أنت.
وحتى عندما لا نشارك بياناتنا مباشرة مع فيسبوك، فإن لدى الشركة طرقاً أخرى للحصول عليها. إذا قام أصدقاؤك بتسجيل دخولك إلى موقع ما، فإن فيسبوك يعتبره تأكيداً مباشراً لمكانك وما تفعله، وفي أي وقت تقدم فيه عنوان بريد إلكترونياً أو رقم هاتف إلى نشاط تجاري، تتم إضافته إلى قائمة العملاء، والتي تسمح بمشاركتها مرة أخرى.
مشاركة عنوان IP الخاص بك والموقع باستمرار على فيسبوك
يتطلب استخدام الفيسبوك مشاركة الحد الأدنى من البيانات على الأقل مع الشركة. إذا كنت من مستخدمي فيسبوك، فإن الوصول إلى الخدمة يتطلب اتصالاً بالإنترنت بعنوان IP. ووحده كافٍ للحصول على تقدير تقريبي لمكانك.
وفي كل مرة يرسل فيها فيسبوك (أو تويتر أو أمازون، وما إلى ذلك) بريداً إلكترونياً به تاغ لصورة، فإن تنزيل تلك الصورة يساهم في تسهيل معرفة موقعك.
لذا ليس عليك تحميل صور غير آمنة في رسائل البريد الإلكتروني. وهذا خيار في تطبيق إعدادات iOS في إعدادات البريد، قم فقط بإيقاف تشغيل خيار تحميل الصور عن بعد.
لسوء الحظ، إنه مخفي أكثر قليلاً في تطبيق الأندرويد، انتقل إلى الإعدادات ثم حدد حساباً. يوجد في الأسفل إعدادان مرتبطان: الصور والبريد الإلكتروني الديناميكي. حدد الصور للحصول على خيارين. يؤدي إيقاف تشغيل الصور البعيدة أيضاً إلى تعطيل البريد الإلكتروني الديناميكي، والذي يتضمن عرض محتوى Google AMP داخل رسائل البريد الإلكتروني.
نحن نعيش في عالم جديد من الدفاع عن الخصوصية لأن الشركات تحرض بعضها البعض. ليس فقط أبل مقابل فيسبوك، بل أيضاً تطبيق سيجنال مقابل فيسبوك أو غوغل مقابل أبل أو غيرها. يبدو أن غوغل، مالك الأندرويد الأساسي، كان متردداً في القيام بالكثير من الدعوة للخصوصية في ترقيات نظام التشغيل الخاص به.
يتعين على الشركات عبر الإنترنت إعادة التفكير في نماذج إيراداتها والبحث عن طرق أخرى لاستخراج البيانات التي تمكنها من تحقيق الدخل من مستخدميها، وهناك بعض التنازلات التي يجب القبول بها عند طلب أي خدمة عبر الإنترنت. ويبقى السؤال: هل تثق بذلك الكيان الذي تستخدم خدمته مع بياناتك الشخصية؟