الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

أجهزة ألعاب الفيديو... أين «أبل» من هذه المنافسة؟

أجهزة ألعاب الفيديو... أين «أبل» من هذه المنافسة؟

أجهزة ألعاب الفيديو

تمثل ألعاب الفيديو سوقاً كبيرة ونشطة، وتشهد منافسة محتدمة بين شركة سوني اليابانية من خلال أجهزة بلاي ستيشن، وشركة ميكروسوفت الأمريكية من خلال أجهزة إكس بوكس.

لكن هل سنرى شركة عملاقة أخرى تدخل هذا السباق مثل «أبل»؟ لمَ لا؟ ولكن هل تعلم أن دخول أبل إلى هذا المجال، في حال حدوثه، لن يكون دخولاً لأول مرة، بل سيكون عبارة عن عودة إليه. نعم، فقد سبق لأبل إنتاج أجهزة لألعاب الفيديو قبل أن تتوقف عن ذلك!

إليك العوامل المؤثرة في السوق، حسبما أوردها موقع Gaming Bolt.

نبذة عن سوق الألعاب وصعوباته

يعتبر سوق أجهزة ألعاب الفيديو مغلقاً نوعاً ما، إذ لم يشهد نمواً منذ 15 عاماً، ولم تجرؤ أية شركة جديدة على الدخول إلى هذا السوق بقوة منذ أن فعلت مايكروسوفت ذلك من خلال أول جهاز إكس بوكس قبل أكثر من 20 عاماً. واستغرق الأمر سنوات وخسائر بمليارات الدولارات قبل أن تثبت مايكروسوفت وجودها في هذا السوق.

أما شرك سوني، فقد خسرت الأرباح التي جنتها من خلال أول جهازين لها، PS الأصلية وPS2، وذلك بسبب PS3 التي وضعتها على حافة الإفلاس.

وكانت شركة نينتندو الأكثر تحقيقاً للأرباح، لكنها بدأت تتكبد الخسائر بسبب الإخفاق المزدوج الذي واجهته مع إطلاق Wii U ومن ثم 3DS، فحتى الشركات التي أثبتت وجودها في هذا السوق تعاني أيضاً.

لماذا تخسر الشركات كل هذه الأموال؟

من الجدير بالملاحظة أن الشركات تنفق أموالاً طائلة وتتحمل تكاليف ضخمة لمدة سنوات على البحث والتطوير، ومن ثم تدفع مئات الملايين من أجل الحملات التسويقية والخدمات اللوجستية، وبعد كل هذا، لا يسعها سوى أن تأمل أن يحقق منتجها النجاح في السوق، وإلا ستذهب كل تلك التكاليف والمشقة أدراج الرياح. في الحقيقة، يجب أن يكون النجاح مبهراً كي تعوض الشركة كل ما أنفقته من أموال خلال مرحلة الإعداد والإنتاج.

لماذا لا تدخل أبل هذا السوق؟

تبيع أبل 100 مليون هاتف آيفون خلال فصل واحد من السنة، وتحقق هذه المبيعات أرباحاً أعلى بكثير مما تحققه أجهزة الألعاب. لماذا إذاً سترغب أبل بإهدار الوقت والمال على أجهزة الألعاب؟ ولنتذكر أيضاً أن أبل تحقق الكثير من المال من الألعاب بفضل نظام تشغيل الهواتف iOS، حيث تجني أرباحاً أكثر مما تجنيه شركة سوني ونينتندو ومايكروسوفت مجتمعة، وهذا من عمولتها التي تأخذها على الألعاب المشغلة على هواتف آيفون.

ماذا لو دخلت أبل السوق؟

نعلم جميعاً السمعة المرموقة التي تتمتع بها شركة أبل، ولو قررت دخول سوق ألعاب الفيديو، فسيحظى جهازها بفرصة كبيرة للنجاح كجهاز جديد، والسبب بسيط جداً – علامة أبل التجارية تعطيها أسبقية لا تضاهى، كما أن قوتها التسويقية فريدة ولا تجاريها أية شركة منافسة. ولا شك أن الضجة الإعلامية التي سيحدثها طرح جهاز ألعاب جديد يحمل اسم أبل وشعارها المميز ستكون كافية لتحقيق مبيعات كبيرة للشركة قد تصل إلى ملايين الأجهزة أو حتى عشرات الملايين.

