الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رئيس الهيئة المصرية للاستشعار عن بعد: أقمار صناعية مصرية تحارب الإرهاب في سيناء

في الـ20 من نوفمبر الجاري، ستطلق مصر قمرها الصناعي الثاني في سلسلة تتكون من 3 أقمار، والجديد في هذه السلسة ليس فقط القدرات التصويرية العالية للأقمار، لكن من أسهموا في تصميمها وخروجها إلى النور هم نخبة من طلبة كليات الهندسة بالجامعات المصرية، لم يتعد عمر بعضهم 22 عاماً، وهي سابقة من نوعها في البحث العلمي في مصر.

وفي حواره مع «الرؤية» يشرح دكتور محمد زهران، رئيس الهيئة المصرية للاستشعار عن بعد، أهمية التجربة لاستغلال عقول الشباب في مصر بطريقة مفيدة لسوق العمل.

- بداية ما المقصود بقمر صناعي مصري 100% كما ذكرت وسائل الإعلام؟

القمر ضمن سلسلة من 3 أقمار مصرية تمولها أكاديمية البحث العلمي وتنفذها الهيئة القومية للاستشعار عن بعد. أطلقنا من محطة «سبيس أكس» من الولايات المتحدة القمر «نارسكيوب2» في يوليو الماضي، وحالياً هو في مداره، أما «نارسكيوب1» فيشبه «نارسكيوب2» مع اختلافات بسيطة وسيطلق من قاعدة جاكسيا في وكالة الفضاء اليابانية، وهذه الأقمار هي مصرية التصميم 100%.

ومعنى ذلك أن جميع الأنظمة الموجودة والمحملة على القمر الصناعي الموجود في الفضاء تم تصميمها وتصنيعها واختبارها بأيادي خبراء مصريين من طلبة ومهندسين وأساتذة تابعين لبرنامج الفضاء المصري، وبعد تصميمها واختبارها في المعامل المصرية أعيد اختبارها مرة أخرى مع اليابان، حتى القمر الموجود بالولايات المتحدة تم اختباره في اليابان ثم سافر من اليابان إلى الولايات المتحدة للانطلاق.

أما القمر الثالث فسيكون حجمه 3 أضعاف الأقمار الحالية، حيث إن القمرين اللذين تم إطلاقهما هما من نوعية 1U، وتعني وحدة واحدة ووزنه 1.17 كغ، أما القمر الثالث فسيكون 3U، أي 3 وحدات، وهو ما يعني أنه سيكون مزوداً بكاميرا ذات تقريب بصري ومزيد من العدسات التي تمكن القمر من التقاط صور بدرجة دقة عالية تفوق الأقمار السابقة بكفاءة 6 أضعاف.

ومن المخطط لهذا القمر أن ينطلق في الربع الأول من 2020، إما من ناسا بالولايات المتحدة أو جاكسيا في اليابان.

- ما الهدف من إنشاء هذه السلسلة من الأقمار الصناعية؟

مصر تطمح من هذه السلسلة لأن تمتلك أقمار استشعار «ريموت سينسينغ ستالايت»، فلم يعد امتلاك أقمار صناعية تدور في الفضاء شيئاً اختيارياً، بل أصبح ضرورة مهمة. ففي اجتماع لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء، كانوا يوصون بأن تتاح لجميع البلدان فرصة دخول الفضاء، وتمت دعوة البلدان الغنية لدعم البلاد الفقيرة التي ليس لديها برامج فضاء كي تمتلك أقماراً فضائية.

- وما هي أهمية امتلاك مثل هذه الأقمار في بناء التنمية المستدامة بالدول؟

مهم جداً أن يكون لدينا أقمار استشعار، فمن صور الفضاء نستطيع تحديد برامج التنمية واستخدام هذه الصور في التنمية الزراعية والعمرانية ومراقبة الحدود واستكشاف المياه الجوفية، ووصل الأمر إلى استخدامها في تطوير قطاع الصحة. لا يوجد مشروع استراتيجي للدولة إلا ويحتاج صوراً للأقمار حتى ينفذ، مثل مشاريع المدن العمرانية الكبرى الجديدة التي يشيدها الرئيس السيسي ومشروع المليون ونصف فدان، واستكشاف الثروة المعدنية في الصحراء الشرقية والغربية، كل هذا يتم باستخدام صور الأقمار الصناعية، والأقمار الجديدة سوف تمد مصر بما تحتاجه من بيانات لتحقيق التنمية المستدامة التي نسعى إليها، لذلك تولي الدولة هذا الموضوع اهتماماً فوق العادة، بدليل أن رئيس الجمهورية يترأس مجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية.

- معظم من شاركوا بالإنجاز طلبة في كليات الهندسة المصرية، في بداية العشرينات من أعمارهم، فما دلالة ذلك؟

بالفعل لدينا مشروع بدأناه في الهيئة منذ 5 أعوام اسمه «قمر الجامعات»، والهدف منه توعية علمية للجامعات، وبدلاً من أن يعمل طلاب كليات الهندسة مشاريع تخرج في موضوعات مستهلكة وليست ذات قيمة ولن يتم تطبيقها على أرض الواقع، تم توجيه كليات الهندسة، وخاصة قطاعات الإلكترونيات والاتصالات والهندسة الميكانيكية، بأن تكون مشاريع التخرج موجهة لخدمة الأقمار الصناعية، ودمجنا ذلك مع تنظيم تدريب سنوي لطلاب الكليات داخل الهيئة ليصل عدد الطلاب خريجي التدريبات بالهيئة إلى 1000 طالب في العام، كدورات متعاقبة، حيث نأخذ من كل كلية 10 إلى 20 طالباً، وبعد تدريبهم ينتجون مشاريع يتم اختبارها واختيار أفضلها وتطبيقها، وما ينجح منها يؤخذ في الاعتبار، وكثير من أنظمة سلسلة الأقمار شارك في تنفيذها طلاب، منهم من تخرج في الجامعة والتحق بالعمل ليصبح جزءاً من نسيج برنامج الفضاء المصري.

- هل معنى استخدام هذه الأقمار في مراقبة الحدود أنه يمكن استخدامها في الحرب على الإرهاب في سيناء؟

استخدام هذه الأقمار في الحرب على الإرهاب هو الأصل وأحد أهم الأهداف التي من أجلها تطلق الأقمار الصناعية، حيث إن سيناء منطقة مفتوحة وتضاريسها وعرة وليس فيها شوارع ممهدة ومعظمها أماكن غير معبدة لسير السيارات، لكن من السهل جداً مراقبتها عن طريق الأقمار الصناعية التي تحصل على صور لهذه الأماكن، وتكشف مواقع تواجد الخلايا والبؤر الإرهابية، وبالتالي يسهل تعقبها.