الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

كيف تستطيع أبل إقناعنا باختيار الأجهزة الأغلى ثمناً؟

كيف تستطيع أبل إقناعنا باختيار الأجهزة الأغلى ثمناً؟
تحاول الكثير من الشركات، ومن ضمنها أبل، التصرف وكأنها تكن احتراماً كبيراً للقيم حتى وإن بدت وكأنها تجعل ذلك أولوية على الأرباح والمكاسب المالية. ولكن بصرف النظر رعن هذه التصرفات، وعما إذا كنا نصدقها أم لا، هناك حقيقة نتفق عليها جميعاً، وهي أن أبل في النهاية عبارة عن شركة تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الأرباح.

بالطبع لا يوجد ما هو خاطئ في هذا الخصوص، فهكذا تجري الأعمال وتسير الحياة التي نعيشها، ولكن في تقرير نشره موقع Phone Arena، تناول الحيل التي تتبعها شركة أبل بذكاء لزيادة أرباحها عن طريق توجيه المستهلك نحو إنفاق ماله على أجهزة أعلى ثمناً وتكلفة.

حاسب iPad Air يدفعك نحو تفضيل iPad Pro دون أن تلاحظ


لنفترض أن لدينا مستهلكاً يرغب بتوفير المال، ولكنه في المقابل يريد شراء آيباد جيد. في الحقيقة، يعتبر آيباد الأساسي جيد وقوي، ولكن تصميمه ليس حدياً وملحقاته ليست مطورة، كما أنه لا يدعم سوى الجيل الأول من قلم أبل، وشاشته ليست مصفحة. ويبدو أن هناك غاية من ذلك، وهي دفع ذلك المستهلك إلى تقبل فكرة ضرورة إنفاق المزيد من المال من أجل الحصول على الفئة الأفضل من الجهاز المطلوب والنسخة الأحدث منه.


ويأتي بعد ذلك iPad Air الذي يعتبر خياراً جيداً بسعر حيد بالنظر إلى القدرات التي يوفرها، بالإضافة إلى أنه يدعم لوحة مفاتيح iPad Pro وملحقاته. ولكن مهلاً، هناك مشكلة، وهي أن iPad Air لا يوفر سوى خيارين من حيث سعة التخزين الداخلي، وهي 64 و256 غيغا بايت، والفارق هناك كبير كما هو واضح.

تكلف نسخة 64 غيغا بايت 600 دولار، وهو سعر مقبول، لكن إن كنت من هواة الإبداع أو كنت من محبي تحميل الكثير من الموسيقى والأفلام والبرامج والألعاب على حاسبه اللوحي، فربما تدرك أن سعة التخزين لن تكون كافية على الإطلاق، ولهذا السبب ستفضل الخيار الآخر، بالتالي ستقرر إنفاق 750 دولاراً لشراء النسخة الأوسع.

آيفون SE الجديد شكله غير جاذب

أعلنت أبل قبل أسابيع عن آخر آيفون، وهو iPhone SE في جيله الثالث. ولكن رغم أنه آخر إصدار من هواتف أبل، فهو يقدم تصميماً قديماً وغير جاذب للعين. ولو تأملت قليلاً، لربما فكرت أن أبل لا تريد لهذا الهاتف الاقتصادي أن يسحب البساط من تحت هواتف آيفون 13 الأعلى تكلفة.

صحيح أن آيفون SE قوي جداً من الداخل ويتفوق على هواتف رائدة تعمل نظام اندرويد، رغم أنه الأقل تكلفة بين هواتف آيفون المتفوقة في المنافسة المتعلقة بالأداء، ولكن أبل كان عليها أن تجعل تصميم هاتفها الأخير عديم الجاذبية مقارنة بهواتف آيفون 13 الجميلة، وإلا سيفضل الجميع اقتناء آيفون SE الاقتصادي وتوفير أموالهم بدلاً من إعطائها إلى أبل.

يمكننا القول إن أبل اعتمدت هنا على الخدعة البصرية التي يمكن المراهنة عليها لدى الكثير من المستهلكين مثل الأطفال والمراهقين الذين سيصرون على دفع آبائهم إلى شراء آيفون 13 بدلاً من آيفون SE، رغم أن كلا الجهازين قويين ويمتلكان قدرات كبيرة.

سعة التخزين رهينة السعر الأعلى

تبدو شركة أبل وكأنها تحتجز الأجهزة ذات السعة الأعلى رهينة لديها وتطلب فدية مقابلها. وعادة ما تكون تكلفة الجهاز الذي يوفر سعة أكبر أعلى بكثير من تكلفة الجهاز ذي السعة الأقل. وبالنظر إلى سلسلة آيفون 13، سنجد أن سعة التخزين تأخذ المستهلك تدريجياً من السعر الأدنى إلى الأعلى، فتجعلك تفضل في النهاية أن تدفع فرق السعر لشراء موديل برو أو برو ماكس.

ربما لهذا السبب لن تقوم أبل بتوفير إمكانية سعة التخزين القابلة للتوسيع والزيادة في هواتف آيفون، فهي ترغب بامتلاك السيطرة الكاملة على خيارات سعة التخزين. ولو دعمت هواتف آيفون خاصية سعة التخزين الخارجية عن طريق SD Card، فستفقد أبل سيطرتها على هذه الخيارات، لأنك ببساطة ستشتري آيفون ذي السعة الأصغر وتضيف إليها السعة الخارجية. وتبدو هذه الممارسة مخالفة لحقوق المستهلك، ولكن من ناحية تجارية، فهي مثالية للشركة كي تزيد إيراداتها وهامش أرباحها.

راقب الأسعار والعروض

في النهاية، من العدل أن نذكر بأن أبل ليست وحدها التي تفكر في زيادة أرباحها بشتى السبل. ولكن ربما يسعنا القول إن أبل هي الشركة الأكثر نجاحاً في إقناع المستهلك بدفع أموال أكثر. ولو استطاعت الشركات الأخرى أن تفعل مثلها، فلن تتردد في ذلك.

ولعل أفضل نصيحة يمكن تقديمها إلى المستهلكين هي مراقبة الأسعار والعروض التي تتوفر في السوق، فهناك الكثير من الهواتف والشركات والمنتجات والخيارات، وهناك أوقات تشهد تنزيلات وخصومات تساعد على توفير المال، إلا إن كنت مستعجلاً أو مصراً على موديل أو نوع معين من الهواتف والأجهزة.