الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

ماهو مستقبل فيسبوك بوضعها الحالي؟

ماهو مستقبل فيسبوك بوضعها الحالي؟

نشرت شبكة بلومبيرغ تقريراً عن الحالة التي وصلت إليها منصة فيسبوك في الآونة الأخيرة وتراجع شعبيتها وسط منافسة شرسة من منصات أخرى للتواصل الاجتماعي، وتغير اهتمام المستخدمين بشكل عام.

وما تزال ميتا، الشركة المالكة لفيسبوك، في صدارة الشركات العاملة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تملك منصة فيسبوك وحدها 1.93 مليار مستخدم يومياً، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المستخدمين لمنصتي إنستغرام وواتساب التابعتين لنفس الشركة.

لكن فيسبوك واجهت لأول مرة منذ تأسيسها قبل حوالي عقدين من الزمان تراجعاً في عدد المستخدمين اليوميين، وقد حدث ذلك خلال الربع الرابع من العام الماضي 2021، مما أدى إلى انخفاض قيمتها في السوق، حيث فقدت أكثر من 300 مليار دولار من تلك القيمة.

وعزز هذا الرأي الذي يقول إن أفضل أيام فيسبوك قد انقضت، وإنها الآن في طور النزول ولم تعد صاعدة كالسابق. وتواجه فيسبوك منافسة قوية جداً من منصات مثل يوتيوب وسناب شات، وكذلك المنصات الحديثة مثل تيك توك وديسكورد، بالإضافة إلى منصات الدردشة التي لا يبدو أنها منافس للعملاق الأزرق.

خدمة سيل الأخبار (Feed) لم تعد كافية وحدها

رغم أن خدمة «الفيد» ظلت الجانب المهيمن والأساسي للشبكة الاجتماعية، لكنها كانت دائماً تتنافس مع طرق أخرى للتواصل الاجتماعي للاعتماد بشدة على الكثير من تلك الطرق مثل المراسلة الخاصة والفيديو والواقع الافتراضي بحثاً عن طريقة للبقاء في الصدارة وتلبية الأذواق المتغيرة.

لم تأت التحديات من نقص تطوير المنتج فحسب، بل غالباً ما تأتي من الضرر الذي ألحقته الشركة بنفسها. فبعد إشكاليات الخصوصية وأزمة الثقة التي واجهتها، بدأ بعض المستخدمين بالبحث عن منصات أخرى تحصل فيها الرسائل والصور على مزيد من الخصوصية والحماية.

ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة الأبحاث Forrester Research، بلغت نسبة مستخدمي فيسبوك 66% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021، مسجلة تراجعاً عن النسبة التي كانت عليها سابقاً، وهي 69%. أما فئة اليافعين التي تواجه فيها فيسبوك منافسة أقوى، تظهر الإحصائيات أن التراجع يسير بوتيرة أعلى. واستخدم 49% فقط من الأشخاص بين 18-24 عاماً المنصة خلال 2021، بعد أن كانت النسبة 55% خلال العام السابق. في المقابل، أصبحت تيك توك تحظى بشعبية أعلى من فيسبوك للمرة الأولى.

مشكلة ميتا

تتمثل مشكلة ميتا في حاجتها إلى معالجة أكثر من نقطة واحدة، حسبما قال مايك برولوكس مدير الأبحاث في مؤسسة Forrester. وأتت منصات منافسة مثل تيك توك بطرق جديدة لجعل الناس يشاركون محتواهم، مثل السماح لهم بنشر فيديو موسيقي أو مقطع لهم وهم يطلعون على منشور لشخص آخر، مما دفع شركة ميتا إلى محاولة تقليد المزايا الجديدة.

بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية، تعرضت سمعت ميتا للضرر نتيجة للفكرة التي تقول إن فيسبوك أصبحت مكاناً مليئاً بكبار السن، ما يجعلها أقل جاذبية للمراهقين.

مقاومة حتى الرمق الأخير

يستعد الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكيربيرغ، لمثل هذا التحول منذ سنوات، فقد دفعت شركته 19 مليار دولار مقابل شراء واتساب عام 2014 لتطوير خدمة المراسلة الخاصة لديها. وبعد حوالي شهر من ذلك، اشترت شركة Oculus للواقع الافتراضي، مما أوضح إيمانه بأن التواصل المعتمد على «الفيد» كان واحداً من عدد من الطرق المتنامية لدى الناس كي تشارك المحتوى.

وقال مارك عام 2019 إن المراسلة الخاصة ستحل محل التفاعلات المعتمدة على «الفيد» بصفتها الطريقة الرئيسية لدى الناس للتفاعل على خدمات الشركة. وكتب آنذاك: «أتوقع من النسخ المستقبلية لماسنجر وواتساب أن تصبح الطرق الرئيسية لدى الناس كي يتواصلوا على شبكة فيسبوك».

ولا شك أن المراسلة الخاصة قد زادت شعبيتها حول العالم خلال السنوات الماضية. واستخدم تطبيقات المراسلة حوالي 3.1 مليار شخص في عام 2021، بزيادة بلغت 500 مليون شخص مقارنة بعام 2019. ويتوقع أن ينمو هذا الرقم بحوالي 400 مليون عام 2025. وتبدوا منصات ميتا للمراسلة أكثر صموداً من منتج شبكتها التقليدية.

ولعل الفضل الرئيسي في ذلك يعود إلى زيادة استخدام الهواتف الذكية حول العالم، لكن الاهتمام المتزايد بالخصوصية دفع الناس إلى خدمات غالباً ما تكون خالية من الإعلانات وتوفر خاصية التشفير، ويمكن للشركة أن تلوم نفسها على ذلك بسبب ممارستها.

ويحتدم التنافس في مجال المراسلة الخاصة. فرغم صدارة واتساب عالمياً بأكثر من ملياري مستخدم عالمياً، وتفوقها في بلدان مثل البرازيل والهند، إلا أنها تواجه منافسة شديدة جداً من خدمات متفوقة عليها في آسيا مثل Line في اليابان و Kakao في كوريا الجنوبية و WeChat في الصين.

وشهد تطبيق ماسنجر، وهو خدمة المراسلة الخاصة الأخرى لميتا، تراجعاً في عدد المستخدمين بنسبة تتجاوز 20% في كل من اليابان وكوريا الجنوبية عام 2021، علماً أن ميتا لا تعمل في الصين، وفقاً لما ورد في تقرير بلومبيرغ.

واعترف مارك بأن تيك توك منافساً شرساً لميتا مشيراً إلى أن مقاطع الفيديو القصيرة باتت تجني شعبية بشكل متزايد لدى المستخدمين صغار السن. وقال مارك إن الناس أصبحت لديهم الكثير من الخيارات بخصوص رغبتهم في قضاء وقتهم، وأن تطبيقات مثل تيك توك تحقق نمواً سريعاً جداً. في المقابل، يرى التقرير إن مارك يتعمد الحديث عن مواجهة المنافسة الشديدة كي يروج لفكرة أن شركة ميتا ليست احتكارية في مواجهة قضية لمكافحة الاحتكار أمام المحاكم الفيدرالية في الولايات المتحدة.