السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سباق محموم بين عمالقة التكنولوجيا لدخول «الميتافيرس»

سباق محموم بين عمالقة التكنولوجيا لدخول «الميتافيرس»
بين داعم للفكرة مثل شركة ميتا ومن خلفها رئيسها التنفيذي، مارك زوكيربيرغ، وبين معارض ورافض لها مثل الملياردير إيلون ماسك، الذي قال إنها مجرد موضة عابرة، وكذلك بين مؤمن بها كفكرة لها مستقبل مثل شركة مايكروسوفت التي استثمرت المليارات من أجلها، هناك عالم جديد من المتوقع أن تشهده البشرية، وقد يبدأ بالنشوء خلال فترة أقصر مما نتصور – إنه ميتافيرس!

في البداية، علينا أولاً أن نفسر مصطلح «ميتافيرس» ونفسهم معناه. المصطلح مشتق من مفردتين هما «ميتا» و«فيرس» وتعني الأولى (ما وراء) بينما تعني الأخيرة (كوناً أو عالماً)، وبالتالي يصبح معنى المصطلح «ما وراء الكون» أو «ما وراء العالم»، أي بمعنى عالم آخر مختلف عن الذي نعيش فيه حياتنا الطبيعية.

وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني، يوم الثلاثاء 18 يناير، مقالاً تحدثت فيه عن ميتافيرس وبعض التفاصيل المتعلقة به، وشرحت الفكرة بشكل مبسط وشيق؛ وذكرت أن قيام شركة مايكروسوفت بالاستحواذ على شركة Activision Blizzard لتطوير ألعاب الفيديو مقابل 68.7 مليار دولار، كان السبب وراء تلك الصفقة هو ميتافيرس، حيث قالت إن الصفقة ستزود «طوب البناء لميتافيرس».


ويبدو أن هناك سباقاً محموماً يجري خلف الكواليس بين عمالقة التكنولوجيا التي تسارع لدخول هذا المجال، حيث راهن مؤسس شركة فيسبوك، مارك زوكيربيرغ على المسألة إلى درجة أنه غيّر اسم شركته من فيسبوك إلى ميتا، كما تعمل غوغل منذ سنوات على تكنولوجيا متعلقة بميتافيرس، وبالتأكيد لن تقف شركة عملاقة مثل أبل مكتوفة الأيدي، حيث بدأت بتطوير الأجهزة المتعلقة بميتافيرس أيضاً.


لكن ما هو الميتافيرس؟ وهل هو موجود فعلاً؟

ميتافيرس عبارة عن الجمع بين فكرتين موجودتين منذ سنوات: هما الواقع الافتراضي وحياة رقمية ثانية.

يحلم القائمون على التكنولوجيا منذ عقود بعصر تلعب فيه حياتنا الافتراضية دوراً له نفس أهمية الدور الذي تلعبه حياتنا المادية الملموسة والمحسوسة. ويعني الميتافيرس من الناحية النظرية أننا سنقضي الكثير من الوقت في التفاعل مع أصدقائنا وزملائنا في مساحة افتراضية. وبالتالي سننفق المال هناك أيضاً على الملابس والأغراض التي سنشتريها من أجل مجسماتنا الرقمية، التي تسمى أفتار.

من وجهة نظر مارك زوكيربيرغ، ميتافيرس أو الواقع الافتراضي عبارة عن منصة حوسبة لنعيش فيها حياة ثانية أو حياة أخرى عبر الإنترنت. فيقوم كل منا في الواقع الافتراضي بارتداء نظارة أو خوذة تغمرنا داخل عالم أو محيط ثلاثي الأبعاد. وسيحمل كل منا أجهزة تحكم باستشعار الحركة من أجل التفاعل مع الأشياء الافتراضية وسنستخدم ميكروفوناً للتواصل مع الآخرين.

يرى خبراء أن ميتافيرس يمثل الحوسبة المحيطة، أي التواجد داخل الحاسوب وليس مجرد استخدامه، وكذلك التواجد دائماً داخل الإنترنت وليس الحصول على إمكانية استخدامه في أي وقت تشاء.

ولكن هل يعني ميتافيرس أنك أنت ومجسمك تتفاعلان مع الآخرين في بيئة رقمية؟ ببساطة نعم.

هل ميتافيرس موجود في ألعاب الفيديو؟

أجل، إنه موجود إلى حد ما، ولكنه بدائي.

ويمكن إيجاد بعض العناصر الاجتماعية لميتافيرس في ألعاب الفيديو. لنأخذ لعبة فورتنايت على سبيل المثال، فهي لعبة إطلاق نار تلعب عبر الإنترنت على الحواسب ومنصات الألعاب وأجهزة الهواتف. ويقضي لاعب فورتنايت في المتوسط مئات الساعات في اللعبة من خلال مجسم أو أفتار شخصي، حيث يحارب ويتفاعل مع مجسمات للاعبين آخرين. ويجمع هؤلاء اللاعبون عملة افتراضية تفتح لهم ملابس وسلع أخرى لكي يستخدمونها من أجل مجسماتهم.

الواقع الافتراضي متقدم بعض الشيء أيضاً في ألعاب الفيديو. ففي عام 2016 أصدرت شركة سوني نظارة واقع افتراضي لمنصة بلايستيشن 4 مقابل 400 دولار، من أجل استخدامها في ألعاب الواقع الافتراضي. وقالت سوني مؤخراً إن الجيل الثاني من هذه النظارة قادم لمنصة بلايستيشن 5.

وقال المختصون بالتكنولوجيا إن هناك عدة عوامل تدعم إمكانية رؤية ميتافيرس، منها توافر الإنترنت السريع وأجهزة ونظارات الواقع الافتراضي القوية، وكذلك زيادة عدد الأشخاص المهووسين بألعاب الفيديو، فكل ذلك يجعل من احتمال تحولنا للعيش في محاكاة ثلاثية الأبعاد للحياة أمراً وارداً.