الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

محللون: ميتافيرس فقاعة من الضجيج يمكن أن تنحدر بسرعة إلى الفوضى

يعد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بامتداد موحد لـ«ميتافيرس»، وهو امتداد سلس للعوالم ثلاثية الأبعاد عبر الإنترنت التي تعمل معاً بغض النظر عن الشركة التي قامت ببنائها، ولكن إذا كانت اتجاهات صناعة التكنولوجيا الحالية مؤشراً لشيء ما، فهو المستقبل المكوّن من عدد كبير من المجالات الرقمية المجزأة وليست الموحدة والتي تدّعي أنها ميتافيرس.

وذكر موقع سي نيت المتخصص أن شركات تطرح اليوم أفكاراً مختلفة حول ما يجب أن يكون عليه ميتافيرس وجميعهم يدركون قوة المنصات، إذ يبين كل من آيفون الخاص بشركة أبل ووي شات من تينسينت وميتا من فيسبوك أن التحكم في المنصة يعني أنه يمكنك تحصيل الرسوم، هل تريد بيع تطبيق آيفون؟ إذاً عليك أن تدفع العشر إلى أبل.

لن يكون الأمر مختلفاً مع ميتافيرس، كما يقول الرئيس التنفيذي لشركة Singulos Research، براد كوينتون، الذي صمّم تقنية Perceptus AI الخاصة به لتحديد كائنات العالم الحقيقي في الواقع المعزز، وهو إحدى واجهات ميتافيرس ثلاثية الأبعاد.


وصرح كوينتون، مشيراً إلى تطبيقات الدردشة في ميتا وأبل: «لا يعمل واتساب وماسنجر معاً»، «ولا يبدو أن هذا سيختفي قريباً».


استحوذت ميتافيرس على اهتمام الجمهور منذ أن راهن زوكربيرغ، على مستقبل شبكته الاجتماعية العملاقة العام الماضي، لقد روّج لها على أنها عالم بنته شركات متعددة باستخدام معايير مفتوحة.

في الواقع، إن ميتافيرس هي فقاعة من الضجيج التي يمكن أن تنحدر بسرعة إلى الفوضى بحسب سي نت، فإذا وجد المستخدم أنّه من المؤلم هجر الإنترنت الحالي، بما فيه من خدمات مختلفة مع تسجيلات دخول منفصلة، وعملات وقوائم جهات اتصال وصور رمزية وقوائم جرد للعناصر، فعليه أن ينتظر حتى يضطر إلى تسجيل الدخول أثناء ارتداء خوذة ضخمة غير مريحة.

مرحباً بفوضى ميتافيرس

تقول المحللة فورستر مارثا بينيت إن ميتافيرس يشير عموماً إلى البيئات ثلاثية الأبعاد التي سنشغلها، ويشمل ذلك مناطق رقمية بالكامل سنزورها عبر الواقع الافتراضي، أو VR، ومزيجاً من عالم رقمي وحقيقي يسمى الواقع المعزز، أو AR.

وباستخدام سماعة الرأس المناسبة، يمكنك لعب ألعاب فيديو غامرة، أو ارتداء صورة رمزية، أو الذهاب لشراء الملابس، أو مشاهدة الإعلانات وتوجيهات الخرائط متراكبة على طريقة عرضك للعالم الحقيقي. ويقول مؤيدو ميتافيرس إنه يمكن أن يكون تجربة أكثر شمولاً وإقناعاً.

«سيكون الانتقال الآني إلى ميتافيرس مثل النقر فوق رابط على الإنترنت. إنه معيار مفتوح. ولإطلاق العنان لإمكانات ميتافيرس، يجب أن تكون هناك إمكانية التشغيل البيني، ويجب أن تكون السلع الرقمية محمولة»، كما قال زوكربيرغ في بيانه عن الميتافيرس.

تجنب الشراء المتكرر

سيتيح لك ذلك أيضاً تجنب عمليات الشراء المتكررة مثل شراء Angry Birds مرتين لتشغيلها على هاتف Android وأبل iPad، وبالنسبة لتلك الأصول الرقمية الفريدة، مثل أحذية نايك الرياضية، يريد أنصار ميتافيرس استخدام تقنية تسمى NFTs، التي تسجل الملكية على نفس تقنية بلوك تشين مثل العملات المشفرة.

