السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

البندقية تفلت من عقوبات اليونسكو وتنتظر انتعاش الحياة السياحية مجدداً

تعيش إيطاليا عامة ومدينة البندقية الشهيرة الآن فترة من الممكن أن يطلق عليها (مرحلة التقاط الأنفاس)، حيث كانت المدينة الجميلة مهددة من قبل منظمة اليونسكو بإدراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وذلك بعدما منحت المنظمة الدولة الإيطالية مدة ستة أشهر كي تعالج السلبيات التي تهدد المدينة التاريخية، بل وتنذر بوقوع أخطار على حياة سكانها والملايين من السائحين الذين يتدفقون عليها سنوياً. وتعود القصة إلى صيف 2016 حينما اختنقت «البندقية» بما يقرب من 28 مليون سائح، ما تسبب بوقوع الكثير من المشكلات بسبب التدافع من جهة، واعتباره ضغطاً غير عادي على الأماكن التاريخية من جهة أخرى، إضافة إلى مرور المئات من السفن السياحية التي باتت تشكل تهديداً للبيئة بسبب محركاتها التي لا تتفق ومبادىء البيئة التي جرى إقرارها. وتسبب كل هذا بغياب أساليب حماية كافية من قبل السلطات لتفادي الأمرين. وهذا ما دفع منظمة اليونسكو المسؤولة عن حماية التراث إلى القلق ومنح إيطاليا مهلة الأشهر الستة قبل تنفيذ العقوبات عليها انتهت أول الشهر الجاري. واتجهت الأوضاع نحو الأفضل بعدما توجه عمدة مدينة البندقية بصحبة وفد من المتخصصين للقاء المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في الرابع من الشهر الماضي، ورفع تقرير من 70 صفحة يستعرض الجهود المبذولة كافة والمستقبلية لحماية المدينة. واعتبرت اليونسكو التقرير بمنزلة إعلان نوايا مقنع وكاف لتفادي فرض العقوبات المقررة عبر لجنة حماية التراث كما كان مقرراً أثناء لجنة حماية التراث العالمي، التي ستعقد في شهر يوليو المقبل في بولندا. وعلى الرغم من أن شبح التهديد بالعقوبة قد تلاشى تدريجياً الآن، فإن الوضع، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، لا يزال غامضاً بشكل ملحوظ، فحماية المدينة على ما يبدو سوف تحتاج إلى نقاش قد يمتد لأعوام، خصوصاً فيما يتعلق بعلاج الأضرار الناجمة عن مرور السفن السياحية. وعلى الرغم من تفاؤل المسؤولين عن بلدية مدينة البندقية بحل الكثير من مشاكل السفن عبر حفر ممر جديد سيسمح للقوارب بالوصول إلى المدينة من دون العبور بقناة جيوديكا التي تعد أحد المعالم التراثية في المدينة، فإن دعاة حماية البيئة يجدونه مصدر قلق كبير، حيث يصعب التنبؤ بالآثار طويلة الأجل للمبادرات المطروحة. وأكدت الصحيفة الفرنسية «ملف السفن السياحية ليس هو الجانب الوحيد، فالأزمة متعددة الأوجه وتحتاج إلى حلول فعالة لا تثير جدالاً طويلاً بين اليسار واليمين الإيطالي اللذين تتعارض رؤيتهما تماماً، حيث يصر الأول على أن حماية البيئة أولاً بينما الثاني يعير التدفقات المالية السياحية الاهتمام الأول». وفي كل الحالات، فإن المخاوف من عقوبات منظمة اليونسكو لن تكن مقلقة بعد اليوم، والكرنفال السنوي للمدينة التي تنتظره بعد أسابيع عدة سوف يعيد إليها بعضاً من بهجتها، ما جعل سكان البندقية يؤكدون على أن المدينة باقية بكل ما تحمله من عبق التاريخ، وأن الأزمة الحالية سوف تتحول مع الوقت إلى مجرد ذكريات.