الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السلام من أرض السلام

السلام من أرض السلام
طوبى للرحماء، لأن الرحمة ستكون في نصيبهم .. طوبى لصانعي السلام ـ

جبران خليل جبران: «يسوع ابن الإنسان»

لقد زرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشجرة المباركة وسقاها محبة وطيبة ورحمة وسلاماً فآلف بين قلوب الناس وهو في علياء فردوسه، وهو النهج الذي يستمر عليه أبناؤه حفظهم الله.


طوبى للمحبة التي تشرق مثل شمس وضاءة في بلد السلام ..في دولة الإمارات .. وبالتحديد في قلب أبوظبي التي كرسها رسل السلام عاصمة العالم للتسامح والتعايش، ليس من خلال زيارة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لدولة الإمارات، على أهمية الحدث، فحسب، بل أن يقترن هذا الحدث بإصدار «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وهي الأولى تاريخياً في معانيها ومضامينها، مع مشاركة أكثر من 180 ألف شخص من كلا الجنسين ومختلف الأعمار والقوميات في المعمورة، في القداس التاريخي على أرض مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، فهذا بحد ذاته إنجاز غير مسبوق، عالمياً وتاريخياً .. أن تجتمع كل هذه الحشود البشرية القادمة من أنحاء مختلفة وثقافات ولغات وقوميات متعددة لتصلي وتنشد وتمارس طقساً روحياً مقدساً في بلد زايد وبجهود أبناء زايد، فهذا هو السلام والتسامح والمحبة في قمة مفهومها.


وفي قراءة متأنية لـ «وثيقة الأخوة الإنسانية» سنكتشف أنها دستور إنساني يتناول جميع أوجه الحياة ويرسم طريقاً للتسامح والمحبة والخير واحترام الأديان والقوميات والاهتمام بالإنسان وحقوقه باعتباره الهدف الأكثر سمواً في الحياة وإسعاده سواء كان طفلاً أو امرأة أو رجلاً أو «من المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة»، كما جاء في نص الوثيقة.

«وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي صيغت بجهود أبناء زايد، لا تعني الإمارات وشعب الإمارات أو العرب أو المسلمين فحسب، بل هي وثيقة شاملة تعني البشر جميعاً أينما كانوا ومهما كانت قوميتهم ولغتهم ودينهم ولونهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا ما نفهمه من ديباجة مقدمتها: «باسم الله الذي خلق البشر جميعاً متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض، وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام.

باسم النفس البشرية الطاهرة التي حرم الله إزهاقها، وأخبر أنه من جنى على نفس واحدة فكأنه جنى على البشرية جمعاء، ومن أحيا نفساً واحدة فكأنما أحيا الناس جميعاً».

هذه الوثيقة المستمدة من تعاليم الأديان السماوية تنتصر أولاً وأخيراً للإنسان وتنبذ التطرف والإرهاب.

كان يجب أن تنطلق هذه الوثيقة التاريخية التي تحمل كل هذه المبادئ الإنسانية النبيلة من هنا، من أرض الإمارات، من بلد زايد الذي قال عنه البابا فرنسيس «زايد غرس احترام الأديان والقيم النبيلة».

[email protected]