إن رؤية ميتا لمؤسسة ميتافيرس موحدة بعيدة كل البعد عن كونها غير مسبوقة. تقوم المعايير التي تم تطويرها بشكل تعاوني بتوجيه البيانات عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني المكوكي من جي ميل إلى أوت لوك وتوصيل مواقع الويب إلى متصفحك. وتستفيد أكبر شركات التكنولوجيا من العديد من مشاريع البرمجيات المفتوحة المصدر التي صممت بشكل تعاوني مثل نظام التشغيل Linux وLLVM لإنشاء البرمجيات وChromium لبناء متصفحات الويب.

ولكن معظم المنصات التكنولوجية الأحدث التي نختبرها تتميز بتصميم خاص تحكمه شركة واحدة. إنه عالم من الحدائق المسورة أكثر من مجرد معايير مفتوحة.

ماذا تريد ميتا؟

يظل فيسبوك ثابتاً لأنه من الصعب إقناع جميع جهات الاتصال الخاصة بك وإقناع جميع جهات الاتصال الخاصة بهم بالتبديل إلى شيء آخر. تعمل تقنية أبل بشكل أفضل مع العملاء الذين يشترون أجهزة ماك وآيفون وآيباد وأبل ووتش وإيربود، والذين يشتركون في أبل ميوزيك وأبل TV Plus وأبل Fitness Plus. أما بالنسبة لـميكروسوفت وإنتاجية الأوفيس وهوية لينكدإن وألعاب أكتيفيشن بليزارد، فمن المرجح أن تكون مركزية بالنسبة لها وليس محيطية.

وذكر جاك ماكولي، المهندس الذي شارك في تصميم سماعة الواقع الافتراضي Oculus ولكن غادر بعد حصول فيسبوك عليها عام 2014: ما تريده ميتا حقاً هو امتلاك زمام الأمور بشكل فعال.

تحاول ميتا بالفعل إنشاء منصة ميتا، واستثمار مليارات الدولارات على مدى السنوات القادمة لبنائها ومحاولة جذب المطورين والمبدعين، لكن رؤيتها لا تدعو إلى انعكاس فيسبوك فقط. وقال زوكربيرغ إن قابلية التشغيل البيني والمعايير المفتوحة «يجب أن تُدرج في ميتافيرس من اليوم الأول»، وهو نهج يمكن أن يخفض الحواجز بين العديد من عوالم ميتافيرس.

من يفور في المنافسة

سيذهب الناس إلى منطقة ميتافيرس، حيث يسير أصدقاؤهم في ميتافيرس آخر ينشئه صاحب العمل، كما يتوقع إريك ألكساندر، مؤسس Soundscape VR. وتتطلب المجالات المختلفة نماذج حوكمة مختلفة وسياسات لتعديل المحتوى والتقنيات التأسيسية مع حقوق الملكية.

يقول برادلي تاسك، المستثمر في Task Ventures: «سوف يرغب الجميع في امتلاك ميتافيرس خاص بهم والتحكم به، وسنشهد من يفوز بمجرد أن يتنافسوا مع بعضهم».

قد تستفيد دعائم ميتافيرس من البنية التحتية المشتركة، هناك العديد من المشاريع التي يمكن أن تساعد، مثل سحابة الواقع المعزز المفتوحة، من جمعية سحابة الواقع المعزز المفتوحة غير الربحية، يمكن أن تبني مرآة رقمية للعالم الحقيقي الذي يمكن أن تستخدمه سماعات رأس الواقع المعزز،

وهي واجهة يمكن للمبرمجين استخدامها لكتابة برامج لتوسيع نطاق سماعات رأس الواقع الافتراضي والمعزز.

كما تقدم منصة WebXR تقنيات نشر الويب لواجهات متصفح سماعات الرأس، كما تضيف إنفيديا قوة الرقاقات وفق أساس محتمل آخر، وهو تقنية وصف المشهد العالمي من Pixar.

تحالفات مهمة

يمكن لهذه التحالفات أن تمنح الجهود الأصغر نفوذاً أكبر، هذا هو أمل ديفيد لوكاتش، الرئيس التنفيذي لشركة Liquid Avatar Technologies، التي تقدم تقنية هوية للسماح للأشخاص باجتياز عوالم الميتافيرس بسهولة أكبر. لقد ساعد في إطلاق تحالف يسمى Multiverse Collective لمساعدة الشركات على التضافر مع التكنولوجيا المشتركة التي يجب أن تكون أكثر قدرة على التنافس مع وجود ميتافيرس لعمالقة مثل ميتا.

تقول محللة البيانات العالمية لورا بيترون إن التكنولوجيا المغلقة ستستمر في نهاية المطاف، وأكدت أن: «ميتافيرس هو امتياز لشركات التكنولوجيا الكبيرة التي تمتلك ثروة من البيانات وقوة الحوسبة والتقنيات المتطورة لتمكينها».