الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيف نفرح؟

كيف نفرح؟

فاطمة المزروعي

يعيش الإنسان في هذا العصر في دوامة من المهام والأعمال المتواصلة، وهو في سعي متكرر لكسب القوت ومعيشة أطفاله، وفي أحيان كثيرة فإن العمل الذي يقوم به، الوظيفة، تكون فيها منغصات ومضايقات، وعند عودته للمنزل قد يواجه جملة من المشاكل كالنتيجة الدراسية المتدنية لأحد أبنائه، أو فواتير مرتفعة على غير العادة سواء للكهرباء أو الماء أو الهاتف، أو نحوها من المنغصات التي هي عند البعض أمور بسيطة ولا تذكر لكنها عند البعض الآخر وأخشى أن «البعض» هم الفئة الأكثر عدداً في عالمنا العربي الذي بالنسبة له مثل هذه الأمور كالمصائب التي قد تستنزف تفكيره أو ماله.

جانب آخر في معضلتنا الحقيقية مع السعادة والفرح، هي في أنفسنا نحن، في عدم معرفتنا كيف نفرح وكيف نُسعد من يعيش معنا، باتت معاملتنا مع بعض مادية بشكل واضح وصارخ، فنحن نعطي وننتظر المقابل، حتى مع أقرب الناس إلينا، لقد ضربتنا الحياة الحديثة بكل قسوة وعنفوان دون هوادة أو تردد؛ فقد تحولنا لما يشبه الآلات تشتغل دون توقف وعند توقفها، في الإجازة، تكون أوقات صيانتها، نحن على نفس الوتيرة بطريقة أو أخرى.

السعادة والفرح أسمى الأهداف التي يسعى إليها الإنسان، يقول العالم المسلم الفارابي: «السعادة غاية كل إنسان»، وإن كل من ينحو بسعيه نحوها فإنما ينحو على أنها الكمال الأقصى، وهذا لا يحتاج في بيانه إلى قول فهو في غاية الشهرة.


[email protected]