الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

كيف أنقذت «رقائق أبل» أجهزة ماك من الركود؟

كيف أنقذت «رقائق أبل» أجهزة ماك من الركود؟

رقائق إلكترونية

عانت شركة أبل من مشكلة في مبيعات أجهزة كمبيوتر ماك الخاصة بها، فبينما كانت مبيعات أجهزة آيفون الخاصة بها عالية للغاية، كانت مبيعات أجهزة ماك في حالة ركود، حيث لم يكن العملاء سعداء بتصميمها وآدائها.

والآن وبعد خمس سنوات ارتفعت مبيعات أجهزة ماك، ويرجع هذا التحول إلى جهود غير عادية استمرت لسنوات لبناء واحدة من أكثر عمليات تصميم الرقائق تقدماً في العالم.

وأطلقت شركة أبل بالتعاون من شركة إنتل، قسم أشباه الموصلات التابع لشركة أبل، وكان الهدف من هذا المشروع المحفوف بالمخاطر، هو استبدال معالجات INTEL التي تعمل على تشغيل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية من أبل لمدة 15 عاماً برقائق مصنعة في مصنع أبل.

وتعد هذه الرقائق التي يطلق عليها M1 هي الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة من إنتل، ومكنت أجهزة ماك من العمل بشكل أسرع وتوليد حرارة أقل، ما مهد الطريق لظهور خط كمبيوترات أبل، واكتسبت الشركة الآن السيطرة على أحد المكونات الأساسية في الوقت الذي تسببت به أزمة سلاسل التوريد باضطرابات بسوق الرقائق.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الشرائح التي صممها المهندس والمدير العام للشركة جوني سروجي، والذي كان قد صمم بالفعل الشرائح التي تعمل على تشغيل أجهزة أيفون، ساعدت شركة أبل على تحسين ربحية هواتفها الذكية وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها، كما أنها مكنت شركة أبل بالتفكير بمنتجات إضافية مستقبلية كالسيارات أو سماعات الواقع المعزز.

والإصدار الرابع والأخير من شرائح M1 هو M1 ULTRA وظهر لأول مرة الشهر الماضي، ودخل في تصميم أجهز ماك المتطورة والتي تستهدف محترفي الفيديوهات والرسومات.

ودفعت تجربة أبل شركات أخرى من عمالقة التكنولوجيا إلى محاكاة نهج أبل، حيث تعمل كل من شركة تسلا، وأمازون وميتا على إنتاج الشرائح الخاصة بهم وسط تنافس واسع بينهم على احتياجات الحوسبة المتخصصة في صناعة السيارات الذاتية القيادة ومراكز البيانات والواقع الافتراضي، وفي غضون ذلك يتدافع موردو الرقائق لتغيير استراتيجيتهم استجابة لذلك، ويستثمرون بكثافة حتى يتمكنوا من تصنيع الرقائق التي صممتها الشركات الأخرى.

وبعد انضمام سروجي في عام 2008 لشركة أبل، صمم في البداية شرائح لجهاز أيفون وفقاً لاحتياجات أبل المحددة للجهاز، وسمح أسلوبه باستخدام شريحة أكثر قوة وفعالية من استخدام شريحة جاهزة من أحد الموردين.

وأشار سروجي إلى أن العديد من التفاصيل تعد مهمة لاستخدام جهاز يعمل على البطاريات ويتم استخدامه لساعات ويضم العديد من المهام الثقيلة على المعالج كمقاطع الفيديو والألعاب، وأوضح أن رقائق أبل الخاصة لأجهزة آيفون، والتي بدأ تصنيعها في عام 2010، تعمل على زيادة عمر البطارية، وسمحت بتكامل أفضل للبرامج لترقية الميزات الأخرى كالكاميرا.

وأدت مطاردة استراتيجية تصنيع الرقائق إلى أن شركة أبل أصبحت عملاقة في عالم أشباه الموصلات، وفقاً لما ذكره واين لام المحلل في CCS Insight، حيث قدر أن اإنفاق أبل العام الماضي على أشباه الموصلات الخاصة بها يصنفها على أنها ثاني أكبر شركة شرائح في العالم من حيث الإيرادات.

وفي عام 2017، عندما كانت شركة أبل تجني أرباحاً طائلة من أجهزة أيفون وأبل وإتش، كانت تواجه العديد من الشكاوى من العملاء تتعلق بتشكيلة أجهزة ماك الخاص.

وحينها قامت أبل بفعل شيء نادراً ما تفعله الشركات الأخرى، حيث عقد المسؤولون التنفيذيون في أبل مؤتمراً صحفياً، وقدموا من خلاله الاعتذار علناً على جميع أوجه القصور في أجهزة ماك المتطورة، والتعهد بتقديم منتجات أفضل دخلت قيد التنفيذ بالفعل.

وتجاوزت الانتقادات أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأبل المتطورة، وبعد أشهر، تعرضت أجهزة الكمبيوتر المحمول الجديدة التي كانت تتضمن رقائق إنتل لانتقادات بسبب الأداء المخيب، ودخل مبيعات أجهزة ماك في حالة ركود مقارنة بمبيعات آيفون التي تمثل حوالي ثلثي إيرادات الشركة.

وفي النهاية قررت شركة أبل توسيع استراتيجيتها الخاصة بشرائح أيفون لتشمل أجهزة ماك، وبناء بنية قابلة للتطوير من السيليكون الذي تصنع منه الرقائق في أيفون، إلى تلك المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر، وقامت أبل بتطوير التكنولوجيا حتى يتثنى لأجهزة ماك المزودة بشرائح M1 استخدام البرامج المطورة لأجهزة ماك التي تعمل بنظام إنتل.

وأنفقت أبل على مر السنين المليارات في عمليات الاستثمار والبحث والتطوير والاستحواذ على شركات أصغر لتعزيز إنتاج الرقائق.

وكان ظهور وباء كورونا أحد أكبر المخاوف التي هددت بعرقلة سنوات من الإعداد لظهور رقائق M1 لأول مرة في عام 2020، إلا أن الرقائق اجتازت التحقق النهائي، وتم الكشف عنها في نوفمبر 2020.

وكانت أولى أجهزة الكمبيوتر التي تم تصنيفها بواسطة شرائح M1 هي MacBook Air وMac Mini والتي تم طرحها للبيع، وفي عام 2021 تم استخدام الشرائح في أجهزة الكمبيوتر المتطورة التي تحمل تسلسل PRO وMAX، حيث تضمنت هذه الأجهزة أول شريحة M1 تضم 16 مليار ترانزستور.

وتضاعف هذه الرقم مع الإصدارات الأحدث من M1.M1 Ultra التي تحتوي على 114 مليار ترانوستور، وتحتوي على وحدة معالج يبلغ حجمها ثمانية أضعاف تلك الموجودة بالإصدار الأول.