الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

كيف نميز بين الحقائق وأكاذيب الدعاية الحربية؟

كيف نميز بين الحقائق وأكاذيب الدعاية الحربية؟

ليس من السهل تمييز الأخبار الكاذبة من الحقيقية عبر الإنترنت، وليست حرب روسيا وأوكرانيا إلا مثالاً واضحاً على تلك صعوبة القيام بذلك، نظراً لمقدار التضليل الكبير المنتشر على الإنترنت، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عبر موقعها الإلكتروني.

وتحدث التقرير عن بروفيسور في الإعلام يدعى ديفيد كارول، حيث وضع نفسه في مأزق عندما أعاد التغريد على تويتر، حيث نشر صورتين عن أوكرانيا، وكذلك تقريراً يحمل أخباراً كاذبة عن تقدم روسيا في العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال كارول الذي يعمل في كلية بارسونز للتصميم: «من السهل جداً أن تقع في مصيدة العواطف المتعلقة بالحرب».

ولم تكن الصورتان اللتان نشرهما جزءاً من الأزمة الحالية، حسبما قال. وربما كان ينبغي عليه أن يحاول البحث عن الصور في غوغل للتحقق منهما قبل النشر. وتحدث عن هذا الأمر قائلاً: «كنت أعيد نشر تغريدات لأشخاص موثوقين ومحترمين».

وإذا كانت هذه التقارير الزائفة قد خدعت شخصاً يفهم منصات التواصل الاجتماعي وطرقها، وليست هذا فحسب، بل يدرس هذه الأمور، فهل هناك أمل بأن نرى الغالبية العظمى من الناس قادرين على التمييز بين الأكاذيب والحقائق؟

وقام باحثون من مجموعة تعليم التاريخ في جامعة ستانفورد بتعليم طلاب مهارة «القراءة الداخلية» وهي استراتيجية متبعة منذ وقت طويل من جانب الأشخاص الذين يتأكدون من الحقائق في مؤسسات الأخبار. وينطوي ذلك على التحقق من المعلومات الواردة في المقالات الإخبارية أو على مواقع الإنترنت بعوامل رئيسية مثل مصدر تلك المعلومات ووجهات النظر والدوافع المحتملة للأفراد الذين يقفون خلفها، وذلك لتحديد مصداقية من كتب تلك الأخبار والمعلومات.

واشتملت الدراسة على 500 طالب في 6 مدارس حكومية. وتلقى طلاب من 3 مدارس 6 دروس في القراءة التحقيقية لمدة 3 أشهر، بينما أكمل الطلاب في المدارس الثلاث الأخرى المنهاج الاعتيادي فقط.

وخضع الطلاب لاختبار متعلق بقدرتهم على تبيان المحتوى القابل للتصديق على الإنترنت قبل تلقيهم الدروس وبعدها. وبدأ جميع الطلاب بقدرة متواضعة على تبيان المعلومات الصحيحة. وتحسن مستوى الطلاب الذين خضعوا للتدريب بشكل ملحوظ، حيث تفوقوا على الطلاب الآخرين.

قراءة أكثر حدة

كان يتم تعليم الطلاب في السابق النظر إلى عناوين مواقع الإنترنت للتحقق من مصداقيتها. وكان في السابق يعتقد أن المواقع التي تنتهي بمقطع.org التي كانت تستخدمها غالباً المؤسسات غير الربحية تحتوي على معلومات موثوقة، وكذلك الحال بالنسبة للمواقع التي تبدو احترافية في شكلها وتصميمها، مع وجود صفحة تحتوي على نبذة عن الموقع بشكل احترافي وتدعي عدم انحياز الموقع، حيث كان يعتقد أنها تستحق الثقة وتحمل معلومات صحيحة.

أما اليوم، فلم يعد ذلك مجدياً لأن الجماعات التي تحاول اجتذاب الآراء السياسية قد طورت من أساليبها.

بالإضافة إلى أهمية الاعتماد على مصادر متعددة، من المهم أيضاً اكتشاف ما إذا كان مصدر الأخبار يتحمل المسؤولية تجاه القراء، مثل وجود إمكانية للتواصل مع كاتب الأخبار ومحررها، وكذلك سياسة وممارسة تصحيح الأخطاء، حسبما قالت ايميلي بيل مديرة مركز تاو سنتر للصحافة الرقمية في كلية الصحافة في جامعة كولومبيا.

وتطلبت إحدى مهام دراسة ستانفورد من الطلاب التحقق من مصداقية موقع على الإنترنت بتصميم بيئي الطابع يبدو وأنه من إنشاء مؤسسة غير ربحية ادعت أنها لا تمثل أي صناعة. ووجد الطلاب الذي أجروا بحثاً عن المؤسسة أنها تلقت تمويلاً من صناعة النفط، وهو ما يدل على تحيزها لصناعة الوقود الأحفوري.

كما تم تعليم الطلاب ضمن دروس القراءة التحقيقية عدم الاعتماد بشكل حصري على المواقع القليلة الأولى التي تصادفهم في البحث لأن ترتيب نتائج البحث يمكن أن تؤثر عليها الإعلانات وتحسين الظهور على محرك البحث.