مشكلة الأسعار

لا تحب أبل أن تبيع منتجاتها بأسعار متدنية، وربما يمكننا القول إنها لا تحب بيعها بأسعار معقولة حتى. ويمثل هذا عقبة فريدة من نوعها عندما يتعلق الأمر بسوق ألعاب الفيديو، حيث يتوقع المستهلك أن يحصل على الجهاز بسعر معقول. وربما يسعنا القول إن السعر المعقول لجهاز تشغيل ألعاب الفيديو يبلغ 499 دولاراً. وعلينا أن نعلم أن سوني ومايكروسوفت قادرتان على بيع الجهاز بخسارة، مع تحقيق الأرباح من موارد أخرى. أما أبل، فمن الصعب أن نتصور رؤيتها تتقبل مثل هذا التصرف.

ما هو جهاز ألعاب أبل؟

كانت السوق خلال فترة منتصف التسعينيات واعدة بالنسبة لأجهزة الألعاب والحواسب المنزلية، فقد كانت هذه الصناعة في بدايتها. وكانت كلفة أجهزة الألعاب معقولة، ولم تكن تتجاوز 300 دولار؛ في المقابل، كانت الحواسب تكلف أكثر من ذلك بكثير، وقد منعت كلفتها المرتفعة الناس من اقتنائها بكثرة خلال ذلك الوقت.

عملت أبل مع شركة يابانية تدعى بانداي، وكانت لديها خطط لإنتاج جهاز ألعاب، فطرحت عام 1996 جهازها الذي كان يسمى Pippin، لكنه لم يلقَ قبولاً كبيراً ولم يحظَ بالشعبية المتوقعة. وأدى هذا إلى انسحاب أبل من السوق بعد عام واحد فقط. لكن جهاز Pippin استمر في السوق اليابانية حتى عام 2002 لأنه شركة بانداي ظلت تدعمه هناك.

لماذا فشل الجهاز وانسحبت أبل؟

مع أن أبل كانت منخرطة في تطوير Pippin، إلا أنها لم تكن ملتزمة بالكامل في المشروع، وكانت تراه بشكل أساسي على أنه منصة مفتوحة لأمور تستطيع شركات أخرى تطويرها. وأبدت الشركة اليابانية الشريكة اهتماماً كبيراً بالمشروع وكانت مسؤولة عن تصنيع الجهاز في اليابان وباعته بمسمى Atmark، حسبما قال موقع Slash Gear.

كان السبب الرئيسي وراء فشل Pippin سعره المرتفع الذي بلغ 650 دولاراً في اليابان. وعندما دخل الجهاز إلى الولايات المتحدة، أرادت أبل أن تبيعه مقابل 600 دولار، وقد كانت هذه الكلفة تبلغ ثلاثة أضعاف ما يدفعه المستهلك مقابل الأجهزة الأخرى المنافسة، وضعف كلفة جهاز مثل بلاي ستيشن الذي كان يباع مقابل 299 دولاراً.

لم يحقق جهاز Pippin الكثير من المبيعات، ما تسبب بخسائر فادحة، فلم تفلح كل من أبل وبانداي بترويج الجهاز، وقد بلغت المبيعات نحو 42000 جهاز في حول العالم. بالنسبة لأبل، لم تكن تعيش تجربة مليئة بالنجاح كما هو الحال اليوم، بل كانت على شفير الإفلاس خلال تلك الفترة، لذلك كان عليها أن تنسحب لتوقف نزيفها المالي دون مجازفة كبرى، خصوصاً أن المنافسة كانت شرسة جداً مع بلاي ستيشن ونينتندو آنذاك.