الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

اتركوا العنان لأبنائكم

اتركوا العنان لأبنائكم

فاطمة المزروعي

في تعاملنا مع أطفالنا توجد ملاحظة رصدها المختصون في مجال التربية وعلماء النفس، وهي تدور حول نقطة تشبث الأم والأب بطفلهم لدرجة عدم ملاحظتهم أنه كبر، وأنه بات في مرحلة مختلفة عن مرحلة الطفولة التي تحتاج لرعاية ومراقبة ومتابعة. تجد البعض من الأمهات شديدات المراقبة لأبنائهن رغم أنهم شبوا وكبروا وتجاوزا الطوق، إذا صحت الكلمة، ولكن لم تتطور أساليب الأم ولا الأب للتعامل مع احتياجات المرحلة التي وصلها الأبناء، فتستمر عملية التشديد والملاحظة والمراقبة والتدقيق، على أقل الجوانب الحياة وعلى أكبرها. يدخل الأب والأم في تفاصيل شديدة الحساسية في حياة ابنهم المراهق، ويعاملونه وكأنه ذلك الطفل الذي لا يعرف كيف يخرج الحروف من فمه.

هنا يحدث التصادم بين الأسرة ممثلة بالأم والأب وبين الأبناء الذين يعيشون مرحلة بين الطفولة والشباب، وهي مرحلة شديدة الحساسية تتطلب منح الابن الثقة والتأكيد له بأنه لم يعد طفلاً، ويتم التعامل معه وفق العمر الذي يعيشه ومتطلبات السن الذي وصله. ما يغيظ كثيراً من المراهقين هو تسفيه أحلامهم والتقليل من طموحاتهم والسخرية من وجهات نظرهم وآرائهم. أدعو كل أب وأم، لديهم ابن في مرحلة المراهقة أو مرحلة قبلها، بالتجربة ولا أكثر، تجربة الحديث مع ابنهم المراهق بمسؤولية ومنحه الثقة وتوجيه رسالة غير مباشرة له بأنه شريك ويتمتع بالذكاء والمسؤولية، وستكون نتائج مثل هذه المعاملة كبيرة وإيجابية، المهم عدم كسر هذا الفتى، وهو في مقتبل العمر وفي خطواته الأولى نحو المجتمع والحياة.